مجموعات شبابية انطلقت في رحلتها السنوية إلى أعالي جبل الشيخ

 في الخامس من آب في كل سنة، مئات العائلات والافراد من مختلف المشارب والمذاهب، من كل المناطق اللبنانية، يتجمعون في راشيا الوادي ويصعدون الى جبل الشيخ ليقيموا صلاة الغروب فوق التلة التي تجلى السيد المسيح فوقها قبل ألفي سنة ويتابعون صلاة الشروق فوق أعلى قمة من الجبل صبيحة السادس من آب، مع شروق الشمس في إطلالة من فوق على الشام وفلسطين ولبنان تصلك أشعة الشمس متسللة بخيوطها الذهب اليك فيتداخل عند تلك اللحظة الحلم بالواقع ويكتمل المشهد، الذي يعوّضك تعبك ومعاناتك في الرحلة الى الجبل.
هناك وبالقرب من قصر شبيب على ارتفاع 2814 متراً آثار كنيسة مر عليها الزمن وإلى جانبها صليب مصنوع من شظايا قذائف حرب تشرين عام 1973 وقد رفعه في العام 1974 عناصر من قوات الأمم المتحدة "الأندوف" التي انتدبت في حينه للفصل على جبهة الجولان.
ومنذ العام 2002 بدأت هذه الرحلة السنوية تتم برعاية واهتمام بلدية راشيا الوادي في عهد رئيسها السابق زياد شبلي العريان، وبعد تسلم العميد المتقاعد مروان زاكي رئاستها العام الماضي، تراجعت الأمور ونأت البلدية بنفسها عن هذه الرعاية، مما دفع بمطرانية صيدا وصور وتوابعهما للروم الارثوذكس الى تبني المشروع.
ومع فكرة بناء كنيسة في المكان يطلق عليها اسم كنيسة التجلي، بدأت حملة التبرعات في المطرانية لهذه الغاية، وصعد الى المكان المطران الياس كفوري ومعه عدد من الآباء فأقاموا الصلاة في المكان في حضور عدد من المؤمنين الذين تقدمهم محافظ بيروت السابق نقولا سابا والشيخ زياد العريان.
والقى المطران كفوري عظة جاء فيها: "نعايدكم اليوم بعيد التجلي، من المكان الذي حصل فيه هذا التجلي، هذا هو السبب الاول والاخير الذي يجعلنا نأتي الى هذا المكان المقدس، اي ان نكون في حضرة الله. هناك مسيرة تقومون به من بعيد، وتبذلون جهدا لتصلوا الى هذه التلة المباركة وهذا لعمري جزء من طريق الجلجلة".
واضاف: "قلت نأتي الى هنا لنتجلى معه، لندخل في مجده، في المجد الذي يشع نورا مقدسا ينير ويقدس كل انسان آت الى العالم، هذا الصعود له معنى كبير. يجب ان يصعد كل منا الى فوق، ان يرتفع فوق الصغائر التي تحيط به في حياته على هذه الارض".
وختم: "نحن ننطلق من على هذه التلة لنذهب ونبشر العالم بالفرح والسلام والمحبة والطمأنينة والتضحية والعطاء، هذه رسالتنا وليست رسالة تحد لأحد، لا يمكن لاحد في العالم ان يحتكر الايمان لنفسه. الايمان يجب ان يشع على العالم ليضيء لجميع الذين في البيت، جئنا الى هنا لنصلي ونطلب الى الله ان يحمي لبنان".
يذكر ان مجموعات شبابية تشارك سنويا في الرحلة، وثمة وسائل نقل مختلفة منها سيارات البيك – أب التي تبلغ مرحلة معينة، ومنها الحمير والبغال التي تنقل الحاجات لقضاء ليلة على الجبل.
واما الوسيلة الابرز فهي الأقدام. يذكر ان لا سيارات تبلغ قمة الجبل حيث قوات دولية إلا من الجهة السورية. 

السابق
هل تتحوّل «الشؤون الاجتماعية» من «صندوق بريد» لتنصرف إلى التنمية الحقيقية؟
التالي
حوري:القول ان الوضع في سوريا هادىء ينتمي الى عالم وزمن آخر