الحريري: أي مسلم يعتدي على أي مسيحي هو متمرد على تعاليم الإسلام حزب الله لا يتصرف كمقاومة بل هو امتداد للأنظمة الاستبدادية لا نؤمن بالسلاح كوسيلة لفرض نهجنا بل بالنضال السياسي

أقام تيار "المستقبل" في مطعم الجسر بالدامور مأدبة إفطار على شرف كوادره، حضرها الأمين العام للتيار أحمد الحريري، النائب محمد الحجار، الامين العام المساعد للعلاقات العامة بسام عبد الملك، منسق التيار في محافطة جبل لبنان الجنوبي محمد الكجك وأعضاء قيادة التيار ومنسقي القطاعات والمناطق وحشد من الكوادر.

وألقى الكجك كلمة ترحيبية، ثم تحدث الحريري فقال:"خوفي على وطني كبير، من بلطجية الأمة وشبيحة الأنظمة وتفشي ظاهرة القمصان السوداء. قلقي على شعبي عظيم من جنرال متهور… وحزني يتنامى على مسؤول سقط بالضربة القاضية أمام شهوة السلطة. يحاول التلاعب مع المجتمع الدولي والتشاطر على المحكمة الخاصة بلبنان، معرضا الوطن والشعب لشتى أنواع العقوبات.ألا يحق لنا أن نخشى من حكومة تستعجل عزل لبنان عن العالم بأسره بانتهاجها سياسة الممانعة والمقاومة، إرضاء لدولتين؟".

أضاف: "لم يتورعوا عن إلصاق أبشع التهم بأعظم شهيد في تاريخ لبنان الحديث، متناسين أنهم كانوا بالأمس قادة ميليشيات وجنرالات متهورة تتقاتل وتدمر وتسفك الدماء، قبل أن يأتي الرئيس رفيق الحريري منقذا للبنان.تناسوا كيف كانوا يتخاطبون بالقصف العشوائي على الأحياء السكنية، ويتحاورون بإرسال السيارات المفخخة بين شطري العاصمة.تناسوا كيف كانوا يقيمون حواجز الخطف على الهوية ويجهزون كمائن القتل لبعضهم البعض. وكيف هندسوا الاغتيالات بكواتم الصوت حينا وبالعبوات الناسفة أحيانا. تناسوا أن في رقابهم أرواحا لأكثر من مائة وخمسين ألف ضحية، ناهيكم عن الجرحى والمخطوفين والمعوقين الذين ما زلنا نسمع أنين آلامهم حتى اليوم! لم تكن مهمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري يسيرة بعد الانتهاء من توقيع اتفاق الطائف. فالرئيس لم يتعامل مع زعامات في مكانة القديسين أو مع رجال دولة بوطنية واستقامة ونزاهة الرئيس فؤاد شهاب، بل مع قادة ميليشيات وتنظيمات ترعرعت خلال الحرب الأهلية على الأنانية والفساد والعنف.
على مدى خمسة عشرة عاما، أشعلوا الجبهات بأوامر خارجية، وفي بعض الأحوال بأوامرهم من اجل الكسب المادي".

وتابع الحريري: "أتى رفيق الحريري من المملكة العربية السعودية إلى وطنه المدمر حاملا رسالة محبة وسلام. كان حلمه انتشال لبنان من الحرب الأهلية ليكون لؤلؤة هذا الشرق. فعرقلوا كل خطواته…لقد افترسوا الشهيد الرئيس رفيق الحريري بالأمس، ويحاولون افتراس الرئيس سعد الحريري اليوم. لكننا نتساءل من سيفترسون في الغد؟ فهل تسمع هذا الكلام يا دولة الرئيس ميقاتي؟.
ثم بأي حق تطالب اللبنانيين يا دولة الرئيس ميقاتي، بكبت مشاعر غضبهم ضد المجازر اليومية التي تحدث في سوريا، بينما تتغاضى أنت… نعم تتغاضى، عن التدخل المستمر ل "حزب لله" في الشؤون الداخلية لدولة البحرين! فهل بهذه المراوغة السياسية تحصن ساحتنا الداخلية وتوحدها؟ ثم ألم يخبروك بعد، أن الفقراء من أهل طرابلس يتحاشون موائد الإفطار المجانية التي تقدمها في شهر رمضان، تعبيرا منهم عن سخطهم للوسطية التي ابتدعتها وقد اكتشفوا في ما بعد أنها خضوعا تاما للوصاية السورية.وسطية لم تنطل حتى على البسطاء منهم. فهل نحن من يراهق بالسياسة يا دولة الرئيس أم أنت؟
يتهموننا بوضع اليد على حقوق المسيحيين، رغم أن اتفاق الطائف ثبت مبدأ المناصفة تقديرا واحتراما للدور النضالي للمسيحيين في استقلال لبنان".

وتساءل: "كيف يحق لمن ساهم في هدر دماء المسيحيين وتدمير المناطق المسيحية بالمغامرات العسكرية العبثية، التكلم عن حقوق المسيحيين؟ هل نسينا حرب الإلغاء؟ هل نسينا حرب التحرير؟ مغامرة فاشلة تلو المغامرة، أدت إلى تمزق المجتمع المسيحي. فهاجر منه من هاجر وساد في المجتمع حالة عامة من الإحباط النفسي. منذ أن عادوا من منفاهم الباريسي ذات النجوم الخمس، ماذا يفعلون؟ إنهم يتلاعبون بمشاعر المجتمع المسيحي ويخيفونه من مؤامرات ضد الأقليات في هذا الشرق. مؤامرات لا وجود لها إلا في مخيلاتهم الواسعة.
إنهم كعادتهم يهرولون على الجانب الخاطئ من التاريخ. ويسيرون بعيدا عن درب الحرية والديموقراطية والعدالة وحقوق الإنسان، بتحالفهم مع الأنظمة الحديدية التي تجيد اقتلاع الأظافر وفرم الأصابع وتعذيب الأطفال وحتى اقتلاع حناجر المطربين.
ثم يتساءلون أين الدور المسيحي في لبنان؟ ونحن نقول لهم، لا دور لمسيحيي لبنان إلا بالعودة إلى حمل مشعل الحرية وشعلة الديموقراطية والالتزام الصارم بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان".

وقال الحريري:"لقد كنتم يا مسيحيي لبنان، رواد النهضة العربية وفرسان الحضارة وأحرار لبنان، فكيف سقط قسم منكم ليكون حليف الأنظمة الحديدية الصدئة؟ وأقول لكم من هنا، في شهر رمضان الكريم، أن أي مسلم يعتدي على أي مسيحي هو متمرد على تعاليم الإسلام، بل على إرادة الله. أنتم أمانة في أعناقنا، كما نحن أمانة في أعناقكم. فلنتحد سوية لبناء دولة لبنان الحديث. هذا هو موقفنا الثابت في "تيار المستقبل".
أصروا على إجراء تحقيق دولي لكشف الجرائم التي اقترفتها إسرائيل في حربها الأخيرة على قطاع غزة. أما حين طالبنا بتحقيق دولي لكشف قتلة الشهيد الرئيس رفيق الحريري، فأمسى التحقيق الدولي شرا ولعنة.إننا نسأل "حزب الله" لماذا ناصرتم التحقيق الدولي من اجل قطاع غزة ولم تعتبروه إسرائيليا، بينما تستهجنونه حين يتعلق بكشف جريمة اغتيال الشهيد الحريري وتصفون المحكمة الخاصة بلبنان أنها إسرائيلية. فلماذا تلك الازدواجية الفاضحة في مواقفكم، إن كنتم أبرياء؟.
ثم كيف يدعي "حزب الله" حرصه على استعادة الأراضي العربية المحتلة، ولا يأخذ موقفا من هوية "الخليج العربي" حيث تزعم إيران ملكيتها له؟.
فلماذا تلك الازدواجية الفاضحة في مواقفكم حين يتصل الأمر بحقوق الأمة العربية؟
ولماذا يعتبر "حزب الله" الانتفاضة الشعبية ضد الحكم في البحرين عملا وطنيا، بينما يعتبر انتفاضة الشعب السوري على الحكم البعثي مؤامرة إسرائيلية – أمريكية؟".
سائلا "حزب الله": "هل هناك من مقاومة واحدة في التاريخ وقفت إلى جانب الحاكم الظالم ضد الشعب المظلوم؟ أو ساندت الأنظمة الاستبدادية ضد الشعوب التي تطالب بالحرية؟".

ولفت الى انه "من المعيب أن تكون رؤية "حزب الله" للانتفاضة السورية تنطلق من المصلحة الإيرانية ولا تستند إلى إرادة الشعوب العربية التي تهب أرواحها لكسر أبواب هذا السجن العربي الكبير. يدفعنا هذا للاستنتاج أن "حزب الله" باستثناء صراعه العسكري مع إسرائيل، لا يتصرف كمقاومة لتحرير الشعوب المستعبدة، بل هو امتداد للأنظمة الاستبدادية في المنطقة، مستخدما القضية الفلسطينية كمطية لسحق الشعوب العربية! لست ادري لماذا يكرر السيد نصرالله استعراض قوة المقاومة الصاروخية عبر شاشات التلفزة مرة تلو الأخرى، مما يؤدي إلى ضرب موسم السياحة كما يلحق الأذى بالاقتصاد اللبناني الذي يعاني الأمرين. فيما المتعارف عليه أن فعالية سلاح أي مقاومة يكمن في سريته. إلا إذا كان الغرض من وراء ذلك إيصال رسالة واضحة للطوائف اللبنانية مفادها أن "حزب الله" هو الأقوى عسكريا على الساحة اللبنانية.
لقد وصلتنا الرسالة الدموية "غير المجيدة" في السابع من أيار حيث انتهكت كرامة العاصمة وعنفوان الجبل. لكننا نسأل السيد نصرالله: هل بإراقة الدماء يدخل "حزب الله" قلوب اللبنانيين؟.
ثم يأتي من يتهمنا في "تيار المستقبل" بأننا نستبدل أكاليل الغار بأكاليل العار.
نقول له: أن من أراق الدماء الفلسطينية على يديه وقاد حرب المخيمات من العام 1985 حتى 1988، ليس مؤهلا ليميز بين الغار والعار. دماء فلسطينية أريقت على يديه وعلى يدي إسرائيل. فيا للعار!".

وختم الحريري بالقول:"نحن في تيار المستقبل لا نؤمن بالسلاح كوسيلة لفرض نهجنا، بل بالنضال السياسي. رفيق الحريري لم يرفع البندقية يوما ولا هدد بترسانته الصاروخية عبر شاشات التلفزة، انما ارسل الطلاب الى أعرق الجامعات وعمر البلد، لذلك سكن قلوب الناس. نعترف في تيار المستقبل اننا اصبنا في موقع وأخطأنا في أخرى، لكننا لن نتراجع عن ايماننا الراسخ بلبنان الحر السيد المستقل.
نحن أخرجنا الجيش السوري من لبنان دون طلقة رصاصة واحدة ودون تدمير لبنان. نحن علمنا الشعوب العربية من ساحة الشهداء في وسط بيروت، كيف يصنع الربيع العربي. ونحن من سيسقط منطق 7 ايار وممارسات القمصان السود، لا بقوة السلاح، انما بقوة الحق والقانون والايمان بهذا الوطن وبالله".

السابق
الإيمو يغزو شباب العراق أيضا
التالي
عين على نشر القرار الاتهامي وأخرى على مذكرات التوقيف