حادثة «اليونيفيل»: الجيش يوقف نحو 25 شخصاً

 وضع الجيش اللبناني محيط منطقة الانفجار الذي تعرضت له وحدة فرنسية تعمل ضمن «اليونيفيل»، أمس الأول، في صيدا وأدى الى اصابة ستة جنود بجروح، تحت أمرته الامنية، فيما عملت الكتيبة الفرنسية على سحب ناقلة الجند التي اعطبها الانفجار من مكانها ونقلها الى مقر الكتيبة الفرنسية في الناقورة.
واستمرت التحقيقات بالحادث حيث شارك محققون فرنسيون الى جانب محققين ايطاليين مع وفد من المحققين التابعين للجيش اللبناني بقيادة العقيد ممدوح صعب، في ظروف الانفجار وملابساته، وعلم ان الجيش اللبناني اوقف خلال الساعات الماضية وحتى امس نحو 25 شخصا على ذمة التحقيق على خلفية وجودهم في مكان الانفجار لحظة وقوعه كما ان بعضهم تردد الى المكان اكثر من مرة وبشكل متتال بعيد حصول الانفجار. وقد شوهد المحققون الدوليون يقومون بجمع اي دليل من الارض ومن البساتين المجاورة مهما كان نوعه وكانوا مزودين بكاميرات وبمعدات وتقنيات خاصة.
وترأس امس مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد على شحرور اجتماعا امنيا في مكتبه في ثكنة الجيش اللبناني بحضور وفد امني رفيع المستوى من كبار ضباط «اليونيفيل».
وعلمت «السفير» ان البحث يتركز الان على المنطقة التي وقع فيها الانفجار على الخط البحري جنوبي صيدا خاصة ان هذه الطريق تعتبر «منطقة ميتة» امنيا الا انها تعتبر حيوية بالنسبة لقوات الطوارئ الدولية لانها ممر اجباري ومسلك يومي لقوافلها.
وتوقفت المصادر نفسها عند العبوة حيث تشير الدلائل الى ان وزنها ما بين 6 الى 8 كيلوغرامات من مادة «ت. ن. ت» وفجرت بواسطة سلك كهربائي يعتبر من التقنيات القديمة جدا ما حال دون ان تتمكن رادرات التشويش من تعطيلها او اكتشافها. وتؤكد المصادر ان هذا يعني ان المجموعة التي تولت التفجير كانت تمتلك الوقت الكافي للاعداد اضافة الى اقترابها من محيط منطقة مخيم عين الحلوة وتوغلها من عمق مدينة صيدا نفسها.
وفيما تابعت مخابرات الجيش اللبناني والشرطة العسكرية إجراء التحقيقات الأولية بناء على تكليف من مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، عقد قائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد منذر الايوبي في مكتبه في سرايا صيدا، اجتماعا مع المستشار الامني لممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان مايكل وليامز برتداند بورغان.
من جهته، أكد الناطق الرسمي باسم اليونيفيل نيراج سينغ، من الناقورة، أن «أمن وسلامة أفراد اليونيفيل ومنشآتها ذات أهمية قصوى». وقال: تعمل اليونيفيل بالتنسيق الوثيق مع السلطات اللبنانية التي تتحمل المسؤولية الرئيسية في الحفاظ على القانون والنظام، بما في ذلك أمن أفراد ومنشآت اليونيفيل.
ردود فعل
سياسيا، استمرت المواقف المنددة بالتفجير وطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من الاجهزة المعنية تكثيف جهودها لكشف الفاعلين ومعاقبتهم، معتبرا أن «تكرار مثل هذه الاعتداءات لا يصب في خانة مصلحة لبنان وصورته الخارجية»، مشيرا الى أن «الحفاظ على الاستقرار الامني في البلاد هو الارضية الصالحة والضرورية لإطلاق عجلة الاقتصاد والانماء».
ورأى ان «ما يحصل من حولنا في المنطقة يحتم علينا أن نتشبث باستقرارنا الامني»، مجددا التأكيد أن «العبث بالامن ممنوع وبشكل خاص تجاه الدول الصديقة والشقيقة».
وابرق سليمان الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورأى فيه «عملا إجراميا غير مقبول».
وأجرى مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله عمار الموسوي اتصالاً هاتفياً بالسفير الفرنسي في بيروت دوني بييتون أدان فيه الاعتداء.
واتصل الرئيس امين الجميل بالسفير بييتون مستنكرا الاعتداء، ومؤكدا دعم حزب» الكتائب» للدور الذي تقوم به القوات الدولية في لبنان ولا سيما الكتيبة الفرنسية.
واكد رئيس «كتلة المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ان «الاعتداء عمل إرهابي جبان هدفه ضرب الاستقرار واستخدام لبنان صندوقة بريد».
واجرى وزير الدفاع فايز غصن اتصالا هاتفيا بالسفير بييتون مدينا الاعتداء، وقال ان الاعتداء الذي تزامن مع طلب لبنان التمديد لهذه القوات ستة اشهر يطرح تساؤلات عن الهدف والتوقيت.
واعتبر النائب طلال إرسلان «ان التزام الحكومة التعاون مع المجتمع الدولي والتفريق بين المحكمة الاسرائيلية المسيسة والعلاقات الدولية السليمة وزيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمركز القوات الدولية في الناقورة أمور أثارت بعض الذين يريدون فرقة بين لبنان والعالم الخارجي، وعلى رأسهم اسرائيل».
واعتبر وزير المهجرين علاء الدين ترو ان «هناك جهات تريد الإساءة الى لبنان ودوره الداعم للقرارات الدولية وخصوصا القرار 1701».
واستغرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع «وقوع حادثة الاعتداء بعد زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي الى فرنسا، وبعد كلام صدر بأن الجيش اللبناني هو الكفيل والقيم على أمن القوات الدولية في الجنوب». واكد امام الاعلاميين في معراب انه «لا يمكن ان يستقيم الوضع الامني في ظل تواجد الخروقات العسكرية والجزر الامنية والسلاح والمعادلة السحرية شعب، جيش ومقاومة وبعض الأجهزة الأمنية التي تحاول ان تسبغ على نفسها صفة شرعية وللأسف بعض المسؤولين يجارونها في هذا الاتجاه».
ووصف مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، التفجير بانه «عملية اجرامية تأتي في إطار انتهاك علاقات لبنان الدولية والإساءة إليها، وزعزعة استقرار وامن لبنان».
واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، «العمل التخريبي الذي يستهدف مسيرة الأمن والاستقرار بما يخدم الأهداف الصهيونية».
وندد البطريرك الماروني بشارة الراعي، امام زواره، بالتفجير، وشدد على ضرورة «كشف المتورطين في العملية لترسيخ الاستقرار الامني في الوطن».
واكد شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، أن «مثل هذه الأعمال لا تمت بصلة إلى حقيقة العلاقة التي تجمع اللبنانيين بالقوات الدولية».
وشدد النائب علي عسيران على «التزام لبنان بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701 وعلى حماية اليونيفيل».
وقال رئيس «المجلس العام الماروني» وديع الخازن، ان «الاعتداء الذي تزامن مع زيارة لقائد الجيش العماد جان قهوجي إلى باريس، هو رسالة سلبية».
كما استنكر التفجير «تيار الفجر» ورئيس «تكتل الاصلاح والتقدم» خالد الداعوق ومفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران.
 

السابق
تظاهرة حاشدة لحملة “جنسيتي حق لي ولأسرتي”
التالي
المجتمع المدني اللبناني والبيان الوزاري: تكرار المكرّر.. حدّ التراجع عن بعضه!