هوس السلطة

حين شاهدت اللقاء المصور الذي جمع بين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والسفير الأميركي في صنعاء، قبل أيام، تذكرت ان "آخر ما يخرج من قلوب الصديقين، حب السلطة".
الرجل وبعدما نجا من الموت بأعجوبة اثر محاولة الاغتيال التي تعرض لها، بدا أمام الكاميرا محروق الوجه واليدين حتى انه كان يلبس "شحّاطة" وبدت احدى قدميه من دونها.
حُفرت هذه الصورة في ذاكرتي ولعلي لن أنساها مطلقاً إذ جعلتني افتكر في هذه الدنيا واستذكر قول كبارنا "لا أحد يأخذ معه شيئاً".
صورة أخرى استوطنت ذاكرتي، هي صورة لمعمر القذافي "يتنهد" بعد رشق من الكلام الثوري والتهديدات والشتائم لشعبه.
الرجل المطارد من ثوار بلاده ومن قاذفات القنابل التي تلاحقه والتي تسببت مؤخراً في مقتل أحد أبنائه وثلاثة من أحفاده.
هل تستحق السلطة كل هذه الآلام؟ هل تستحق كل هذه الدماء، هذه الدموع، هذه الأحقاد؟
لن أعرف الجواب أبداً، ولن أعرفه طالما اني لن أصل يوماً الى تلك الكرسي التي يرفع أرجلها الأربع، شياطين أربعة يوسوسون في رأس الجالس عليها فإما يُطاح رأسه أو يطيح هو رؤوس الآخرين دونها.
علي عبدالله صالح هو الآن أكثر من رجل محروق. هو رجل محروق على السلطة. ومعمر القذافي هو الآن سلطة غير متعقلة. بئر نضبت مياهها.
ان يخرج شعب ليقول لحاكمه "ارحل" فذاك قول لا جواب له غير "استودعكم الله"، عسى ان يسترد الله وديعته.

السابق
سوريا: إنتفاضة حقوق لا مكونات طائفية
التالي
الانترنت يحل محلّ ذاكرتنا