الديار : بري : نرفض حصر الحوار بسلاح المقاومة

 

حزب الله : من يرفض الحوار يعكس نزعة استبدادية
جنبلاط : نظرية الأنظمة الممانعة لا قيمة لها

كتبت "الديار" تقول ، البلاد في إجازة حتى الاول من آب موعد عودة رئيس الحكومة من اجازته والتي من المتوقع ان يجري على هامشها سلسلة لقاءات مع مسؤولين عرب واوروبيين بالاضافة الى مسؤولين في الادارة الفرنسية لبحث مجمل الوضع اللبناني والتأكيد على التزام لبنان بالقرارات الدولية.
وحتى الأول من آب، فإن البلاد مقبلة على طقس حار مع توقعات بارتفاع في درجات الحرارة خلال الايام المقبلة سيلامس على حد ما اعلنت مصلحة الارصاد الجوية درجة 42، وهذا ما يفرض على الحكومة ووزارة الداخلية سلسلة من الاجراءات لتفادي الحرائق والحالات الصحية للمواطنين.
في المقابل، تتجه الانظار السياسية الى ما سيقوله الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته غدا بذكرى انتصار حرب تموز في الضاحية الجنوبية وقبل ايام من موعد انتهاء مهلة تسليم المطلوبين الى المحكمة الدولية حيث سيتطرق السيد نصرالله الى مجمل هذه الملفات.
كذلك سيشهد الاول من آب محطة بارزة تتمثل في الاحتفال في عيد الجيش اللبناني والكلمة التي سيلقيها الرئيس ميشال سليمان الى اللبنانيين.
وبانتظار الاول من آب، بقيت المناوشات السياسية الداخلية بين قوى 8 و14 آذار حول طاولة الحوار والتعيينات والمحكمة الدولية، كما سجل كلام لرئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط تضمن اشارة ثانية تطال الملف السوري بعد الاشارة الاولى التي وجهها من موسكو، واصفاً ما يجري "بالثورة" حيث دعا امس ومن راشيا وفي حضور قيادات 14 آذار، النظام السوري الى الاسراع في تطبيق الاصلاحات، متحدثا عن خارطة طريق لخروج سوريا من ازمتها.
وقال: وحدها الشعوب الحرة تحرر الشعوب المضطهدة او المقهورة ونظرية الانظمة الممانعة لا قيمة لها، وحدها الشعوب الحرة هي التي تستطيع ان تمد اليد الى الشعوب المقهورة والمحبوسة والمكسورة.
واضاف جنبلاط: وقبل ان يتقدم احدهم في الدولة من جديد لمحاسبة احد الامنيين، نقول لكل الدولة اللبنانية بأمنييها وسياسييها: نريد الحقيقة حول اختفاء المقاوم العربي شبلي العسيمي من عاليه.
واذ اشار الى ان سهل حوران اليوم جريح وسوريا جريحة، وضع جنبلاط برنامجا اصلاحيا اعتبر فيه ان شفاء سوريا بمحاسبة ومعاقبة المسؤولين عن الارتكابات والجرائم في حق الشعب السوري والتي انطلقت من درعا، داعيا الى اطلاق سراح جميع المعتقلين السابقين والحاليين ووقف اطلاق النار على المتظاهرين، وإدانة كل عمل مسلح على المنشآت او المؤسسات او على الجيش العربي السوري، وإدانة كل كلام او عمل طائفي تحريضي من هنا او من هناك، اذ شدد على وضع دستور جديد يسمح بتعدد الاحزاب ويفتح الآفاق للطاقات الهائلة للشعب السوري امام التنوع والتحديث من اجل زيادة الممانعة السورية، رافضا اي تدخل اجنبي.
وقال: "هذه افكار، افكار كل الشعب السوري، وايضا وردت في الوعود المتتالية للرئيس السوري، لكن يبدو ان البعض في النظام لا يريد ترجمة هذه الوعود من اجل سوريا افضل. يا اهل درعا، يا اهل الشام، يا أهل سوريا، احزانكم احزاننا وافراحكم افراحنا".
وعن حادثة رواها الشيخ علي زين الدين حصلت في قطنة، اوضح جنبلاط: "وصلتني ربما معلومات مغايرة، فقد قام البعض من المهووسين في قرية من قرى بني معروف بالتعدي على اهل قطنة، وجرى تلاسن واطلاق نار، ثم تدخلت السلطة، عندما جرى الاعتداء على بعض من وجهاء قرية عرنة، المهم ان السلطة تدخلت لوقف الفتنة، لكن اقول لكم يا اهل العرفان، يا بني معروف في لبنان وفي سوريا في اللحظة التي ندخل فيها في مشروع الفتنة، مع اهلنا في لبنان، بغض النظر عن انتمائهم او مع اهلنا في سوريا، يكون هذا انتحاراً سياسياً وفناء سياسياً، وخطراً على الوجود السياسي والحسي لبني معروف".
ولفت: "نحن شعب واحد في سوريا، فانتبهوا من هنا او هناك من اي مفتن او مغرض او اي رأي يريد تحميس بعض منا في مواجهة الآخر، نرفض هذا كما رفضنا الفتنة في 11 ايار في اوج التمحور الداخلي آنذاك في لبنان.
واكد بأنه لا بديل عن الحوار في لبنان وليكن الحوار قاعدة، كما اشار السيد نصرالله وكما اشار الشيخ سعد الحريري كل على طريقته.
ورد رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون على كلام جنبلاط دون ان يسميه بالقول: لا يمكننا الاستمرار كوطن من دون هذه القوة الممانعة ومن دون الدعم للمقاومة. واشار الى ان مستقبل لبنان مرتبط ارتباطا وثيقا بديمومة المقاومة وقوة الممانعة للسياسة الاسرائيلية، لأن اسرائيل الموجودة على الحدود اللبنانية هي دولة عدوانية لا تريد الا السيطرة والتوسع.
على صعيد آخر، فان الدعوة التي أطلقها امس الرئيس ميشال سليمان لاستئناف طاولة الحوار ما زالت موضع تجاوب وتأييد من الاكثرية ورفض من المعارضة.
وفي هذا الاطار اكد الرئيس نبيه بري مرة اخرى على موضوع الحوار وضرورته، مجددا الاستعداد للمشاركة في هذا الحوار وقال لـ"الديار": أصلاً نحن في لبنان ليس بيننا عداوة، وهناك خصومة سياسية ولا توجد عداوة، وبالتالي فإن الحوار في ما بيننا امر طبيعي ومطلوب، فكيف اذا كنا نمر بمرحلة دقيقة وحساسة.
وردا على مقولة البعض في الفريق الآخر وحججه حول وجوب تنفيذ مقررات طاولة الحوار السابقة قال بري: نحن مستعدون لمناقشة كيفية تنفيذ هذه المقررات، بل ان ذلك يشكل حافزا للحوار في ما بيننا بالاضافة الى مناقشة الاستراتيجية الدفاعية، رافضا مطالبة البعض بحصر الحوار في ما يسمى موضوع سلاح حزب الله.
اما في شأن المطالبة برزنامة زمنية للحوار، رأى الرئيس بري ان هذا الامر غير منطقي وان الحوار هو نفسه يحدد الامور. واوضح انه ليس هو من يضع جدول طاولة الحوار بل رئيس الجمهورية.
فيما لفت عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي الى ان طبيعة لبنان التعددية تفترض بحد ذاتها ان يكون الحوار شأنا بديهيا وطبيعيا، معتبرا ان استبعاد الحوار يعني الذهاب الى الوجه الآخر والوجه الآخر الذي هو نقل الاختلاف من كونه خلافا الى جعله صراعا بأشكاله المختلفة.
واشار الموسوي الى ان من يرفض الحوار هو في حقيقة الامر يعكس نزعة استبدادية وفردية وآحادية وهو لا يؤمن على نحو الحقيقة بالتعددية اللبنانية وانما يريد ان يكون في لبنان رأي واحد وموقف واحد، لذلك هو لا يرى جدوى من الحوار.
وشدد على ان الاصوات التي ترفض الحوار فهي انما تكشف عن مشروع الاستبداد الذي يقول: "إما ان تكون كما أنا وإلا فأنت انقلابي وغير مؤهل لتكون شريكاً في الوطن".
في المقابل، واصلت قوى المعارضة التأكيد على قبولها الحوار بمادة واحدة ووحيدة وهي مناقشة سلاح حزب الله ووضع مهلة زمنية لهذا الموضوع للتنفيذ بإشراف الجامعة العربية.
وعلى صعيد آخر، قال النائب محمد رعد: ان مياهنا الاقليمية هي بالنسبة إلينا كمزارع شبعا وتلال كفرشوبا، وان كنا لسنا الجهة التي تحدد مساحة مياهنا الاقليمية، وإنما الدولة هي التي تحدد هذه المساحة، لكن اذا تعرضت هذه المساحة لأي تهديد او خطر او عدوان من العدو الاسرائيلي، فإن المقاومة جاهزة للقيام بواجبها.
أخيرا ، وقعت ليل امس اشتباكات بالعصي والحجارة بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري في محيط السفارة الايرانية وامتدت صعودا حتى محيط السفارة الكويتية، وعلى الفور تدخل الجيش اللبناني وعمل بسرعة على ضبط الوضع وإعادة الهدوء الى المنطقة وسير دوريات راجلة ومؤللة.
واشار مصدر امني الى سقوط بعض الجرحى اصاباتهم طفيفة. 

السابق
المستقبل : 14 آذار تؤكد أن سلاحه غير شرعي منذ أن تغيّرت وجهة استعماله من إسرائيل إلى الداخل
التالي
اللواء : الحوار يترنّح··· وبهية وأحمد الحريري إلى موسكو