البناء: الرئيس الأسد يُعيّن العماد راجحة وزيراً للدفاع والحياة تعود إلى طبيعتها تدريجياً في حماه

حفلت الساعات الماضية بتطورات متلاحقة تمثّلت بإشارات ومواقف تدلل على انغماس دول الخليج في الحملة التي تديرها واشنطن للضغط على سورية ومحاصرتها.
وتمثل ذلك أمس بانضمام هذه الدول تباعاً إلى الموقف السعودي في استدعاء سفرائها تحت عنوان التشاور.

في هذا الوقت، عادت الحياة الطبيعية تدريجياً إلى حماه بعد أن أنجز الجيش السوري مهمته بملاحقة الإرهابيين والاقتصاص منهم بمساعدة الأهالي بعد أن عاثوا في المدينة قتلاً وترويعاً حيث كشف التلفزيون السوري عن مجزرة جديدة ارتكبها هؤلاء المجرمون بحق 17 من الجيش وقوى الأمن والتمثيل بجثثهم.

وفي ضوء عودة الحياة التدريجية إلى طبيعتها في المدينة بدأ الجيش انسحابه منها، كما سجل أيضاً تراجع واضح وملحوظ للأحداث في المناطق الأخرى.
وزير جديد للدفاع
أما على الصعيد السياسي، فقد عيّن الرئيس الأسد وزيراً جديداً للدفاع هو العماد داود بن عبدالله راجحة، بدلاً من العماد علي حبيب محمود، وذلك في إطار الإجراءات والتدابير التي كان قد بدأها منذ فترة على ضوء اللقاءات التي أجراها مع القوى والفعاليات في المناطق المختلفة.

الرد المسبق
أما على صعيد الحملة على سورية، فقد كشفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بصورة غير مباشرة عن المهمة التي كلفت بها أنقرة داعية إلى سحب الجيش السوري إلى ثكناته.
وكانت دمشق قد ردت مسبقاً على هذه المهمة التركية لوزير الخارجية أحمد داوود أوغلو الذي قد يزور دمشق اليوم بلهجة حاسمة وحازمة على لسان المستشارة الإعلامية السياسية للرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان.
ويندرج في سياق المواقف المبرمجة وفق كلمة السر الأميركية ضد سورية أيضاً، البيان الذي صدر عن شيخ الأزهر أحمد الطيب أمس وأشار فيه إلى أن الأزهر الذي صبر طويلاً وتجنّب الحديث عن الحالة السورية نظراً لحساسيتها في الحراك العربي الراهن، يشعر بأن من حق الشعب السوري عليه أن يعلن الأزهر وبكل وضوح أن الأمر قد جاوز الحدّ وأنه لا مَفَرَّ من وضع حَدٍّ لهذه المأساة العربية الإسلامية".

من ناحيته أعرب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي عن "تشاؤمه إزاء الوضع في سورية"، واصفاً الموقف بأنه "معقد". وأشار في مؤتمر صحافي مشترك مع الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لجنوب المتوسط برنار دينو ليون إلى أن "الجامعة العربية تتعامل مع الأزمة السورية حسب الإجراءات وتتخذها خطوة بخطوة".

ميقاتي يرد على التصعيد ضد سورية
أما على الصعيد اللبناني، فقد واصل فريق "المستقبل" عمليات التصعيد السياسي بالتناغم مع الحملة السياسية التي تشهدها سورية، وفق سياق محاولات دعم التحركات الإرهابية، إن مباشرة عبر تهريب الأسلحة، أو على صعيد المؤازرة السياسية والمعنوية التي تأخذ أشكالاً مختلفة.

والبارز أمس، كان الموقف الذي أعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي حيث دعا موجهي الانتقادات في الداخل إلى الكف عن استغلال ما يجري في سورية من أجل تحقيق مكاسب سياسية ظرفية.
وإذ أكد ميقاتي على موقف لبنان الثابت من عدم التدخل في الشؤون الداخلية لسورية، اعتبر أن موقف لبنان في الأمم المتحدة هو بمثابة رسالة إلى المجتمع العربي والمجتمع الدولي في آن، كي يجري التعامل مع الأحداث في سورية من المنطلقات التي تؤمن فعلاً أمناً مستداماً وإصلاحاً واعداً لا أن تزيد الأمور تعقيداً.

وكان الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري قد أشاد بعد الاتحاد الأوروبي بالموقف السعودي على لسان الملك عبدالله معتبراً انه "منعطف في مسار الأحداث في سورية".
… و"الوطن" ترد
من ناحيتها، ردت صحيفة "الوطن" السورية على بيان الملك عبدالله معتبرة أن كلماته بدت "كأنها أقرب إلى رسالة تهديد أميركية منها إلى رسالة أخوية تجاهل فيها الملك عبدالله حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سورية يتعرضون لمؤامرة تتجاوز حدود الخطابات".
ولفتت إلى أن كلمة عبدالله "لم تتضمن أية إشارة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة التي سعت إلى تمزيق وحدة سورية العربية والإسلامية. وتجاهلت أية إشارة إلى الجهات التي تقوم بتمويل وتسليح هؤلاء الإرهابيين، وثبت أن بعضهم يتلقى تعليماته من شيوخ فتنة تؤويهم بلاد الملك، في وقت تحتاج فيه المملكة إلى تطبيق إصلاحات جذرية في بنيتها السياسية والاجتماعية قبل التوجه بالنصح إلى الآخرين. كما تجاهلت الإجراءات الإصلاحية التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بما فيها إصدار قانوني الأحزاب والانتخابات".

بري: المنطقة تتشكل من جديد
ومساءً برز كلام للرئيس نبيه برّي خلال إفطار لمؤسسة الشهيد اللبناني اعتبر فيه "أن هناك من هاله الدور الريادي الذي قادته الحكومة على العمل في مجلس الأمن في ما يتعلق بموضوع سورية، والذي سهّل في صدور بيان متوازن يدعو إلى الإصلاح ورفض الفتنة، معتبراً أن موقف لبنان عار، وهم الذين لم يدعوا إكليل غار لنا إلا واستبدلوه بإكليل عار"، مضيفاً: "اسألوا أسيادكم في مجلس الأمن هذه المرة عن موقف لبنان وتأكدوا أنكم ستسقطون اتهاماتكم، هذه البروبغندا، حيناً بالتهجم على الحكومة التي لم تبدأ بعد، والهجوم على الحكومة ورئيسها نجيب ميقاتي دون مبرر، يؤكد أنكم فقدتم أعصابكم وهذه هي الحقيقة" وقال: كفى دعاة التهدئة مع العدو والمتربّصين بالشقيق.

ودعا الحكومة "لإنجاز المراسيم التطبيقية لقانون النفط الذي أنجزناه "لأن الرزق السايب بعلّم الناس الحرام" فكيف ونحن إزاء "إسرائيل""، لافتاً إلى أن "إسرائيل" تعتمد سياسة "ضربني وبكى وسبقني واشتكى" وتحاول الاستكبار على العامل القبرصي، إننا بخلاف من استحضر أرواحاً واستدعى دوراً جديداً لجامعة الدول العربية لجعلها شاهد زور، إننا بخلاف هؤلاء نستدعي حواراً من أجل الجامعة وإعادة تكوينها على أسس فاعلة.
وتابع: أصدرنا قانون الحدود البحرية فقالوا تخلّت الحكومة عن صلاحياتها للمجلس، علماً أننا تعاونّا حكومة ومجلساً كما ينص الدستور ويشجع عليه الطائف ونسوا أو تناسوا أن قانون النفط الأساسي أصدرناه منذ عام بالكامل وبالطريقة ذاتها بوجود الحكومة السابقة فاعتبروه نصراً".
ولفت إلى "أن الأولوية الوطنية يجب أن تتركز على تحقيق الانتصار على محاولة "إسرائيل" وضع يدها على النفط والغاز"، مؤكداً "أنه يجب على العالم أن يتأكد أن لبنان لن يؤخذ من البحر كما لم تتمكن "إسرائيل" من أخذه من الجو والبر في حروبها".

وإذ هنّأ الجيش على انتباهه الشديد وتصديه للخرق "الإسرائيلي"، رأى "ان استهداف اليونيفيل هو استهداف للأمن اللبناني، وللجيش اللبناني"، معلناً وقوفه إلى جانب الجيش والأجهزة الأمنية في السعي لكشف الإرهابيين الذين استهدفوا قوات اليونيفيل واعتبار عملهم جريمة إرهابية ضد الدولة وكشف هؤلاء قريب جداً".

وأكد أن "المنطقة تتشكل من جديد ولبنان عنها ليس ببعيد".

خرق "إسرائيلي"
على صعيد آخر، خرقت قوة مشاة "إسرائيلية" قوامها 12 عسكرياً الخط التقني بالقرب من موقع السماقة خراج بلدة كفرشوبا أمس، وتوغلت داخل المنطقة المتنازع عليها مسافة 130 متراً لمدة 20 دقيقة، أعلن على أثرها الجيش اللبناني حالة الاستنفار مع قوات اليونيفيل ما اضطر القوة "الإسرائيلية" إلى الانكفاء إلى مواقعها.

تهديدات حزب الله
في سياق متصل، ذكر موقع "Israel7.com" أمس أن "إسرائيل" تأخذ على محمل الجد التهديدات التي أطلقها حزب الله حول المنشآت البحرية "الإسرائيلية". وأشار الموقع إلى أن "الجيش "الإسرائيلي" قرر حماية المواقع باستخدام طائرات من دون طيار تقوم بتصوير المواقع دون توقف".
وستقوم هذه الطائرات بعملها بالتنسيق مع سفن البحرية التي تجوب دورياتها منطقة المياه الإقليمية بما في ذلك مجال النشاط الاقتصادي.

السابق
الجمهورية: ميقاتي يشيد بالموقف السعودي وتجدّد المخاوف على أمن الجنوب والمخيّمات
التالي
الاخبار: أنقرة تلوّح بعزل الأسد على طريقة صدّام… وواشنطن تحمّل داوود أوغلو رسالتها