الأخبار : ورشة عمل أكثريّة والحريري “ينتصر” لحماه

قالت "الأخبار" :
بعد الركود الذي شهده العمل الحكومي، خلال الشهر الماضي، يشهد الأسبوع الجاري ورشة في العمل الحكومي والتشريعي، تتضمن إقرار عدد كبير من المشاريع، أبرزها العفو عن بعض الجرائم، إضافة إلى ملف النفط والحدود البحرية
أسبوع حافل ينتظر الحياة السياسية يبدأ غداً الثلاثاء في مجلس الوزراء الذي ينعقد عند العاشرة صباحاً ويستمر حتى انتهاء الجزء الأكبر من جدول الأعمال الذي يضم 161 بنداً. ويستمر في اليومين التاليين، الأربعاء والخميس، في المجلس النيابي الذي سيبحث 68 مشروعاً واقتراح قانون، أبرزها نحو عشرين اتفاقية، إضافة إلى اقتراح قانون يرمي إلى خفض السنة السجنية، وآخر للعفو عن بعض الجرائم المرتكبة قبل 31/12/2010، واقتراح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون الذي تقدم به أمين سر التكتل النائب ابراهيم كنعان يوم 1 نيسان 2009، ويطلب مساواة المحررين من السجون السورية بالمحررين من السجون الإسرائيلية، لجهة الحقوق والتعويضات والرعاية.
ومن المنتظر أن تشهد هذه "الورشة التشريعية" ختم ملف رسم الحدود البحرية للبنان. فمجلس الوزراء سيدرس الأمر من خارج جدول الأعمال، بحسب مصادر وزارية مطلعة، فضلاً عن إمكان إقرار مجلس النواب قانون "إطار لترسيم الحدود"، تتضمن إحدى فقراته إحداثيات الحدود البحرية للبنان.
الى ذلك، نفى الوزير جبران باسيل لـ"الأخبار" ما ذكرته بعض الصحف عن طلب الرئيس السوري بشار الأسد منه في اجتماعهما الأخير إعطاء الأولوية للشركات الروسية في مجال التنقيب عن النفط قبالة السواحل اللبنانية. كذلك نفى باسيل قطعاً ما قيل عن أنه طرح أمام الأسد ملف العميد المتقاعد فايز كرم، الذي يخضع للمحاكمة أمام القضاء العسكري بتهمة التعامل مع الاستخبارات الإسرائيلية. وكان باسيل قد أشار في احتفال للتيار الوطني الحر في منطقة الكورة إلى أن الحكومات المتعاقبة تفرّجت أربع سنوات على ملف الحدود البحرية.
وقد نفى نواب في كتلة المستقبل وجود أي نيّة لمقاطعة جلسة مجلس النواب، جازمين بعدم حصول نقاش بخصوص انسحاب نواب 14 آذار من الجلسة "لضرب ميثاقيّتها"، مشددين على أنّ أحداً لم يتقدّم بهذا الطرح. وأكد النواب المستقبليون أنّ أساليب معارضة الحكومة لا تزال تخضع للنقاش بين أفرقاء 14 آذار. وأشارت أجواء كتلة المستقبل إلى أنّ الوضع السوري سيكون طاغياً على اجتماعات قوى المعارضة، بما فيها اجتماع كتلة المستقبل غداً.
وكان المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري قد أصدر بياناً مساء أمس استهجن فيه "المذبحة التي تتعرض لها مدينة حماه، وسائر أعمال القتل الدموية التي تشهدها حمص وإدلب ودير الزور ودرعا والعديد من المدن والمناطق السورية على أبواب شهر رمضان المبارك". وقال البيان "إن الصمت بكل مستوياته العربية والدولية إزاء ما يحدث في سوريا وتحديداً في مدينة حماه التي سبق لها أن تعرضت لأبشع المجازر بحق أبنائها في ثمانينيات القرن الماضي، لا يؤسس للحلول المطلوبة". ورأى "أننا في لبنان لا يمكن تحت أي ظرف من الظروف أن نبقى صامتين إزاء هذه التطورات الدموية التي تشهدها الساحة السورية"، مهيباً بكل المعنيين تدارك الموقف لتمكين الشعب السوري من أن يحدد خياراته بنفسه بحرية (…). وبدت المسافة كبيرة بين كلام الحريري وكلام مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي رأى في رسالة رمضان أن "الأولوية هي لتجنيب البنيان العربي خطر التصدع والانهيار لنبقى أمة واحدة في وجه ما يحاك لها من مؤامرات، تستهدف وحدتها وخيراتها". وأشار قباني إلى أن "القادم خطير، وبر الأمان لا ينشد إلا بالوحدة والحكمة".
أما رئيس اللقاء الديموقراطي النائب مروان حمادة فكرر موقف مكتب الحريري الإعلامي وعبّر عن حزنه لرؤيته سلاحاً "هو الآخر مخصص مبدئياً لمحاربة إسرائيل، يدكّ ويحرق ويجرف المدن السورية الباسلة". ورفضاً للصمت الذي أعلن مكتب الحريري الإعلامي محاربته، أعلن رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة الانحياز إلى "مسيرة التغيير العربي، دون أن يعني ذلك التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية الشقيقة، ودون أن يعني ذلك أيضاً القبول والسكوت عن أعمال القتل الجماعي الجارية في أكثر من بلد عربي". وأشار السنيورة الذي كان يتحدث من إقليم الخروب بحضور ممثل عن النائب وليد جنبلاط الى أنه مع المقاومة وضد السلاح المتفلت من إرادة الدولة وإمرتها، وهو مع الصمود والشهادة وضد سقوط القتلى والجرحى والضحايا بسلاح الأشقاء في الوطن والأمة. وعبر السنيورة عن قلقه لأن "العدو الإسرائيلي يكاد يحقق أهدافه في لبنان". كيف؟ عبر بث الفرقة بين أبناء البلد الواحد، وتحويل وجهة السلاح من الجنوب إلى الداخل. ورداً على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، سأل السنيورة عمّن "أعطى هذا أو ذاك الحقّ في إطلاق التهديدات والتحذيرات بخصوص موضوع نفط لبنان وغازه، من دون العودة إلى السلطات الرسمية اللبنانية". وكانت السيدة نازك رفيق الحريري قد نشرت رسالتها السنوية لمناسبة حلول شهر رمضان، فرأت أن "الشهر الفضيل أطلّ علينا هذا العام ببوادر الحقيقة، على أمل أن تمهَّد الطريق بإذن الله أمام تحقيق العدالة، حتى يتمكن اللبنانيون واللبنانيات من العيش بسلام".
في المقابل، سأل الوزير غازي العريضي عن بديل الحوار، معتبراً أن الهوة والانقسام الكبيرين لا يُملآن بخطاب التحدي والتشنج والتخوين والاتهام ونبش القبور والأحقاد. وقال إن "البعض من الواهمين يعتقدون أنهم بإطلالة على شاشة أو بتصريح من هنا وموقف على منبر هناك، إنما يعبرون عن حقائق وطنية وعن مواقف وطنية". وأشار العريضي إلى أن هذا الأمر غير صحيح و"ليس هناك أبسط من التحريض والتعبئة والتخوين والاتهام والتشكيك والانفعال". وفي الموضوع السوريّ، ذكّر العريضي بقول النائب وليد جنبلاط إنه متفائل بالقدرة على تجاوز هذه المحنة، وإشارته إلى مطالبته الرئيس بشار الأسد شخصياً خلال اجتماعهما بتلبية مطالب الناس. ونفى العريضي أن يكون الحوار قد أدى إلى "اتفاق على كل شيء"، وانتقد بشدة الاستمرار في "التشكيك بنوايا جنبلاط والاتهام والتخوين".
أول أيام رمضان
اعلنت دار الفتوى والمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى أن اليوم الإثنين هو أول أيام شهر رمضان المبارك. وقال مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني في رسالة رمضان إن "الأولية هي لتجنيب البنيان العربي خطر التصدع والانهيار لنبقى أمة واحدة في وجه ما يحاك لها من مؤامرات، تستهدف وحدتها وخيراتها". ولفت قباني إلى أن "بر الأمان لا ينشد إلا بالوحدة والحكمة".

السابق
اللواء : سليمان لا يرى بديلاً للحوار ··· وجدول خلافي أمام الجلسة النيابية
التالي
الجمهورية : بري وميقاتي لإقرار “المنطقة الخالصة” سريعاً