ضرر التدخين !!

قال الله تعالى (يوم تأتي السماء بدُخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم). سورة الدخان.
وقال تعالى: (مثل ما ينفقون في هذه الحياة الدنيا كمثل ريح فيها صرُّ أصابت حرْث قومِ ظلموا أنفسهم فأهلكته وما ظلمهم الله ولكن أنفسهم يظلمون). سورة عمران: الآية: 117.
قال رسول الله(ص): "لا ضرر ولا ضرار". "كل مُسكرٍ حرامٌ وإن كان الماء القُراحَ"
الحمد لله البارئ الحكيم الذي حذّرنا من المُضرات لنكون على حالٍ سليم، الذي قال: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم).

أخي العزيز وولدي الحبيب إن الصحّة والعافية أكبر نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان. فإن الصحة أساس سعادته، وعماد هناءته، بها تطيب له الحياة، ويدرك لذة العيش وطمأنينته، وراحته وبهجته، وهي أغلى من مال الدنيا ومتاعها، ولا يساوي المال الكثير، والملك الوفير ذرَّة من الصحة، وما ينفع المال بدونها؟ فالصحة أغلى وأثمن من المال الوفير، والذهب الكثير والعاقِل من يحتاط لصحته، ولا يعرّضها للأذى والهلاك. لذلك فإن الإسلام حرّم على الإنسان تعاطي ما يضرّ بالصحة، ويعرِّضها للضعف والهلاك، كالخمر والمشمومات المخدّرة، والتدخين. وقال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).

 
إن تدخين اللفائف والنرجيلة هو انتحار بطيء، تتهدّم الصحة به تباعاً شيئاً فشيئاً، إلى الموت عند أول نكسة، وقد بيّن الأطباء أضراره البالغة ونشروا ذلك وأعلنوه، وألّفوا عنه الكتب الكثيرة، موضّحين مدى تأثيره على أجهزة البدن كلها، ومفعوله العكسي المهلك وحذّروا الناس من تعاطيه، لما ينفثُه من مادة النيكوتين السامة، التي تولِّد الرسوبات الكربونية المدمِّرة، فتستقر في المواضع الحساسة من البدن، وهي الحنجرة ومجاري النفس والمعِدة، والرئتان، والمُخّ، والقلب والأعصاب.

إن المادة الصفراء المُنْتِنة التي يُحدثها التدخين في الحنجرة تولّد البحّة، وخشونة الصوت، وقد تولّد فيها السرطان الذي ينتهي بالمصاب إلى الموت، كما تحدّث الأطباء عنه، فضلاً عمّا تولّده من البلغم، والسُّعال الحاد، في مجاري النفس. أليس ذلك من الأضرار المخيفة ودواعي الهلاك. ناهيك عمّا يحدثُهُ التدخين في الرئتين اللتين هما عضوٌ رئيسي مهمّ تتوقف عليه الصحة والهناءةُ، فإنهما تجذبان الهواء النقيِّ، فتأخذان منه الجزء النافع، وهو الأوكسجين، وتطرحان الجزء المضر، وهو أوكسيد الكربون، بتدبير الخالق العظيم والمدبِّر الحكيم، فإذا دخلُهما دخان الّلفائف أو النارجيلة، ترك فيهما مادة النيكوتين السامة، فيولِّد فيهما الاحتقان الرئوي، وضيق النفس، وربما ولّد السرطان. والتدخين يُضعف الشهوة على الطعام، ويولِّد السّعال الحاد المزمن والأرق. وقد أثبت الأطباء أن الوفيّات بسبب الأمراض الخطيرة ترجع إلى تعاطي التدخين. إن التدخين الّلفائف (السواكير) أو النارجيلة عادة ممقوتة منكرة، وخاصة في هذه الأيام تنتشر بين الناس الصغار والكبار بطريق العدوى، والتقليد الشائن، لأنه تقليد فيما يضرّ ولا ينفع، كأنه مظهر من مظاهر الرجولة الحازمة، فيقلّد من لم يعتده بمن اعتاده، دون أن تتذوّقه النفوس أو تستحسنه العقول، فهو مع كراهته، وقبح رائحته يتحمّله الرجل والناشئ والمرأة، كأنه من كمالات الحياة، ومتمّمات العادة الدنيوية، وبذلك يعطّل ذوقه السليم.

ينفق كل يوم على شرائه الفلوس التي يجب أن ينفقها على نفسه وعياله فيما يفيد في المأكل والملبس وضرورات الحياة، فكأنه يحرق بذلك ماله بغير تدبير، ويضرّ نفسه بما يعطّل عليه من أجهزة البدن. ويكون له رائحة كريهة، وينفخ الدخان بين الناس؛ فيعكِّر عليهم الجو الصافي.

ثم أنه ليس من الأدب وكرم الأخلاق أن يتعاطى التدخين المضرّ في الغرف المقفلة، وفي السيارات وفي الاجتماعات، فإن أضراره لا تقتصر على المدخنين، بل تتعدّاهم إلى من جاورهم فيسبب الأضرار البليغة، ويكون أشدّ إنكاراً وقبحاً والنبي(ص): قال: لا ضرر ولا ضِرار أليس كذلك من المصائب الاجتماعية، ومن الأضرار المالية، والبدنية التي يجب على المكلّف أن لا يتعاطاها ولا يضرّ بها نفسه وأهله والناس؟
فيا أيها الناس تفكّروا وتعقّلوا، واهجروا التدخين المضر، واحفظوا صحّتكم الغالبة، وأموالكم ولا تحرقوها بالتدخين.
اللهم احفظنا من كل ضرر، واحفظ صحبتنا من كل فساد، ووفقنا لاتباع شريعتك لنفوز في الدنيا والآخرة. 

السابق
الخلافات المتجذّرة تحكم مشروع الكهرباء
التالي
التعليم جنوباً: هل تصل جامعة الجنان بين الطالب وسوق العمل؟