المدارس: غزوة مخدّرات؟

 آفة حَلّت باكرا على تلامذة هم في زهرة شبابهم، في محاولة منها لقطف حَيويتهم. ولكن، هناك أسئلة تطرح نفسها بقوّة: أين الأهل والمدرسة -الحاضران الغائبان- عمّا يحصل؟ ما هو الهدف من جرّاء توزيع هذه الحبوب، هل هو كسب المال السريع؟ وهل يجب أن نترك أبناءنا صيدا ثمينا للاهثين وراء كسب هذا المال؟

شيء مخيف يحدث في أروقة بعض المدارس هذه الأيام يجب أخذ الحيطة والحذر منه، وهو تداول بعض أنواع المخدرات والتي تُعرف بالمنشطات.

"ج.د" وَلد في ربيع عمره، ارتبط بصداقة مع ولد آخر يكبره بعامين، وهما يتردّدان على المدرسة نفسها وبواسطة الباص نفسه. أقنعه (صديقه) على تناول حبّة ستساعده على تجَاهُل المعلّمة أثناء الحصص الدراسية، وبالتالي على فَهم الدرس والحصول على نتائج مذهلة، هذا ما تقوله والدة الصبي الذي تعرّض لهذه الحادثة.

وتضيف: "عندما تناول الحبّة، قال له رفيقه "أتعلم، إذا لم تعط مفعولها بعد 6 ساعات، سوف تموت". عندها، خاف ابني ولم يستطع اخبارنا بالأمر، ولكن بعد مرور 5 ساعات على ذلك ومن شدّة خوفه من فكرة الموت، إضطرّ الى إخباري بما حصل".

وتتابع الوالدة: "اتّصلتُ فورا بأهل الولد الذي أعطى ابني هذه الحبّة، طالبة التحدّث معه… إلّا انه نَكر الحادثة، وقال: "أنا أعطيت رفيقي حبّة بانادول".

في خضمّ الأحداث التي تسارعت على الوالدة المذهولة، ذهبت فورا، بعد المكالمة الهاتفية، الى المدرسة للتحقق من الحبة التي أخذها ابنها، ولمعرفة نوعها، ومدى ضررها. لكن المدرسة، التي رفضت إعطاء أي معلومة، دفعت الأم الى اتّخاذ قرار بأن تقوم بفحوصات مخبرية، لمعرفة ماذا يوجد داخل معدة ابنها… وأتى الرد: "إنه نوع من المنشّطات"… لكنهم رفضوا التصريح عن اسم الحبة، وطمأنوا الوالدة بأنها لن تعطي مفعولا في جسم ابنها، لأن الكمية المأخوذة قليلة جدا.

وتقول الوالدة: "أرادت المدرسة وضع اللوم علينا، بالقول تارة إن ابنها تناول الحبّة لأنه يعاني بعض المشاكل مع عائلته، وطورا انه يبالغ في تفسير القصة، ونصحوني باستشارة طبيب نفساني، ولكنني رفضت ذلك".

وتختم السيّدة: "لقد أكّدت لي المدرسة أنّ الأمر لن يتكرّر، وانهم سيلاحقون الموضوع. وبادروا الى طرد الولد من المدرسة، ولكن بعد انتهاء العام الدراسي".

ونحن نعتقد أنه، وخلال هذه الفترة، ربما تكون قد وقعت ضحية أخرى. وهنا، نتمنّى على إدارات المدارس أن تعالج مثل هذه الأمور بصرامة وجديّة، وتبادر الى طرد العابثين بسلامة الطلّاب فورا ومن دون إنذار مسبق.

"ج.د" هو نموذج عن حوادث تتكرّر في مجتمعنا، لكنّ المُفرح في قصته، أن هناك عائلة تتابع أمور أولادها وهي جدّ متيقّظة لكل الأمور التي تحصل معهم. 

السابق
الاخبار: الجميّل: نداء 2011 يستكمل نداء 2000
التالي
ما هو اختصاصك؟