التعليم جنوباً: هل تصل جامعة الجنان بين الطالب وسوق العمل؟

رائدة في مجال التعليم الجامعي، مسيرتها وتاريخها الأكاديمي في طرابلس تحكي نجاحها الباهر، بدأت مسيرتها في صيدا لتكون شعلة ومنبرا لطلاب الجنوب، ومنها كان تميز الكثيرين منهم، جامعة الجنان تفتخر بخدمات تقدمها للطالب الجنوبي، عنها ، كانت هذه المقابلة مع الدكتور أحمد إشراقية .
يحدّثنا مدير الجامعة الدكتور أحمد إشراقية الحائز على دكتوراه في القانون الخاص وهو الأكاديمي الذي يملك خبرة واسعة في مجال التعليم والادارة فكانت النتائج التي حصدتها الجامعة منذ العام 2005 حتّى يومنا هذا خير دليل على ادارته الحكيمة.
تعتبر جامعة الجنان مؤسسة خاصة للتعليم العالي، هدفها تمكين طلابها للحصول على كفاءات علمية وقيم أخلاقية ومهارات عصرية، تؤهلهم لخدمة المجتمع وتنميته، فحسب اشراقيّة: يعود بناء هذا الصرح الأكاديمي لبعض الأساتذة المتخصّصين والمهتمين بالشأن التربوي وفي طليعتهم د. منى حداد يكن رئيسة الجامعة التي أسّست هذا الصرح الفاعل منذ عشرين عاماً في طرابلس هادفة بذلك إلى إيجاد بديل لطلاب الشمال الذين يقصدون العاصمة لتحصيل العلوم الجامعية بعيداً عن مخاطر الحرب وأهوالها. وأخيرا، فقد أبصرت جامعة الجنان النور في العام 1988 وحازت على الترخيص في العام 1999.
ولأن العلم ثروة لا غنى عنها في كل زمان ومكان افتتحنا جامعة الجنان في صيدا واستقبلنا عددا من الطلاب لا بأس به وحرصنا بعد تخريجهم على تأمين فرص عمل لهم لأنّ خطّطتنا الأكاديميّة هي إعداد الطالب وتحصينه بالعلم والمعرفة ومساعدته على الإنخراط بسوق العمل ليطبّق ما تعلّمه ويغني المؤسسات بخبرته للنهوض بها.

الهدف الوطني الجامع
للأسف بات اهتمام الجامعات اليوم بعدد طلاّبها لا بقيمة شهاداتها وأصبح عملها يصب في كيفيّة ايجاد آليّة تستقطب أكبر عدد ممكن من الطلاّب غير مكترثين إلى العناوين الأكاديمية والمراتب العلمية والثقافية هذا ما بادرنا به د. أحمد: فجامعة الجنان هدفها نوعي أكاديمي تربوي رسالي، كما ونشدّد على أن يكون خريجينا من حملة الشهادات الحقيقية التي تخولهم الإنخراط بسوق العمل بسهولة فلا يواجهوا صعوبات أو حتّى مشاكل على كافّة الصعد.
وعن أهداف الجامعة قال: الهدف الوطني الجامع الأول هو أن تكون الجامعة للجميع، موجهة لكافة المواطنين لا نكترث لا للأجناس ولا للألوان ولا حتّى للأطياف فنحن نفتح مصراعينا لكل طالب علم يطمح بالتميّز في المجال الجامعي.

مميّزات “الجنان”
وعمّا يميّزها عن باقي الجامعات في لبنان اختصر إشراقية قوله: النوعية لا الكميّة، هيئة تعليميّة لا يستهان بها، برامج حديثة ومتطوّرة، أقساط مدروسة تناسب الجميع وكليّات لا وجود لها في جامعات الجنوب ككليّة الصحة وكليّة الإعلام على سبيل المثال.
وعن المدرسين في الجامعة والمعايير التي يتم اختيارهم وفقها أجاب إشراقية: إنّنا نحرص على تأمين كادر تعليمي مؤهل لديه مستوى عال من المعرفة، فالجميع هم من حملة شهادة الدكتوراه ولديهم خبرة تعليميّة جيّدة جدّا.
وما يميّزنا عن باقي الجامعات انّنا نساعد الطلاب على تأمين فرص عمل تدريبية، كل في مجال اختصاصه ولا نترك الطالب يبحث عن فرصة تدريبية، يقينا منّا أنّه لا يملك بعد القدرة الكافيّة على اختيار المؤسسة الأجدر أولا وايمانا منّا أن تأمين فرص التدريب يعد من أولى واجباتنا ثانيا.

التفاعل والمنح والتقديمات

وعن أقساط الجامعة يقول إشراقية: تعتمد الجامعة نظام الوحدات والأرصدة المطبّق بشكل كامل والذي يعطي الطالب إمكانية التفاعل مع الجامعة. أمّا عن سعرالرصيد فهو ثايت ومدروس جدّا بحيث يناسب جميع الطبقات الإحتماعيّة ولا يشكّل عبءا على أحد. وعلى الطالب أن ينهي 108 وحدات على مدى ثلاث سنوات لكي يتخرج ويحصل على الإجازة الجامعيّة، وبالرغم من أن جامعتنا غير تابعة لأية جهة ولا تتلقى أي دعم خارجي في الإطار التعليمي إلا أن أقساطنا مدروسة جداً وبمتناول الجميع.
وعن المنح او التقديمات الإنسانية التي تقدمها الجامعة للمتفوقين أو الحالات الخاصة قال: تقدم الجامعة حسم 50% لأولاد الشهداء وتعفي المتفوقين والأوائل على صعيد لبنان من القسط 100%، وتساعد الحالات الاجتماعية الخاصة بمنح وتسهيلات تصل حتى 40% وغالباً ما تزيد هذه النسبة مقابل ساعات إدارية يمارسها الطالب في الجامعة خلال أوقات الدوام تساعد في عمل الجامعة. . فجامعتنا لا تبغى الربح وكل ما تهدف إليه هو تخريج جيل مثقّف واع.

الاختصاصات والكليات
عدّد إشراقية الاختصاصات والكليات في الجامعة وبدأها بكلية الصحة العامة التي تشمل العلوم التمريضية، تكنولوجيا الطب المخبري والإشراف الصحي الاجتماعي.
– كلية إدارة الأعمال وتشمل المحاسبة والتمويل، إدارة الأعمال والمعلوماتية الإدارية، المحاسبة والضرائب، الإدارية والتسويق، الدعاية والإعلان، الإدارة والاقتصاد.
– كلية التربية وتشمل المناهج وطرائق التدريس، أصول التربية، التوجيه والإرشاد وماجستير حقوق الإنسان.
– كلية الإعلام وتشمل الصحافة والإعلام، الإذاعة والتلفزيون وماجستير التوثيق الرقمي.
– كلية الآداب والعلوم الإنسانية وتشمل الدراسات الإسلامية، القراءات والدراسات الإسلامية، الترجمة والتعريب، اللغات.
وجديدنا دبلوم الإعجاز العلمي في القرآن والسنة. أمّا الاختصاصات الآنفة الذكر نمنح فيها إجازات معترف بها ومعادلة من وزارة التربية والتعليم العالي (البكالوريوس، الجدارة، الماجستير).

الطالب والمجتمع..
وعن نشاطات الجامعة أكّد إشراقية أنها عديدة وترتكز إلى النشاطات التربوية، الاجتماعية والأكاديمية فضلاً عن الرياضية والإعلاميّة. ففي العام الدراسي المنصرم فتحت الجامعة أبوابها للتثقيف السياسي وتعريف الطالب على المجتمع الذي يعيش فيه على مدى أربعة أشهر وقد أقامت الجامعة نشاطات بهذا الخصوص عبر محاضرات قدّمها مثقفين ودستوريين مهمين على الساحة اللبنانية لتوعية الطالب على الواقع والمجتمع الذي يعيشه.

التحديات والمعايير
وعن التحديات التي تواجهها الجامعة تحدّث إشراقية بصراحة فقال: أهم هذه التحديات هو غياب قوانين حديثة كتنظيم التعليم العالي في لبنان وعملياّت الترخيص للجامعات والكليّات مما يجعل المنافسة حادّة جداً ما بين الجامعات الساعية لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلاب وبين الجامعات التي تهدف فقط إلى التعليم الأكاديمي الجيد وهذا هو هدفنا.
أما التحدي الثاني فهو موضوع المعادلات للشهادات، فهذا النظام في لبنان يحدّ من قدرة المؤسسات الجامعية على تطوير نفسها من حيث تنوّع الاختصاصات وربطها بسوق العمل وهو ما يجعلنا ننتظر لجنة المعادلات حتى تعطينا ترخيصاً وهذا نظام قديم تخلّت عنه أكثر الدول المتقدمة ليحل محلّه تطبيق نظام معايير الجودة بحيث أنّ لكل مؤسسة معاييرها وفي مقدمتها الجودة يجب أن تقبل شهاداتها على أساسها.

أهداف وخطط مستقبلية
أما عن الأهداف المستقبلية للجامعة وخطط تطويرها فقال إشراقية: نحن لا نخطوا خطوة واحدة إلا إذا عرفنا الخطوات التي ستليها وها نحن نطمح للتوسع ضمن مدينة صيدا حتى نلبّي حاجات ومتطلبات الجنوب ونعمل على التنوّع في الاختصاصات حتى تصبح جميع الاختصاصات متوفرة في جامعتكم جامعة الجنان في صيدا.
كما أننا سنعزز حضورنا بشكل أفعل على مستوى المجتمع المدني والأهلي، وقد بدأنا نتابع ربط الجامعة بسوق العمل بشكل وثيق ونهتم بالجانب الأكاديمي والتثقيفي. فالعمل الجامعي والأكاديمي هو عمل تراكمي على أساسه نبني ثقة المجتمع فينا ولا نسعى إلى إرسال صورة عبر إعلانات ووسائل تسويقية تجارية بل نسعى لأن نبني صورة تعبر عن رسالتنا التي يؤمن بها كل طالب علم وكل شريك معنا في بناء مجتمع صالح.

السابق
ضرر التدخين !!
التالي
سرق ماسة وابتلعها