قبلان: لاخراج الجيش من دائرة التجاذبات طاولة الحوار ما تزال المكان الصحيح لحل الخلافات

ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بتهنئة اللبنانيين عموما والمسلمين خصوصا بحلول عيد الفطر المبارك، داعيا المؤمنين الى "استمرار صيامهم عن المحرمات والمنكرات لتكون حياتهم حافلة بالخير والمحبة متوجة بالعمل الصالح الذي يسهم في تكوين الانسان الصالح ليكون هذا الانسان مدماكا لقيام المجتمع السليم المنفتح والمتعاون على البر والتقوى والصلاح، والملتزم ثقافة التسامح، والتواصل، ونبذ العنف والاجرام، فالدين تسامح ومحبة واصلاح، ولا يمكن ان يكون اداة لبث الفتن واثارة النعرات، ووسيلة للقتل والتشريد".

ودان الشيخ قبلان "كل عمل ارهابي يصيب الابرياء في ارواحهم واملاكهم، وقال:"ما جرى من اعمال ارهابية ضد المساجد والحسينيات في العراق اعمال منكرة مصدرها واحد وهدفها واحد، ولا تمت الى الدين بصلة، فهي تخدم المشروع الصهيوني الذي يعمل على تأجيج الفتن المذهبية واثارة العصبيات والقوميات والنزعات المذهبية لتفتيت العراق وتصدير الفوضى والارهاب الى الدول العربية خدمة للكيان الصهيوني الذي كان ولا يزال مصدرا للفتن والشر، وهنا نستعيد ما حذر منه على الدوام الامام السيد موسى الصدر الذي حذر من اسرائيل باعتبارها الشر المطلق، وواجبنا الوطني والديني ان نحارب هذا الشر بكل ما اوتينا من قوة وبأس، ومقتضى الوفاء لهذا القائد الفذ ان نبذل كل جهد ممكن لاعادة الامام الصدر واخويه الشيخ محمد يعقوب والاعلامي عباس بدر الدين الى وطنهم واهلهم، فلا يجوز ان يظل مصير الامام واخويه مجهولا بعد سقوط الطاغية معمر القذافي الذي مارس الظلم على شعبه وامته".

ودعا العرب والمسلمين الى "استعادة دورهم في العالم من خلال التمسك بوحدتهم وتعاونهم، وتعزيز تضامنهم لتكون الامة عزيزة كريمة متمسكة بتعاليم دينها التي تأمر بالتعاون والتواصل، فيتضامن العرب والمسلمون خدمة لقضاياهم المحقة وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي شكلت ولا تزال عنوانا للصراع بين الحق والباطل، مما يحتم ان يتوحد العرب على نصرة الشعب الفلسطيني وانقاذ المسجد الاقصى من براثن التهويد بدل التلهي في النزاعات الجانبية التي تضيع البوصلة الحقيقة للصراع، فالجميع مطالبون بالتمسك بنهج مقاومة المشاريع التأمرية ضد شعوبنا العربية والاسلامية وتوفير كل مقومات الدعم والصمود لقوى الممانعة والمقاومة حتى تظل بلادنا منيعة في وجه الاختراقات والفتن والمؤامرات، ولاسيما ان العرب والمسلمين مستهدفون من عدو لا يفرق في عدوانه بين شعب واخر وطائفة واخرى، والمؤامرة تسعى الى اشغال ساحاتنا الداخلية في صراعات ونزاعات تؤسس الى تقسيم البلاد واثارة الفتن والاحقاد بين العباد".

وطالب سماحته اللبنانيين ب"تحصين منعتهم الوطنية من خلال فتح قنوات الاتصال والتواصل بين جميع مكونات الشعب اللبناني، والعودة الى طاولة الحوار التي كانت وماتزال المكان الصحيح لحل الخلافات، وتذليل كل العقبات التي تعترض مسيرتنا الوطنية، فاللبنانيون محكومون بالتوافق والتشاور لحل كل المشاكل والازمات، وعلى الجميع ان يدعموا دولة المؤسسات والقانون التي كانت ولا تزال الحاضن لجميع اللبنانيين والراعي لشؤونهم وشجونهم، من هنا فاننا نطالب بتعزيز التضامن الحكومي، وبحث كل الازمات على طاولة مجلس الوزراء بعيدا عن السجالات الاعلامية التي تعقد الازمات ولا تنتج حلا، خصوصا ان اللبنانيين يعلقون امالا كبيرة على حكومتهم في حل الازمة المعيشية والتخفيف عن كاهل اللبنانيين مما يتحملونه من اعباء اجتماعية ومعيشية وصحية وتربوية".

ودعا الشيخ قبلان السياسيين الى "اخراج الجيش من دائرة التجاذبات السياسية الضيقة الهادفة الى تشويه صورته وجعله عرضة للاساءة والتشكيك خدمة للمشروع الصهيوني في كسر هيبة الجيش اللبناني، فالجيش ضمانة لحفظ لبنان، وهو عنوان عزة وسيادة وكرامة واستقلال لبنان، وعلى اللبنانيين ان يلتفوا حول جيشهم ومقاومتهم لتظل معادلة الجيش والشعب والمقاومة خشبة خلاص لبنان من المؤامرات التي تنسجها الدوائر المخابراتية المعادية للبنان والتي تصنع الازمات المفتعلة بين الحين والاخر بهدف ادخال لبنان في دائرة الفوضى والخراب".

السابق
خالد زهرمان: العلاقة مع المفتي قباني جيدة
التالي
ما الذي أوصلها الى قعر البحيرة؟!