مع انهيار نظام العقيد الجماهيري المهووس, وهو الحليف التاريخي للنظام البعثي "الشبيحي" السوري على يد الجماهير الليبية الثائرة المدعومة من قوى الحرية في العالم يضيق الخناق تدريجيا على زمرة الطغاة و شلة القتلة و المجرمين المتربعين على عرش الاستبداد و الجريمة في دمشق , ويقترب يوم حسابهم الشعبي خصوصا أن يوم الحسم في طرابلس و سقوط معتوه ليبيا قد تزامن مع المقابلة التلفزيونية للرئيس السوري و التي كانت مقابلة بائسة كما تعبر عنها خلجات وسحنة وجه الرئيس السوري وهو يطلق تصريحاته الجزافية و المخالفة للحقائق الميدانية , وتصريحات الرئيس دائما مايرافقها سوء الطالع و النحس المعروف لأنه يتحدث بشكل هلامي لاعلاقة له بالواقع المعاش وبما يبدو أن زعيم النظام يعيش وضعا منفصلا بالكامل عن الحقائق على الأرض,
ففي إصرار النظام على ركوب رأسه و استمرار سياسته الهوجاء و استباحته لدماء السوريين الأحرار تحت دعاوى المؤامرة الدولية والإقليمية المزعومة إنما يمثل اصرارا على الجريمة و امعانا في تصعيد الموقف الإرهابي ضد الشعب السوري و دفعا لسورية للمجهول! النظام السوري وهو يراقب و يتابع مسلسل انهيار الطغاة ورحيل الفاشيست يعلم جيدا بأن دوره آت لا محالة و إن الشعب السوري الحر هو الذي سيحقق الهدف و ليس الناتو ولا أي قوة أخرى و إن مطالب الحرية و الكرامة للشعب السوري هي هدف مقدس لا محيص عنه.
النظام السوري يبرهن مرة أخرى عن قراءة غبية للأحداث و عن غرور لا متناه و عن ابتعاد تام عن حقائق التاريخ و رجاحة العقل و المنطق , و التجهم و التكبر و الغرور أما عدسات الكاميرا لا تعكس أبدا عنصر قوة بل تمثل حالة لا متناهية من الضعف و الخوار و الهوان , و القفز على الحقائق الميدانية و الدفاع عن الجريمة و عدم الاعتبار لمعاناة الشعب السوري جميعها عناصر تدفع بالنظام وقادته الإرهابيين سريعا نحو الهاوية السحيقة و نحو الحفرة التي حفرها بحماقاته و جرائمه لنفسه ,
ولايبدو أن النظام السوري قد أخذ العبرة مما حصل أو أنه في وارد التغيير و الإصلاح الحقيقي الذي يبقى مجرد وهم مطلق نظام الشبيحة السوري غير قابل للإصلاح أبدا و سوف لن يختلف مصيره النهائي عن مصير الطغاة الذين سبقوه كنظام صدام في العراق و نظام القذافي و بينهم نظام الجنرال التونسي الهارب , في فجر طرابلس الحرة و انتصار الشعب الليبي المبهر بارقة ضوء للشعب السوري الذي سيحقق في دمشق المجد و التاريخ نصره المقبل والقريب و سيطيح برؤوس العصابة الإرهابية المجرمة و سيحيلهم جميعا إلى محكمة الشعب العادلة ومعها محكمة التاريخ التي ستدون كل جرائم و غباء و موبقات النظام القمعي الوراثي البائع للأرض و الكرامة , تهديدات قائد الشبيحة بتفجير الموقف الإقليمي هي مجرد رجع صدى بائس لأوهام و قدرات خيالية ,
و الجميع يعلم بإن إنهيار جهاز المخابرات السوري يكفي لإنهيار النظام بأسره , و إن ما بقي من أيام في عمر النظام المستبد لن يساعده أبدا في تحقيق أحلامه و طموحاته الفاشية العجفاء و المريضة , دمشق الحرة لن تتخلف عن موعد حريتها أبدا و سيكون فجر الحرية الدمشقي عنوانا صارخا لتغيير تاريخي كبير في الشرق القديم صبرا دمشق ففجر نصرك آت لا محالة و إنهيار أصنام و مماليك الهزيمة بات قاب قوسين أو أدنى , ومع كل تصريح أو خطاب لرأس النظام تتكرس الأزمة البنيوية العاصفة لذلك النظام و تتعمق هزائمه النفسية وورطاته الستراتيجية حرية دمشق ستكون المحطة المقبلة وعلى الطغاة الإستعداد ليوم حسابهم العسير… فبالأمس كانت طرابلس و غدا ستكون دمشق هي محطة الحرية المقدسة ذلك وعد الله و التاريخ.. ولا عزاء للطغاة في يوم فضيحتهم الأغر.