البناء: ضبط ستّ شاحنات وكميات كبيرة من الأسلحة المهرّبة إلى سورية

في موازاة فشل مجلس الأمن وأوروبا في محاولاتهما المتكررة لاستصدار أي قرار دولي ضد سورية، يتواصل التراجع الملحوظ بحجم التظاهرات في معظم المدن السورية ويقتصر الأمر على بعض الممارسات التي تقوم بها مجموعات إرهابية مسلحة في مدينة حمص ومحيطها. الأمر الذي فسرته مصادر سياسية متابعة على أنه فشل ذريع للمخططات الأميركية والغربية التي تستهدف أمن سورية واستقرارها.

الخارجية السورية
وفي هذا السياق، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية امس، ان التصريحات الأخيرة الصادرة عن المسؤولين الأميركيين بما في ذلك، ما قاله الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر في تأييده لاستخدام الجماعات الإرهابية المسلحة العنف ضد قوات الجيش السوري، إنما تدل وبشكل واضح على أن الولايات المتحدة متورطة في تشجيع الجماعات المسلحة على ممارسة العنف ضد الجيش السوري.
وأضاف المصدر في تصريح نقلته (سانا) أمس، "ان وصف نائب الناطق بلسان الخارجية الاميركية هذه الأعمال الإرهابية بأنها أمر طبيعي، هو وصف خال من المسؤولية ومن شأنه تشجيع أعمال الإرهاب والفوضى خدمة لأهداف خارجية تتنافى مع مصالح الشعب السوري".
وقال المصدر، إن "سورية إذ تدين بشدة هذه التصريحات الأميركية تؤكد تصميمها على القيام بواجباتها في حماية أمنها واستقرارها والدفاع عن مواطنيها وسلامتهم، والتصدي لكل محاولات التدخل في شؤونها الداخلية".
رشق فورد بالحجارة
وأمس أيضا، كان الحدث في دمشق حيث احتشد المئات من المواطنين السوريين بالتزامن مع زيارة للسفير الأميركي في دمشق روبرت فورد ودبلوماسيين آخرين الى احد المعارضين، ونددوا بالدور الذي يقوم به فورد ومواقفه المعادية لسورية وقاموا برشقه بالحجارة والبندورة.
وقد ردد المحتدشون الشعارات ضد واشنطن، وطالبوا بمغادرة السفير الأميركي الذي دأب وزميله السفير الفرنسي على القيام بتحركات تعكس دور اميركا وفرنسا في استهداف سورية وشعبها.
الخارجية السورية

وصرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين، ان السفارة الأميركية اعلمت وزارة الخارجية والمغتربين صباح امس بأن السفير الأميركي روبرت فورد اثناء قيامه بزيارة الى مكتب المحامي حسن عبد العظيم تعرض لتظاهرة من عدد من السوريين الذين احتجوا على السفير وتحركاته.
وأضاف المصدر، وفق ما نقلت عنه (سانا)، ان وزارة الخارجية والمغتربين وفور علمها بذلك بادرت الى الاتصال بالجهات المعنية التي قامت باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية السفير وفريقه وتأمين عودتهم الى مقر عملهم انطلاقا من التزامات سورية الدولية.
وفي وقت لاحق، من مساء أمس، نقل عن الولايات المتحدة إدانتها لما وصفته بـ "الهجوم" الذي تعرض له سفيرها في دمشق.
مسلسل تهريب الأسلحة

وفي الوقت الذي تواصلت فيه اعترافات عدد من الإرهابيين بممارساتهم الإجرامية في حمص، وضد القوى الأمنية والمدارس والمؤسسات الرسمية، وكذلك اعترافهم بتسلمهم اسلحة من لبنان ومن وادي خالد تحديدا، ضبطت الجهات المختصة في معبر جديدة يابوس امس كميات من الأسلحة والذخيرة لدى محاولة تهريبها إلى سورية في سيارة براد شاحنة آتية من لبنان تحمل اللوحة العراقية رقم 9073.

وقالت (سانا) انه لدى القيام بتفتيش السيارة التي كانت محملة بالفواكه وتفريغها عثر في داخلها على مخبأ سري هيدروليك على كامل أرضية البراد وبداخله 125 بندقية بمب اكشن اوتوماتيك وكميات من الطلقات الخاصة بالمسدسات يتجاوز عددها 30 ألف طلقة من عيارات مختلفة.  الأسد: الأمور شارفت على نهايتها
وذكرت مصادر مقربة من الوزير فيصل كرامي مساء لـ "البناء" ان الاجتماع الذي ضم الرئيس بشار الاسد مع الرئيس كرامي ونجله بحضور بعض أركان القيادة السورية والذي تخللته مأدبة غداء تكريمية كان صريحا وواضحا ومطمئنا. اكد خلاله الرئيس الاسد مواقفه لجهة ان الأمور اصبحت في نهايتها وان هناك سيطرة كاملة على الأرض، وان الجو ايجابي جدا.
وأوضحت المصادر، انه تأكد للرئيس كرامي ان كل "الأخبار المدسوسة" التي تنشر خصوصا في طرابلس والشمال حول الوضع في سورية غير صحيحة، وان الأزمة شارفت على نهايتها، حتى ان هناك نية لدى القيادة السورية للانطلاق في مرحلة جديدة.

وكشفت المصادر تصميم القيادة السورية على استكمال عملية الإصلاح التي بدأت والتعاطي الجدي مع هذه العمليات. وإصرار القيادة على ضرب "الخلايا التخريبية" التي تحاول العبث بأمن البلاد والعباد بيد من حديد.
وقالت (سانا) ان الحديث خلال اللقاء دار حول الاحداث في سورية ومحاولات استهداف امنها واستقرارها، كما تطرق الى الاوضاع في لبنان.
وأعرب كرامي عن ثقته بقدرة الشعب والقيادة السورية على تجاوز هذه الظروف، داعيا الى التنبه من محاولات تفتيت المنطقة وزرع الفتنة فيها والآثار الخطيرة لتلك المحاولات على منطقة الشرق الأوسط.
وكان الرئيس الحص الذي التقى الرئيس الأسد اول من أمس قد عكس الأجواء نفسها.
ومع الزيارات المتعددة للمسؤولين والقيادات اللبنانية الى سورية من مختلف الاطياف والمذاهب، تنكشف اكثر فأكثر عزلة تيار رئيس "المستقبل" سعد الحريري وأعوانه الذي يستمر في حربه وتدخله في الشأن السوري مجندا وسائل إعلامه ومن معه في حملة تحريض منسقة وممنهجة ضد القيادة والشعب السوريين بالتناغم مع الحملة الأميركية والغربية وبعض العرب.

سليمان والنسبية

اما على الصعيد الداخلي، فقد برز أمس موقف رئيس الجمهورية في شأن قانون الانتخاب بتأييده لقانون فؤاد بطرس الذي يتضمن النسبية.
وكان الرئيس نبيه بري قد اكد في كلمة له اول من امس على قانون عصري يعتمد النسبية والدوائر الكبرى.
ويرأس رئيس المجلس وفدا برلمانيا للمشاركة في اعمال المؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي سيبدأ أعماله غدا في طهران، والذي سيؤكد على خيار الانتفاضة والمقاومة العسكرية في وقت يتعرض طلب السلطة الفلسطينية قبول فلسطين عضوا دائما في الأمم المتحدة لسيف الفيتو الأميركي وبالتالي إسقاطه وفشل الرهان على مثل هذا النهج.

 

السابق
إسقاط إعلامي لا أكثر !!
التالي
النهار: الأكثرية تتهيّأ لملف تمويل المحكمة وجعجع مع محاولة لإغراق بكركي