طلاب لبنان: لا متابعة لهم في الخارج

لجوء آلاف الطلاب اللبنانيين إلى جامعات أجنبية لتحصيل شهادات تخصصهم ليست ظاهرة جديدة. غير ان الدوافع تختلف راهناً عن السابق. والى فائدته المعرفية في تطوير قدرات أصحاب المهن والكادرات العاملة وخبراتهم، فإنه يحيلنا إلى مأزق التعليم الجامعي لجهة أساليب التعليم والتخصصات المتاحة والنفقات المالية. لتقصي هذه الظاهرة إلتقى "نهار الشباب" عدداً من اللبنانيين الدارسين في الخارج.

الطلاب الذين يدرسون في جامعات فرنسا غالبيتهم من طلاب الماجستير، وبالتالي فهم ممن يتعلمون على حسابهم الخاص، كما قال محمد قانصو: "وهذا ما يستمر حتى بلوغ الطالب مرحلة الدكتوراه اذ يحصل، في معظم الاحيان، على منح من الجامعات او الشركات او المختبرات الخاصة في فرنسا".

ويوضح قانصو متحدثاً عن المنح: "تقوم الدولة اللبنانية بتقديم منح للمتفوقين في الجامعة اللبنانية، وذلك لمساعدتهم في اكمال دراستهم في الخارج، كما تقوم الدولة الفرنسية باعطاء منح للطلاب اللبنانيين عبر سفارتها في لبنان وعبر مدارس البعثات الفرنسية".
أما عن علاقة الطلاب اللبنانيين بالديبلوماسية اللبنانية في بلد الدراسة فيجزم قانصو "انه لم يحصل تواصل بيني وبين السفارة اللبنانية في فرنسا، لكنني منتسب الى تجمع يدعى "AULF :association des universitaires libanais en france" وهو يتابع شؤون اللبنانيين الاكاديمية والمعيشية فقط، كما توجد جمعية اخرى تدعى "association Alsace liban".

ويعزو قانصو اختياره فرنسا لدراسته الطب الى كون التحصيل العلمي في هذه الدولة اقل كلفة، كما ان مستوى الجامعات فيها جيد: "فضلاً عن انني اتقن الفرنسية، وهذا ما يعفيني من سنة تحضيرية. ثم ان مشوار الطب في الجامعة اللبنانية طويل جداً (8 سنوات) طب عام، اضافة الى مشكلة العدد المحدود وامتحان الدخول والتدخل السياسي في تقرير النتائج. اما في الجامعات الخاصة المحترمة فكلفة الدراسة هي ضعفا الكلفة في فرنسا. وهذه العوامل مجتمعة كافية لتنفيرنا من الدراسة في الجامعات اللبنانية".
وعن الدراسة في ألمانيا يشير طلال، طالب هندسة الميكانيك، إلى أنه يتحمل نفقة تعليمه، "ذلك لأن أحداً في لبنان لا يقدم منحاً للدراسة في ألمانيا". كذلك فإن الدولة الألمانية لا تقدم المنح والمساعدات إلا للحائزين جنسيتها. أما عن علاقته بالسفارة اللبنانية فتقتصر على تجديد جواز السفر والمعاملات المتعلقة به. "غير أن هناك بعض التجمعات اللبنانية التي تقوم بجهود فردية، من دون إشراف رسمي لبناني، وتهتم برعاية شؤون الطلاب". ويرجع طلال سبب اختياره المانيا لدراسة هندسة الميكانيك إلى السمعة التي تتمتع بها هذه الدولة في هذا المجال، "إذ أنها مركز أهم شركات صناعة السيارات".

 
ويقول حسام سلامة: "ان الذين يقررون الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية يتحملون التكاليف في بادئ الامر، ومن ثم يحصل الطلاب المتفوقون على منح. اما في ما يخص الدكتوراه فالدولة المستقبلة، او الجامعة او المختبر، هي التي تقدم المنح لاعتبارها طالب الدكتوراه يقدم خدمة للدولة حيث يقيم ويدرس. وبالنسبة الى تقديمات الدولة اللبنانية فهي غير موجودة في حياة الطلاب اللبنانيين، فانا مثلا اقمت في الولايات المتحدة الأميركية سنتين لم اسأل خلالهما عن الدولة اللبنانية كما انها لم تسأل عني".
ويؤكد: "أن اختياري للولايات المتحدة الأميركية جاء لان الخبرة في مثل هذه الدولة هي في غاية الاهمية، فسمعتها ممتازة، والعمل الى جانب تحصيل الدكتوراه يحسن السيرة الذاتية كثيرا. وبالتأكيد لم يكن في امكاني ان اقوم بمثل هذه الامور في لبنان، وفي الاساس لا يوجد فيه دكتوراه في الفيزياء التي تخصصت بها".

الدراسة في سوريا لا يمكن اعتبارها خارجية وفق "ماهر"، طالب طب الاسنان في جامعة دمشق، "فكل لبناني يدرس في سوريا يمكنه التوجه في عطلة نهاية الاسبوع الى لبنان، كأنه شمالي يدرس في بيروت". مضيفاً: "ان الغالبية العظمى من اللبنانيين في سوريا يتلقون تعليمهم مجانا لحصولهم على منح من الاحزاب اللبنانية المحسوبة على دمشق. ومن هنا يغدو تفضيل الطلاب الدراسة في سوريا امرا واضح الأسباب، اضافة الى ان معظمهم يسعى لتحصيل الماجستير والدكتوراه في دول اوروبية لاحقاً، الامر الذي يضفي على شهاداتهم بريق المصدر الاكثر من ضروري في لبنان".
وعن تأثير الاوضاع التي تشهدها سوريا على الطلاب اللبنانيين قال ماهر: "ان اللبنانيين الذين يتعلمون في مناطق التوتر يسعون جاهدين للانتقال الى دمشق، وهذا ما يفعله طلاب جامعات حمص، لان الوضع الأمني ادى الى توقف الدراسة فيها". 

السابق
نساء أميركا وشبابها… إلى الانتحار دُر
التالي
جعجع: المعارضة تسير في اتجاه تحقيق أهدافها ولحزب الله مشروع سياسي وخطط لوضع يده على الاجهزة الامنية