اللواء: سليمان على رأس وفد جامع و14 آذار تلاقي الحريري بالرياض

يقدم الرئيس ميشال سليمان اليوم واجب العزاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على رأس وفد وزاري – نيابي – اعلامي موسع، وفي الوقت نفسه، يتوجه وفد قوامه نواب كتلة <المستقبل> وشخصيات سياسية وحزبية من قوى 14 آذار، لملاقة الرئيس سعد الحريري في الرياض، للقيام بالواجب نفسه الى جانب قادة عرب ومسلمين واجانب يتوافدون تباعاً الى المملكة ومن ضمنهم ايضاً رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، للوقوف الى جانب الملك عبد الله ومشاركته الحزن وتعزيته بوفاة ولي عهده واخيه الامير سلطان بن عبد العزيز الذي ووري الثرى امس في مثواه الاخير·
وعلى هامش مشاركة الرئيس نجيب ميقاتي على رأس وفد وزاري وديني التقى في مراسم التشييع الرئيس الحريري الذي كان حاضراً، حيث جرى تبادل <أحاديث ودية> وتبادل التعازي برحيل ولي العهد السعودي، فيما اقيمت صلاة الغائب عن روح الفقيد الكبير في عدد من مساجد العاصمة وسط حداد كانت اعلنته الحكومة امس الاول·

اما في الشأن الداخلي، والذي كان البارز فيه تأجيل جلسة مجلس الوزراء التي كانت محددة اليوم في السراي بسبب المشاركة في العزاء، وعلى وقع ردود الفعل الرافضة لحملة <حزب الله> على المحكمة الدولية وتمويلها وحمل الحكومة على التصويت في اتجاه اسقاط تعاون لبنان مع المحكمة، اجرى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جاكوب والاس <جولة استطلاعية> و<انذارية> سياسياً ومالياً، تمّ ابلاغها لمن شملتهم جولته لا سيما الرؤساء الثلاثة وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة·

وتأتي الرسالة الاميركية الجديدة، في سياق تأكيد ما ابلغته السفيرة مورا كونيللي للنائب ميشال عون، طالبة اليه ان ينقله الى حلفائه في <حزب الله> ان المجتمع الدولي ليس في وارد التساهل مع اي محاولة لدفع الحكومة اللبنانية لنسف المحكمة او القفز فوق القرارات الدولية·

وفي المعلومات التي توافرت لـ<اللواء> ان الدبلوماسي الاميركي طرح على الذين التقاهم اسئلة حول رؤية لبنان لما يجري في المحيط القريب منه من ثورات واضطرابات ضد الانظمة القائمة، وكيف ينظر لبنان الرسمي والسياسي الى ما يجري تحديداً في سوريا، وقدرة المؤسسات اللبنانية على منع التوتر من الانتقال اليه والحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي القائم حالياً·

ولفتت إحدى الشخصيات التي التقت الدبلوماسي الأميركي الذي حضر إلى بيروت بعد مشاركته في مؤتمر اقتصادي في عمان، إلى أن علامات الاستفهام التي طرحها امام محدثيه جاءت في إطار اغناء عملية التقييم لما يحدث في المنطقة وما يمكن أن يحدث ومعاني التطورات الحاصلة، مسلماً في الوقت عينه بصعوبة عملية التقييم هذه، نظراً لتداخل معادلات كثيرة فيها·

وأشارت إلى أن اللقاء مع الحاكم سلامة ارتدى أهمية كبيرة، نظراً لحساسية الوضع النقدي في خضم تطورات المنطقة، ووضعية المصارف اللبنانية، ولا سيما تلك التي تملك فروعاً في سوريا، وقالت أن سلامة تبلغ بأنه يجب الأخذ بالاعتبار ان الولايات المتحدة جدية في فصل وضعية لبنان عن سوريا، وحرصها على استقرار هذا البلد وسيادته، لكنها في الوقت نفسه فإنها لن تتساهل حيال الالتزام بالقرارات الدولية والتعاون مع المحكمة· 

عون من جهته، قال النائب عون، بعد اجتماع تكتل <التغيير والاصلاح>، أمس، انه أبلغ كونيللي، خلال زيارتها له أمس الأوّل، أن <أي اجراء يتخذ بحق لبنان بسبب تمنعه عن التمويل هو اجراء تعسفي واعتباطي وجائر، لأن ليس عليه أي التزام، مشيراً <إلى انه قال لها أيضاً بأن لبنان ليس طرفاً في اتفاقية كي ندفع بموجبها مالاً للمحكمة الدولية>، مضيفاً بأنه <مع المحكمة والعدالة سواء مولناها او لم نمولها فهي مستمرة>، لانه في البند نفسه الذي يشرح مسألة التمويل، ذكر انه إذا لم يُقرّر لبنان أن يدفع حصته، فسيؤمن الامين العام للأمم المتحدة التمويل من الدول الأخرى>·

ونفى عون، في مجال آخر، وجود برودة مع <حزب الله>، لكنه أقرّ بوجود خلاف حول الأولويات، من دون أن يُحدّد طبيعة هذه الأولويات، وإن كان يعتقد انها تتصل بمسألة التعيينات الإدارية، والنظرة إلى الموازنة التي يرى عون انها <مليئة بالأخطاء>، فضلاً عن مسألة تصحيح الأجور·

كتلة المستقبل اما كتلة <المستقبل> النيابية، فقد اتخذت موقفاً سلبياً من الموقف الذي أعلنه الأمين العام للحزب السيّد حسن نصرالله، والذي أعلن فيه مجدداً رفضه ومعارضته لتمويل المحكمة الخاصة بلبنان، حيث أكدت استنكارها لهذا الموقف <الذي صدم الرأي العام خاصة مع استمرار حمايته لعناصر متهمة تنتمي اليه>، معتبرة انه <يضرب بعرض الحائط الإجماع على العدالة والمحكمة الذي كان قد أقر في مؤتمر الحوار الوطني والبيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، ومن شأنه إقحام لبنان في معارك تعرّضه إلى مخاطر غير محمودة على أكثر من صعيد، كما يدفع بلبنان إلى أن يصبح بلداً مشكوكاً بصدقيته أمام المجتمع الدولي·

وقالت الكتلة إن هذا الموقف لحزب الله يؤكد مجدداً على عمق خطورة ظاهرة حزب السلاح والمسلحين الذي يفرض بالقوة العسكرية علاقته بالآخرين محكماً سيطرته على الدولة اللبنانية بمؤسساتها وأجهزتها· وطلبت من الحكومة اللبنانية، وتحديداً من رئيسها الذي التزم بالتمويل، إعلان الموقف الذي سيتخذه هو وحكومته بوضوح وصراحة ودون التباس أو لغة مزدوجة بشأن المحكمة، وليس الاكتفاء بإطلاق الوعود الفارغة من أي مضمون·

وكانت الكتلة ناقشت في اجتماعها الأسبوعي أمس، ما وصفته <خطورة تفشي ظاهرة الاستكبار والاستعلاء والاستقواء لحزب الله على كل أوجه الحياة في لبنان>، متوقفة في هذا السياق إلى التهديد الذي تعرّض له النائب أحمد فتفت في جلسة لجنة حقوق الإنسان النيابية، لمجرد أنه طرح أسئلة طبيعية عن حوادث خطيرة حدثت وتمس أمن البلاد واستقرارها، وكذلك محاولة الحزب مد شبكة اتصالات بالتوازي مع شبكة الاتصالات الرسمية في بلدة ترشيش، وتهديد المسؤولين عن البلدية باللجوء إلى فصل جديد من فصول السابع من أيار 2008، فضلاً عن إقدام مجموعات مسلحة على قطع الطرق في منطقة الضاحية الجنوبية يوم الأحد الماضي لمجرد أن أقدمت القوى الأمنية على قمع مخالفات بناء في بلدة لاسا في جرود جبيل·

ترشيش ولاسا في غضون ذلك، بقيت ازمة مد شبكة الاتصالات الخاصة بـ <حزب الله> في ترشيش تتفاعل، فيما لا يزال الحزب يلتزم الصمت حيالها، وكان الجديد، ما اعلنته وزارة الاتصالات بأن التقرير الرسمي الذي وضعه الفريق الفني الذي كلفه الوزير نقولا صحناوي لكشف على اعمال تنفيذ مد شبكات الالياف البصرية التي تقوم بها شركة خاصة لمصلحة الوزارة، عدم وجود اي تمديدات خاصة في المسالك الهاتفية التابعة للوزارة في بلدة ترشيش، مطمئناً الاهالي بانه لن تكون هناك اي تمديدات خاصة في المسالك الهاتفية التابعة لها·

إلا ان رئيس البلدية غابي سمعان استبعد صرف الحزب النظر عن تمديد الشبكة، خصوصا وانهم قالوا اثناء الاجتماع معهم ان هذه الشبكات تم تمريرها في كل البقاع، وبالتالي لا يمكن ان يتوقف العمل بها من اجل ثلاثة كيلومترات تمر في البلدة، داعيا الدولة الى ان تحسم امرها، وان لا تبقى هناك دولة ضمن الدولة·

اما في ما يتعلق بعقارات بلدة لاسا الجبلية، فقد كان جديده ايضا الاجتماع الذي عقده وزير الداخلية مروان شربل في مكتبه لبت النزاع العقاري في البلدة، اكد خلاله الوزير على <اهمية التعاون للعمل على توفير الحلول المرجوة وإزالة الهواجس، ومعالجة الملف بروية، بعيدا عن التوظيف السياسي·

واوضح ان الاجتماع وضع الآلية التي ستحدد على اساسها العقارات وهوية مالكيها، على ان تبقى العقارات موضوع النزاع في مسار متابعة القضاء· وستلتقي الاطراف كافة مع القاضي العقاري يوم السبت للسير في آلية تكليف مساح مختص لتدوين المستندات والاعتراضات من جميع الافرقاء او ارسالها الى القاضي العقاري الذي هو المرجع الصالح في ملكية الاراضي غير الممسوحة· 

السابق
الجمهورية: والاس على لبنان احترام العقوبات الجديدة على سوريا ومصدر أوروبي يؤكد انه لن نتساهل مع دعم بيروت لدمشق
التالي
مصير الجمهورية الإلهية على كف عفريت