ثقافة طهر نيعك

ما شهدته اجواء جلسة اللجنة النيابية لحقوق الانسان ليس وليد انفعال ولا هو"ابن ساعتو"…انها الثقافة يا عزيزي؛ فمن الطبيعي على من يعتقد انه قابض بكلتي يديه على ناصية الحقيقة وان رأيه السياسي "مسدد الهيا" وانه ظل الله على الارض.. وفي لبنان…حينها لا يرى في من يخالفه الا من فصيلة الجرذان او جراثيم او انجاس يجب تطهيرهم او تطهير المجتمع منهم ..والمؤشر التصاعدي لثقافة كهذه هو عندما تحوز على فائض من القوة …فائض من المال وفائض من الاعلام والدعاية فيصير حاملها حينئذ يعتقد ان بقوته يميت من يشاء ويحيي من يشاء ..وبماله يهدي من يشاء ويضلّ من يشاء..وباعلامه ودعايته يعمّل (عميل)من يشاء ويشرّف (شريف) من يشاء فهو على كل شيء قدير…هؤلاء المساكين يعيشون حالة الانتليجنسيا الالهية فيتصرفون على انهم كذلك من حيث يدرون ولا يدرون .. ولان سنّة الله تعالى قضت ان من يشاركه صفاته او بعضها خاتمته لا بد وخيمة ..فاننا ندعوهم من موقع المشفق ان يسبحوا بحمد ربهم ويستغفروه انه كان توابا …فالتواضع لا يكون بتوزيع الابتسامات ولا بادعائها انما التواضع سلوك واداء. ومن ابرز مصاديقه تقبّل الاخر المخالف والعمل على قاعدة: "نحن او اياكم على هدى او في ضلال مبين"…وما يُطمئن في هذا السياق انه في زمن تهاوي ارباب العرب وغرق الفراعنة الجدد في بحر الشعوب …لا شيء باق ..باق..باق..الا وجه ربك ذو الجلال والاكرام.

السابق
هـل يصبح بديـلاً عـن التبـغ؟
التالي
وفد مشيخة العقل عزى في الرياض بوفاة الامير سلطان