مكان عملية الاستشهادي صلاح غندور..يستقبل الراعي

تأخّر وصول البطريرك الراعي الى منطقة صفّ الهوا في بنت جبيل خمس ساعات، لم يؤد الى تفرّق الحشود الغفيرة للأهالي القادمين من القرى والبلدات المجاورة، والذين قصدوا المكان قبل ساعة من الموعد.
حوالي الثامنة والنصف وصل الرّاعي الى ساحة الشهيد صلاح غندور، بترحيب حميم من أبناء المنطقة، الذي بحسب حسن سعد، أحد أبناء بنت جبيل "البطريرك الراعي حمل الينا قبل وصوله مواقفه الداعمة للمقاومة والوحدة الوطنية، التي جاهدنا طوال أكثر من عشرين سنة من أجل بقائها واستمرارها".

وقد زينت المدينة وقراها قبل أيام من موعد الزيارة، وامتلأت شوارعها باللاّفتات المرحبة والمؤيدة. وعلى وقع أصوات أجراس الكنائس وآذان المساجد احتفل الأهالي باستقبال الراعي وبحضور النواب علي بزي وحسن فضل الله وأيوب حميّد ورئيس البلدية عفيف بزّي، فكانت كلمة ترحيبية من المعرّف مصطفى بزّي، ثم قدّمت ثلّة من كشافة المهدي باقة من الزهور الى البطريرك، وتحدّث رئيس البلدية عفيف بزي معتبراً أن "أبناء هذه المنطقة لم يعشقوا الموت، بل قرّروا الاستشهاد في سبيل الحياة والعيش الكريم، رافضين الاحتلال والمهانة، فالعدوّ الذي راهن على الفتن الطائفية والمذهبية خاب ظنّه، لأن شعبنا أثبت أنه يملك حضارة انسانية مبنية على الوحدة والمحبة بين المسلمين والمسيحيين، فنحن معكم وأنتم تؤكدون على مبدأ المواطنية والتعلّق بالأرض والدفاع عنها". كما وحيّا النائب بزّي مواقف البطريرك الراعي الذي رأى فيه "امام الوطن والمقاومة موسى الصدر، ونموذجاً للوحدة الوطنية والاستقرار". ثم تحدّث النائب فضل الله مبيّناً أن "هذه المنطقة زرعت فيها أطهر الدماء وأغلى الرجال، فعرفت أنصع نصراً عرفته البشرية فقد كانت المقاومة تحمي الصروح وتدافع عن العاصمة والعيش المشترك". 
من ثم ألقى البطريرك الراعي كلمة ترحيبية بالأهالي الذين انتظروه طويلاً، معتبراً "بنت جبيل عاصمة العيش المشترك، التي خاضت البطولات مع كل المناطق اللبنانية والتي انتصرت على كل مشاريع التقسيم، وقبلوا التهجير والهجرة والفقر، فنحن مدعوّين بسرعة للجلوس على طاولة الحوار، فقد آن الآوان بعد 36 عاماً من الحروب والمآسي أن نفاخر معاً بلبناننا الجميل".

وقد اختتم الاحتفال بتقديم هدية وفاء من رئيس البلدية، عبارة عن كتاب "بنت جبيل ذاكرة مصوّرة"، ويحكي بالصور والوقائع مجد المدينة منذ أكثر من مئة سنة، وبعدها توجّه الرّاعي الى بلدة دبل، حيث أقيم له احتفال تكريمي وقدّاس، قبل أن يتوجّه الى بلدة عين ابل، ليضع فيها حجر الأساس للبيت الأبرشي، ويبيت ليلته هناك، على أن يتوجّه صباحاً الى بلدة رميش التي يحضّر فيها استقبال حاشد، بعد أن تقفل مدارس البلدة أبوابها افساحاً في المجال لأكبر مشاركة ممكنة.
 

السابق
رمى زوجته بجناح دجاجة…فسُجن
التالي
ورشة عمل لجهاد البناء في النبطية