الرهانات الخاطئة

التحولات التي حصلت في سورية لمصلحة الشعب السوري والقيادة، منذ أن حسم الجيش العربي السوري الملف الأمني في بعض المدن السورية، التي كان يراهن عليها الغرب والولايات المتحدة وبعض العرب، هذه التحولات بدأت تعطي ثمارها وإن كانت تحصل بين فترة وأخرى عمليات تخريبية هنا أو هناك، لكن جوهر المؤامرة الخارجية على سورية في طريقه إلى الزوال، وهذا ما أشار إليه الرئيس بشار الأسد خلال الأسبوعين الماضيين وفي أكثر من مناسبة.

وتعتبر مصادر دبلوماسية عربية، أن من المؤشرات اللافتة والتي واكبت ما يجري في سورية على الأرض، لناحية التأكد من قوة الحكم وصلابته، ووعي الشعب السوري وتماسك الجيش العربي السوري، كان كلام رئيس وزراء قطر الذي اعترف لأول مرة أن لسورية دوراً محورياً وأساسياً في المنطقة وأن قطر حريصة على أمن سورية واستقرارها، وتوج هذا الموقف القطري ـ والكل يعرف مدى تورط قطر في ملف الأحداث في سورية ـ بزيارة أمير قطر إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، حيث أشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن هذه الزيارة على علاقة مباشرة بما يجري في سورية منذ خمسة أشهر حتى اليوم.

وتؤكد المصادر الدبلوماسية أن المسؤولين القطريين مع بداية الأحداث في سورية تواصلوا مع القيادة الإيرانية وطلبوا منها إبلاغ سورية طلبات معينة، رفضت القيادة الإيرانية نقلها إلى المسؤولين السوريين لأنها تتعلق بدور سورية في المنطقة على صعيد المقاومة والممانعة وعملية السلام مع"إسرائيل".

وتضيف المصادر الدبلوماسية العربية أنه بعدما تبين لجميع الدول التي شاركت في إعداد المؤامرة على سورية، بأشكال مختلفة، أن الرهانات التي كانوا يعلقون آمالاً كبيرة على حصولها بإسقاط الحكم في فترة لا تتجاوز شهر رمضان، ذهبت أدراج الرياح رغم كل الضغوط السياسية والإعلامية والمالية والاقتصادية والعسكرية التي فاقت كلفتها برأي المصادر الدبلوماسية مليارات الدولارات. كما أن الإدارة الأميركية التي ركزت هجمتها على المنطقة تحت أسماء وعناوين مختلفة وفي مقدمتها سورية لاستهدافها كدولة ممانعة تمثل محوراً قوياً مع إيران وحركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق، بدأت تعي الالتفاف الشعبي الكبير حول قيادة الرئيس بشار الأسد.

ولكي لا تظهر هذه الإدارة أنها فشلت في المخطط الذي وضعته ضد سورية بالتعاون والتنسيق مع بعض الدول الأوروبية والعربية، لم يكن أمامها إلا أن تحرك بعض حلفائها في المنطقة لاستيعاب الوضع السوري، من هنا جاء التحرك التركي ـ السعودي من خلال زيارة رئيس جمهورية تركيا إلى السعودية ولقائه الملك عبد الله بن عبد العزيز، واليوم يأتي التحرك القطري باتجاه إيران لكي تؤدي دوراً إيجابياً على صعيد العلاقة مع سورية، التي دخلت في المرحلة الأخيرة على خط تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران، وكانت زيارات متبادلة بين البلدين، إلا أن الدخول الأميركي على خط ممارسة الضغط على السعودية حال حتى اليوم دون تحقيق هذه المهمة التي يراهن عليها الكثير والتجربة تتكرر هذه المرة ولكن بين قطر وسورية باعتبار أن العلاقة السورية ـ الإيرانية هي علاقة استراتيجية وقوية ويمكن لإيران أن تؤدي دوراً على هذا الصعيد إلا أن الأمور مرهونة بنتائج زيارة أمير قطر إلى إيران.

السابق
شموعٌ في وسط بيروت تضامناً مع غزّة
التالي
انتشار للجيش اللبناني على طريق عام صيدا ـ صور