التعامل مع الكيان الصهيوني أسهل أم دولة يقودها دستور إسلامي!

 عنوان المقالة غريب, ولكن يبدو ان هذا العنوان فيه الكثير من الواقعية لدى بعض التنظيمات العلمانية أو ما يسمى "الليبرالية الهلامية" اذا ما تابعناها وأقوالها وأفكارها التي ما انفكت تشكك بكل ما هو إسلامي!
قامت الثورات في بعض الاقطار العربية, واطلق عليها كل عاشق لجانب من جوانبها اسما يستبشر به ويحبه, وينم عن امنياته حسب الشارع العربي والاسلامي, وأنا الى هذه اللحظة لم اتفاءل بهذه الثورات بالشكل كما تفاؤلي ببدايتها, واقل اضرار هذه الثورات – كما أراها- خوفي على ليبيا من تقسيمها بشكل أو بآخر وايضا خوفي على الشعب السوري من مذابح غير متوقعة ومن ثم تولد الكراهية العنيفة والتي من دون شك لها تداعيات وظلال على المنطقة العربية الشامية… أو إن كان هناك شيء من التغيير سيكون "كوبي" صورة طبق الاصل للانظمة السابقة, وخصوصا اذا ما دققنا اكثر واكثر في الخرقاء الجامعة العربية والتي اهملت سورية واليمن, فهذا هو الضرر الاقل في تصوري, اما الضرر الأكبر والذي بالفعل يخيفني ويقلقني فهو جزيرة العرب , وما يدار فيها وما يحاك لها وعليها وأسأل الله تعالى أن أكون مخطئاً في ذلك.
الثور اليمنية هي ثورة شعب, ولكن هناك امراً ما يختلج بين السطور يجعلنا في حيرة غريبة, ولا ندري ما هو احيانا فكل الطرق وكل السبل وكل ما يخطر ببالك من تفكير وتفسير تجده ممكنا في هذه القضية, واحيانا تفكر جديا في ثورة اليمن: هل توجد حرب بين ابناء الخليج تدار من تحت الطاولة واليمن يدفع ثمنها? ام هي تدفع ثمن رواسب الفكر المخابراتي العربي والمخابرات المصرية للنظام المخلوع السابق كما دفعت بعض القوى في الخليج هذا الثمن بسبب هذه المخابرات واكاذيبها وافتراءتها? ام ان اليمن يدفع الثمن من اجل ان ترضي "امرائيل" اميركا واسرائيل? وايران والقوى الخفية? ومن ثم البديل الناجح المساوي للنظام السابق ? أم هل الشعب اليمني يدفع الثمن بسبب الميل اليمني الى الدين والتدين والاصالة العربية? ومن ثم الخوف ان يكون هناك تناغم بين اليمن والمملكة العربية السعودية بشكل جيد , ومن الممكن ان تقوى به المنطقة, وهذا ليس من مصلحة الثلاثي المقدس! "امرائيل , ايران, القوى الخفية" ام لعلها تدفع الثمن بسبب تسريبات مخابراتية سابقة مضللة كما هي العادة وهي ثم تنبني على هذه الضلالات سيناريوهات لا تخدم المنطقة ولكنها تصب في مصلحة الثلاثي فقط? ام انها تدفع الثمن استباقا لتكون في فك الثلاثي المقدس والا الحروب الاهلية والقبلية مع الاهمال العربي والعالمي الذي سيكون من نصيبك كما هي الحال ومن ثم التقسيمات الجديدة وليس التقسيم السابق فقط, فبالتقسيم الجديد تكون القوى وقد زرعت مجموعة دويلات اشتراكية علمانية ليبرالية تغمز وتهمز الجزيرة العربية بين الفينة والفينة كما جنوب العراق يفعل مع الكويت اليوم, نعم عزيزي القارئ الكريم, فهذه التساؤلات مشروعة, فالمسألة اكبر من هذا كله والسبب, ان العرب ما استطاعوا ان يستثمروا ثورات الشعوب بالشكل الجيد حتى الآن ولكن كل المؤشرات تقول: ان القوى الدولية والمثلث المذكور آنفا هو خير من استثمر او يستثمر الوضع لصالحه.
"تحرك" صدام الفتنة" تحركا غريبا وغير منطقي ما بين قمة العداء لايران, وفجأة قمة المسالمة لايران وقمة العداء الى الكويت والخليج, وهذا التحرك غير المنطقي واللامنهجي, هو دليل على ان المتحرك لا يملك زمام امره فهو مأمور لا آمر- رجاء فلا يدعين احد الثقافة ويدعي انه لا يؤمن بنظرية المؤامرة! هو تحرك فكون البذرة الأولى للمنهج الجديد في المنطقة وهو نزول الخلافات والعداوات بين القادة بأسباب الايديولوجيات او الأفكار أو الولاءات أو لأي سبب, "صدام الفتنة" استطاع ان ينزل بهذه العداوات من القمة الى القاعدة اي الى الجذور والاصل نقلها فيما بين الشعوب , ففي السابق وان اختلف القادة تبقى الشعوب قريبة من بعضها البعض, والظاهر والله اعلم ان القوى العالمية منذ عام 1979 احدثت هذا التغيير وهو نزول الخلاف الى الشعوب, ومن ثم ظهور الطائفية والعرقية وزرع العداوات بين الشعوب, فهذه فيها مسافة ومساحة اكبر, وزمن مضمون للبقاء في المنطقة اكثر, وهذا الامر من خلاله تسهل عملية ادخال التقسيمات التي لا نرجوها ان شاء الله, وما السودان وجنوبه ودار فور عنا ببعيد, والعراق نفسه مع الأكراد, فهذا النزاع اذا نزل الى القاعدة يكون العمل اسهل واسرع وابقى لهم زمنياً! فلذلك تم التحرك ليس على "الحنطور, ولكن على حمار الحنطور" فكان من أقوى الحمير "صدام الفتنة " استطاع "صدام الفتنة" ان ينقل الاحقاد العربية التي بين القادة الى الشعوب فيما بينها وبجدارة, فكان اللعب وتقسيم الادوار بالنسبة الى القوى المقدسة! "امرائيل" , ايران, القوى الخفية" افضل ونفسها اصبح اكبر ومساحة الزمن للاستقرار او الفوضى تحركه! يبدو ان هذا الامر سيبذل الجهد فيه بشكل سيء جدا لجعل الكراهية ما بين شعوب الخليج نفسها, وبعد ان تستقر هذه الكراهية كما هي بين الكويت والعراق – أرجو ان لا نضحك على أنفسنا فهذه حقيقة – فأرجو ان لا يكون قد بدأ الدور على اليمن ودول "مجلس التعاون" وهذا لم ولن يحصل لو فكرنا كدول خليج عربي او كجزيرة عربية بالتفكير الأممي كأمة, ارجو ان نتدارك ذلك وارجو ان لا اكون مصيبا في وجهة نظري ورؤيتي. 

السابق
الإدارات العامة في لبنان: بين الفساد المستشري والإصلاح المرجو
التالي
حراك شيعي في «لحظة ضبابية»(2) ملامح تجمُّع مدني في بيروت يتصدّى للشيعية السياسية …