اللواء: بري مخاطباً برلمان أرمينيا. اللعب بنار الفتنة في سوريا سينعكس على كل المنطقة

توج الرئيس بري اليوم الثاني من زيارته الى ارمينيا بلقاء رئيس الجمهورية سيرج سركيسيان لحوالى الساعة في حضور النائبين محمد رعد وآرتور نظريان والقائم بالاعمال اللبناني زياد عطاالله، ورحب سركيسيان في مستهل اللقاء بالرئيس بري والوفد المرافق، منوهاً بـ<العلاقة العميقة التي تجمع بين اللبنانيين والارمينيين>، ومؤكدا <العمل من اجل تعزيزها في كل المجالات>، آملا في ان <يلعب الارمن في لبنان دورا فاعلا في هذا المجال
>· ورد بري شاكرا <التعاون الذي لقيه والوفد المرافق>، ومؤكدا ايضا <استمرار العلاقة التاريخية والسعي الى تطوير التعاون الاقتصادي في كل المجالات>·

بعد اللقاء ودع سركيسيان بري والوفد المرافق عند المدخل الخارجي للقصر الرئاسي·

ثم ادلى بري بالتصريح الآتي: <نقلت للرئيس الأرميني تحيات رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان وكانت فرصة حقيقية وثمينة جدا لتقويم الاوضاع الجيدة القائمة والمختلفة بين لبنان وارمينيا في شتى المجالات السياسية والانسانية، خصوصا الجسر الانساني القائم نتيجة وجود الاخوة الأرمن في لبنان ودورهم الريادي في الحياة اللبنانية>·

وكان بري زار عند العاشرة صباحاً البرلمان الارميني حيث ألقى خطابا أمام أعضائه وسط ترحيب حار من رئيس المجلس هوفيك أبراهاميان والنواب الذين وقفوا وصفقوا طويلا بعد كلمة الرئيس بري التي قال فيها: <ان ما بين ارمينيا ولبنان الكثير من الجوامع المشتركة، أبرزها حب شعبينا للارض والوطن وتقديم الغالي والنفيس في سبيلهما، <بين البلدين طموح شعبينا لبناء افضل الديموقراطيات المصنوعة وطنيا والمرتكزة على الدستور هنا وهناك، وعلى القوانين ومنع الاساءة اليها او التعسف في استخدامها· وبين البلدين تجربة عميقة تاريخية لا يمكن لنا معها ان ننخدع بظواهر الاشياء، او ان نقع فريسة الطموحات الاقليمية او الدولية والعودة الى عصور الانتداب والاستعمار والاحتلال، او ان نقع ضحية مشاريع تتصل بالمنطقة الجغرافية او الاقتصادية الشرق اوسطية، او ان نكون محكومين الى الرعب الذي يمثله الناتو او اسرائيل في تهديد سيادة الدول· وبين البلدين ما يزيد عن عشرين اتفاقية متنوعة في شتى المجالات، وبينهما جسر يتمثل بالخريجين اللبنانيين من الجامعات الارمنية والذين يزيد عددهم عن الالفين>·

وأكد ان <الاهم ان بين البرلمانين في لبنان وارمينيا مذكرة تفاهم جرى توقيعها قبل عام والمذكرة تتطلب وضع آلية تطبيقية لها خصوصا لأنها تتجاوز تبادل الخبرات التشريعية والثقافية الى تعزيز علاقات الصداقة·

أضاف: <ان ما يجب ان نعترف به هو ان حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلدينا لا يرقى الى مستوى العلاقة بين الشعبين، واني في هذا المجال اخجل من ذكر الارقام المتواضعة الناتجة عن تلك العلاقة· انني ادعو الحكومة اللبنانية والحكومة الارمنية الى تفعيل اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين>·

وقال: <اننا في الوقائع الشرق أوسطية يجب ان نتمتع برؤية حسنة وبحسن التقدير والتدبير، ونحن نرى الضغوط الخارجية المتنوعة على بلداننا ومحاولات الاستثمار على التحركات الشعبية في الشرق الاوسط لابتزاز بعض الانظمة السياسية، او انتاج انظمة ملائمة او سياسات خارجية مستقبلية تتلاءم مع المصالح الاجنبية ومع الاستيلاء على ثرواتنا البشرية والطبيعية· اننا نلمس ان الازدواجية في المعايير الدولية اضحت سياسة واضحة لدول سلطة القرار الدولي، التي تغمض عينيها عن رؤية الانتهاكات الاسرائيلية اليومية لحقوق الانسان والجرائم ضد الانسانية التي تتواصل كل يوم>·
 

أضاف: <اننا نرى ان سلطة القرار الدولي تضع كل النظام العربي في قفص الاتهام وتعرض عليه لوائح اتهامية لاخضاع كل دولة على حدة، وهي تنقل الاضواء من قطر عربي الى آخر وتستخدم سياسة فرق تسد بين الانظمة العربية وصولا الى رفع قيمة ( الفاتورة ) المفروضة على بعض النظام العربي لتحييده وهذا الامر سوف لا يحصن احدا بالنتيجة لأن جدار النظام العربي سيتهاوى بالتدريج واحداً تلو الآخر دون التمكن من الاحتفاظ بأي جزء منه، وما قد يختلف هو المكان والتوقيت>·

وتابع: <نحن طبعا لسنا ضد المطالب المحقة لشعوب المنطقة التي تتعلق بالحكم الصالح والديموقراطية وتداول السلطة والشفافية واحترام الدساتير والقوانين، ونحن بالتأكيد ننحاز الى هذه المطالب، ولكننا من جهة اخرى لا يمكننا الا ان نسعى لتحصين أقطارنا في تصديها لمحاولات تهديد وحدتها الجغرافية والبشرية والمؤسساتية>·

ورأى الرئيس بري <ان الشرق الاوسط لن يشهد اي هدوء وسيبقى من حق الشعب الفلسطيني النهوض بمقاومة شعبية شاملة، ومن حق لبنان التمسك بالمقاومة ايضا على امتداد حدوده بمواجهة الانتهاكات الاسرائيلية، ومن حق سوريا الاستمرار في الممانعة لاستعادة الجولان المحتل حتى حدود الرابع من حزيران 1967>·

وأكد <ان لشعوبنا العربية مصلحة كاملة في اغلاق الحساب حول كل القضايا الخلافية، وفي تثبيت فتح الحدود البرية بين ارمينيا وتركيا بصفة دائمة، والوصول الى تسوية عاجلة بشأن اقليم ناغورني كاراباخ، تأخذ بعين الاعتبار دائما رأي سكان الاقليم وبناء علاقة حسن جوار كاملة>·

وقال: <اننا في علاقات الجوار لا نقبل طغيان دولة على اخرى ولا نقبل بالتدخلات بالشؤون الداخلية لأي بلد، خصوصا بالفوضى البنّاءة العابرة لحدود سوريا او سواها والتي نرى انها معبرة عن التزامات اطلسية· اننا نحذر من ان اللعب بنار الفتنة الطائفية في سوريا او غيرها سينعكس على كل المنطقة وسيفتح الشهية لتقسيم ما هو مقسم>، مؤكدا <أن لنا جميعا مصلحة بأن تكون سوريا البلد الانموذج في الشرق الاوسط لنظام عصري ديموقراطي متطور قوي ومنيع، يشكل سدا امام العدوانية الاسرائيلية ويحقق التوازن المطلوب لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط>·

وسبق ذلك لقاء بين الرئيس بري ورئيس الحكومة الارميني منيغران سركسيان في حضور رعد ونظريان تركز على <الخطوات الواجب اتخاذها على صعيد السلطتين التنفيذية والتشريعية لتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتبادل الاستثمارات>، وعبر الرئيس الارميني عن سعادته وترحيبه بزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مجددا الدعوة له لزيارة يريفان·

ثم زار بري والوفد المرافق كفيركوف عموم الارمن كراكين الثاني الذي رحب متمنيا أن <تساهم الزيارة في تعميق العلاقة بين الشعبين>

· ورد بري شاكرا <هذه الحرارة في الترحيب و من القلب الذي يحب لبنان كما ارمينيا>، ومؤكدا أن <لا فرق ابدا بين أي لبناني او ارميني>· 

السابق
السفير: إسرائيـل تقتـل جندييـها .. والمقـاومـة تكمـل التفـاوض
التالي
النهار: فرنجية يكتب من فرنسا لسيدة الجبل والدعوات لم تُكتب بعد