أعيدي التفكير: سرطان عنق الرحم

بحسب أرقام «منظمة الصحة العالمية، يحتل سرطان عنق الرحم المرتبة الثالثة على قائمة «أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء»، والثانية على قائمة «أكثر السرطانات شيوعاً بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين خمسة عشر عاماً وأربعة وأربعين عاماً»، في جميع أنحاء العالم. وتسجّل سنوياً نصف مليون إصابة جديدة تودي بحياة مئتين وخمسين ألف امرأة في العالم.
91 إصابة سنوياً في لبنان

في لبنان، وبحسب «السجّل الوطني للسرطان» الصادر في العام 2007، تسجَّل سنويّاً واحدة وتسعون حالة جديدة من سرطان عنق الرحم، أي ما نسبته اثنان في المئة من إجمالي السرطانات التي تصيب النساء. وللتوعية حوله، تنطلق مساء اليوم، حملة «أعيدي التفكير» التي تنظّمها «الهيئة اللبنانية للتوعية والوقاية من سرطان عنق الرحم».

وترتبط معظم الحالات بالعدوى التناسليّة الخاصة بفيروس الورم الحليمي (Human papillomaviruses-HPV) الذي يصيب الجهاز التناسلي. فيتسبّب النمطان الجينيان 16 و18 من فيروس الورم الحليمي بنسبة سبعين في المئة من الإصابات بسرطان عنق الرحم ذات الصلة بالفيروس، بينما يتسبّب النمطان 6 و11 بظهور التآليل التناسليّة. وينتقل الفيروس عبر العلاقات الجنسيّة، إذ لا يوفّر الواقي الذكري الحماية الكاملة من التقاط العدوى الفيروسيّة.
يتخلّص الجسم في معظم الأحيان من هذا الفيروس بشكل تلقائي، أو يبقى في الجسم دون آثار جانبيّة. في المقابل، وفي بعض الحالات، يحوّل الفيروس الخليّة الطبيعيّة إلى خليّة سرطانيّة، فيتسبّب بنمو مرض سرطان عنق الرحم.
وفي حال الإصابة بفيروس الورم الحليمي، تزيد من احتمال ظهور سرطان عنق الرحم، عوامل مثل: التدخين، وتعدّد العلاقات الجنسيّة، وتناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة، والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية.
العوارض.. وأهمية الكشف المبكر

خلال ورشة العمل التي نظّمتها شبكة «هايباتيا للوقاية من سرطان عنق الرحم بفضل المعرفة»، أكّد رئيس «الجمعية اللبنانيّة للتوليد والأمراض النسائيّة» الدكتور فيصل القاق، يوم الاثنين الماضي، أن «أعراض هذا المرض لا تظهر في المراحل المبكرة، بينما ترتكز العوارض على النزف المهبلي إثر الجماع، والشعور بألم في الحوض خلال الجماع، كما تسجّل إفرازات دم مع رائحة منفرة في المراحل المتقدّمة».
ويشكّل فحص «الزجاجة» الوسيلة الأساسيّة للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم، ويساهم الكشف المبكر في الحدّ من إنتشارالمرض، وتأمين العلاج الشافي. وعلى الرغم من أن الفحص متوفّر في مراكز الرعاية الأوليّة وفي المستوصفات وبسعر زهيد، أشار القاق إلى وجود نقص في التوعيّة حول أهميّته، «حيث لا تتعدّى نسبة النساء اللواتي يجرين فحص «الزجاجة» في لبنان الثلاثين في المئة».
لقاحان للوقاية
تتوفّر سبل وقاية من المرض، عبر لقاحَي الفيروس الورم الحليمي، وقد صدّقت عليهما «الوكالة الأميركية للدواء والغذاء» في العام 2006، ليحميان بنسبة سبعين في المئة من الإصابة بسرطان عنق الرحم، من دون الحاجة إلى إعطاء جرعة تذكيريّة. فيستهدف اللقاح الأوّل النمطين 16 و18 من فيروس الورم الحليمي، بينما يستهدف النوع الثاني الأنماط الأربعة من الفيروس 16، 18، 11،6، ليحمي تالياً من التعرّض للسرطان، ومن ظهور التآليل التناسليّة. ويمكن إعطاء اللقاح للفتيات والنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين الحادية عشرة والسادسة والعشرين عاماً، علماً أنّ اللقاحات تحقّق أفضل تأثير لها إذا أعطيت قبل البدء بالعلاقات الجنسيّة. ولا يغني اللقاح عن إجراء فحص «الزجاجة» بشكل دوري، والتنبّه إلى السلوك الجنسي. أما علاج سرطان عنق الرحم فيرتكز على الجراحة والعلاجات الإشعاعيّة والكيميائيّة.

ويؤكّد القاق أنّ «الحملة ستتوجّه إلى جميع النساء في لبنان، عبر إقامة الندوات التثقيفيّة، وتوزيع الملصقات، بغية تسليط الضوء على أهميّة إجراء فحص اللطاخة أو القزازة، وتعزيز سبل الوقاية والكشف المبكر».
يذكر أن شبكة «هايباتيا للوقاية من سرطان عنق الرحم بفضل المعرفة» قد أعلنت خلال ورشة العمل، عن أسماء الفائزين بجائزتها الخاصة بالصحافة، فتشاركت الزميلة نوال نصر من «الأسبوع العربي» مع الدكتورة إيفلين عون من برنامج «عينك عصحتك» (تلفزيون «المستقبل») الجائزة الأولى، بينما تشاركت فدى شعبان من «راغ ماغ» مع الدكتور محمد الساحلي من برنامج «تيلي كلينيك» («تلفزيون لبنان») الجائزة الثانيّة.
  

السابق
تحذير من انتشار السل !!
التالي
اعتصام وتكريم مشاركين أوروبيين في ذكرى صبرا وشاتيلا