جعجع: الخطر الأصولي السني مجرد افتراض

بيروت: قال رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان التأزم داخل الحكومة لن يؤدي الى إسقاطها، وبالتالي ان سقوطها أبعد من أزمة الكهرباء وأبعد من قدرة التيار الوطني الحر على إسقاطها، بل ان قرار إسقاطها هو بيد من قرر تشكيلها.

غير ان جعجع، وفي حديث لقناة «ام تي في» رأى ان وضع الحكومة غامض، كونها شكلت في وضعية إقليمية معينة، وقد اختلفت هذه الوضعية الآن، بعد التطور المستجد في سورية، حيث رأى ان مسار الأمور بات واضحا وان سقوط النظام أمر حتمي، بعد فقدانه لعلاقاته الخارجية ولنقاط ارتكازه الداخلية المتمثل بالشعب وليس الجيش او الأمن وهذا يعني ان توازن القوى صار لمصلحة المعارضة.

واستبعد جعجع توجه سورية نحو حرب أهلية، معتبرا انها تسير باتجاه حسم الأمور كالحال في ليبيا، ملاحظا ان الشعب السوري خرج من القمقم، وانه حتى لو تخلى النظام عن تحالفه مع إيران، فلن يحصل الآن على أكثر من ملاذ آمن.

ورفض رئيس القوات اللبنانية المنطق القائل ان حماية المسيحيين في الدول العربية المجاورة تتأمن من قبل الأنظمة القمعية الموجودة فيها، وأشار الى ان ما يصيب المسيحيين في المنطقة يصيب غيرهم لأنهم في صلب الأحداث.

ووصف وزير الخارجية عدنان منصور بـ «رامبو» الديبلوماسية اللبنانية بسبب تفرده انكار صدور بيان عن وزراء الخارجية العرب وقبلها الامتناع عن الموافقة على البيان الرئاسي لمجلس الأمن حول الأحداث السورية، ما حدا بأوساط في الكونغرس الأميركي الى القول: اننا نتفهم مواقف لبنان لأنه واقع في قبضة سورية، معتبرا ذلك «منتهى الإذلال».

ورفض جعجع وجودا مسيحيا كالغنم، يأكل وينام، معتبرا الحديث عن أصولية سنية بديلة، افتراضات، وفزاعات يلاحقوننا بها منذ 50 سنة، وإذا قام نظام كهذا فنحن حاضرون لمعارضته كما نعارض هذا النظام.

وتطرق الى العراق، فقال: ليس المسيحيون وحدهم قتلوا في العراق، لقد حصل تغيير تاريخي، تحول معه العراق من مجتمع مغلق الى مجتمع مفتوح، وحينما حصل مثل هذا التغيير في أوروبا نفسها أيام الثورة الفرنسية وغيرها وقعت المذابح.

وأضاف: بالأمس، حادث واحد في بغداد او كربلاء ذهب عدد يضاهي كل المسيحيين الذين سقطوا في العراق منذ 5 سنوات. فهل المطلوب تحييد المسيحيي عن أحداث هم في صلبها؟!

السابق
زعماء عملاء وقلة حياء
التالي
البناء: المراوحة سيّدة الموقف وتساؤلات حول مسار جلسة اليوم