من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام سيرا على الاقدام

انطلق في حوالي السادسة والنصف من صباح اليوم الاثنين الموافق 26 الشهر الجاري المواطن عوض عودة من باحة المسجد الاقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة باتجاه الاراضي الحجازية سيرا على الاقدام من اجل ان يؤدي فريضة الحج لهذا العام تحت شعار " من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام سيرا على الاقدام".

ويبلغ عوض من العمر 53 سنة وهو من مخيم الدهيشة للاجئين وقد جائته هذه الفكرة كما يقول بشكل مفاجيء قبل عدة اشهر حيث درسها بشكل عميق وجاد مع نفسه اولا ومن ثم مع اقاربه واصدقائه، وقال ان المغزى عميق لهذه الخطوة وهي عبارة عن صرخة لكل العرب والمسلمين على ان المسجد الاقصى المبارك اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لا زال اسيرا ويتعرض للتهويد ويناشد اصحابه في فلسطين العالم باسره ان يتحركوا من اجل فك اسره وخاصة في هذه الفترة المباركة من العام اذ يستعد المسلمين لموسم الحج الاكبر، واضاف "انه لا بد من اعادة التذكير بالربط العظيم بين المسجد الاقصى المبارك والاراضي الحجازية الطاهرة حينما سرى منها الرسول صلى الله عليه وسلم باتجاه المسجد الاقصى المبارك ومنه عرج الى السماء".

واعرب عودة الذي سبق وان ادى فريضة الحج في العام 1992 عن اعتقاده ان تستمر رحلته من المسجد الاقصى باتجاه الاراضي الحجازية نحو 30 يوما حيث سيبدا سيره صباح الاثنين باتجاه الجسر مع الجانب الاسرائيلي ليجتازه ومن ثم يتوجه الى الجانب الاردني، مشيرا انه يملك تصريحا للقدس ومنها الى اريحا وقد استوفى كل الاوراق اللازمة التي تمكنه من الوصول الى الاردن ولكن مشكلته حتى الان التاشيرة التي تسمح له الدخول الى الاراضي السعودية من الاراضي الاردنية، ولهذا فهو يوجه المناشدة عبر جريدة الى خادم الحرمين الشريفين وكذلك الى الملك الاردني عبد الله الثاني من اجل مساعدته على دخول الاراضي السعودية وان يوصل رسالته، ويحدوه الامل الكبير ان تلاقي مناشدته اذانا صاغية بكل ما تحمل الكلمة من معنى .

واشار عودة خلال حديثه مع مراسل انه سيحمل حقيبة ظهر تزن 20 كيلو غرام وبداخلها اغراضا قد يحتاجها للنوم والباس واغراض حماية ولكنه لن يحمل طعامالانه سيتزود بها في الطريق من الحوانيت في طريقه، مشيرا الى انه سوف يرتاح كل ساعة سير ساعتين في الطريق، اما المنام فانه سوف يقوم بدخول المساجد الواقعة في طريقه والنوم هناك او في منازل لمواطنين قد يعرضون عليه فالعرب اهل الكرم والشهامة كما يقول.

عودة طرق ابواب وزارتي الاوقاف والشؤون الدينية والخارجية حيث التقى قبل نحو 20 يوما بالوزير محمود الهباش وطرح امامه الفكرة طالبا منه مساعدته في الحصول على تاشيرة دخول الى السعودية ووعده بدراسة الامر الا انه حتى اللحظة تلقى ردا سلبيا، اما وزارة الشؤون الخارجية ومن خلال منال حمدان مسؤولة التنسيقات في الوزارة وروان عويضة فقد ابديتا كل ترحيب وبذلتا جهودهما لمساعدته كما يقول وقد اتصلتا بسفارة فلسطين في السعودية للبحث في الامر اذ ان السفير جمال الشوبكي في صورة الموقف وهناك جهودا لمنحه هذه التاشيرة الا انه حتى الان لم يحصل على جواب رسمي، ولكنه لا زال متفائلا .

يصف عوض خطوته تلك والتي يصر عليها بانها الجهاد الاكبر وهو جهاد النفس للتغلب على الذات وقطع المسافات والمعاناة اذ يقدر طول المسافة التي سوف يسلكها بنحو 1700 كيلو متر من الاقصى الى الديار الحجازية وقال "انه قد توكل على الله حيث سيؤدي صلاة الفجر في الاقصى ومن ثم ينطلق"، وهو منهمك في هذه القضية منذ ثلاثة اشهر على الاقل وقد شوهد عوض وهو يجول ويصول في الاروقة المختلفة بدءا بحلقا ت علاقاته الضيقة من الاقارب والاصدقاء ومرورا بمقرات بعض وسائل الاعلام المختلفة وانتهاءا بالوزارات الرسمية في رام الله من اجل ان تتكلل هذه الخطوة بالنجاح، وقد استخدم العديد من اساليب اشهار الخطوة من بينها انه طبع ملصقات واعلام فلسطينية وسعودية واردنية والصقها جميعا على سيارته وكتب عبارة "من المسجد الاقصى الى المسجد الحرام سيرا على الاقدام"، كما الصق صورتين واحدة للكعبة المشرفة واخرى للمسجد الاقصى، حيث يشرح لكل من يساله عن الخطوة ومعانيها ومغزاها باسهاب اذ ان كل من يتحدث واياه يبارك له هذه الخطوة وقال عدد من المواطنين له ان الخطوة شكل من اشكال المقاومة السلمية ضد الاحتلال الذي يعمل دوما على تهويد المدينة المقدسة.

السابق
تكريم للاعلاميين في بعلبك
التالي
معادلة ابن سعود