اليوم طرابلس… وغداً دمشق حرة

مع انهيار نظام العقيد الجماهيري المهووس, وهو الحليف التاريخي للنظام البعثي "الشبيحي" السوري على يد الجماهير الليبية الثائرة المدعومة من قوى الحرية في العالم يضيق الخناق تدريجيا على زمرة الطغاة و شلة القتلة و المجرمين المتربعين على عرش الاستبداد و الجريمة في دمشق , ويقترب يوم حسابهم الشعبي خصوصا أن يوم الحسم في طرابلس و سقوط معتوه ليبيا قد تزامن مع المقابلة التلفزيونية للرئيس السوري و التي كانت مقابلة بائسة كما تعبر عنها خلجات وسحنة وجه الرئيس السوري وهو يطلق تصريحاته الجزافية و المخالفة للحقائق الميدانية , وتصريحات الرئيس دائما مايرافقها سوء الطالع و النحس المعروف لأنه يتحدث بشكل هلامي لاعلاقة له بالواقع المعاش وبما يبدو أن زعيم النظام يعيش وضعا منفصلا بالكامل عن الحقائق على الأرض,

ففي إصرار النظام على ركوب رأسه و استمرار سياسته الهوجاء و استباحته لدماء السوريين الأحرار تحت دعاوى المؤامرة الدولية والإقليمية المزعومة إنما يمثل اصرارا على الجريمة و امعانا في تصعيد الموقف الإرهابي ضد الشعب السوري و دفعا لسورية للمجهول! النظام السوري وهو يراقب و يتابع مسلسل انهيار الطغاة ورحيل الفاشيست يعلم جيدا بأن دوره آت لا محالة و إن الشعب السوري الحر هو الذي سيحقق الهدف و ليس الناتو ولا أي قوة أخرى و إن مطالب الحرية و الكرامة للشعب السوري هي هدف مقدس لا محيص عنه.

النظام السوري يبرهن مرة أخرى عن قراءة غبية للأحداث و عن غرور لا متناه و عن ابتعاد تام عن حقائق التاريخ و رجاحة العقل و المنطق , و التجهم و التكبر و الغرور أما عدسات الكاميرا لا تعكس أبدا عنصر قوة بل تمثل حالة لا متناهية من الضعف و الخوار و الهوان , و القفز على الحقائق الميدانية و الدفاع عن الجريمة و عدم الاعتبار لمعاناة الشعب السوري جميعها عناصر تدفع بالنظام وقادته الإرهابيين سريعا نحو الهاوية السحيقة و نحو الحفرة التي حفرها بحماقاته و جرائمه لنفسه ,

ولايبدو أن النظام السوري قد أخذ العبرة مما حصل أو أنه في وارد التغيير و الإصلاح الحقيقي الذي يبقى مجرد وهم مطلق نظام الشبيحة السوري غير قابل للإصلاح أبدا و سوف لن يختلف مصيره النهائي عن مصير الطغاة الذين سبقوه كنظام صدام في العراق و نظام القذافي و بينهم نظام الجنرال التونسي الهارب , في فجر طرابلس الحرة و انتصار الشعب الليبي المبهر بارقة ضوء للشعب السوري الذي سيحقق في دمشق المجد و التاريخ نصره المقبل والقريب و سيطيح برؤوس العصابة الإرهابية المجرمة و سيحيلهم جميعا إلى محكمة الشعب العادلة ومعها محكمة التاريخ التي ستدون كل جرائم و غباء و موبقات النظام القمعي الوراثي البائع للأرض و الكرامة , تهديدات قائد الشبيحة بتفجير الموقف الإقليمي هي مجرد رجع صدى بائس لأوهام و قدرات خيالية ,

و الجميع يعلم بإن إنهيار جهاز المخابرات السوري يكفي لإنهيار النظام بأسره , و إن ما بقي من أيام في عمر النظام المستبد لن يساعده أبدا في تحقيق أحلامه و طموحاته الفاشية العجفاء و المريضة , دمشق الحرة لن تتخلف عن موعد حريتها أبدا و سيكون فجر الحرية الدمشقي عنوانا صارخا لتغيير تاريخي كبير في الشرق القديم صبرا دمشق ففجر نصرك آت لا محالة و إنهيار أصنام و مماليك الهزيمة بات قاب قوسين أو أدنى , ومع كل تصريح أو خطاب لرأس النظام تتكرس الأزمة البنيوية العاصفة لذلك النظام و تتعمق هزائمه النفسية وورطاته الستراتيجية حرية دمشق ستكون المحطة المقبلة وعلى الطغاة الإستعداد ليوم حسابهم العسير… فبالأمس كانت طرابلس و غدا ستكون دمشق هي محطة الحرية المقدسة ذلك وعد الله و التاريخ.. ولا عزاء للطغاة في يوم فضيحتهم الأغر.

السابق
اللواء: محاولة رئاسية تؤخِّر سقوط الحكومة في فخ الكهرباء وعون متفاجئ بموقف رئيس جبهة النضال!
التالي
الراي: منافسة في بيروت بين باب العزيزية و… باب بعبدا