الاعتداء البحري الاسرائيلي مناسبه لتكريس اجماع وطني

اذا كان الاعتداء الاسرائيلي على بحر لبنان ونفطه في بدايه عهد حكومة نجيب ميقاتي ينظر اليه كأول امتحان حقيقي للسياسه الخارجيه للحكومه العتيده وما اذا كانت ستنجح في تحصيل الحق اللبناني من العدوالذي دأب على انتهاك برنا وبحرنا وجوّنا منذ عقود، فان هذا الاعتداء أيضا سوف يكون امتحانا داخليا للحكومه أيضا حول ما اذا كانت ستنجح في تحقيق اجماع وطني في مجابهة الاطماع الاسرائيليه يزيل الانقسام الحاصل ويكون مقدمه لاستعادة اللحمه الوطنيه .

"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " هذا ما ورد في الحديث الشريف وهو ما يجب أن تستغله الحكومه الميقاتيه بأسرع ما يمكن,وغني عن القول أن الدبلوماسيه الخارجيه جل ما تحتاجه اليوم أن يظهرلبنان موحد تحت شعارالدفاع عن حقوقه المائيه التي يحاول أن يغتصبها العدو الاسرائيلي.

واذا كان من حسن الحظ أن يكون على رأس وزارة الخارجيه اليوم الوزيرعدنان منصور لما يعرف عنه من خبره وطول باع في السلك الخارجي اللبناني,فان استكمال العمل الحثيث من قبل الوزير العتيد ووحكومته يتطلّب تحويل مهمة التصدي للعدوان البحري الاسرائيلي الى "قضيه وطنيه "، اذ أن استحضار البعد الوطني في هذه المرحله الدقيقه من تاريخ لبنان والانقسامات ضاربة في صفوف أبنائه لتصل الى حدود قصوى لم تصلها من قبل ,سوف يحدث ارتدادات ايجابيه على أكثر من صعيد.

اذن هذه المعركه الجديده مع العدو الاسرائيلي تتطلّب عملا سريعا ونوعيا من قبل الدوله وأركانها ومؤسساتها الذي لا بد أن يترجم بتحشيد الحكومه لاداراتها ووزاراتها وتذخيرها بكل ما يلزم ماديا ومعنويا من أجل السير بهذه المهمه الوطنيه الجليله نحو النهايه المرجوّه التي يمكن أن تكلل بنصر دبلوماسي للبنان على اسرائيل يضاف الى النصرين العسكريين اللذين حققهما عامي 2000و 2006 .

واذا كان للمقاومه في المرحله السابقه الدور الاساسي في تحقيق الانتصارات العسكريه,فان هذه المرحله من الصراع مع العدو والمعركه سياسيه بامتياز تقتضي من المقاومه الافساح بالمجال أمام المعركه الدبلوماسيه التي سوف يكون مسرحهاالمحافل الدوليه لا ميادين الجنوب ودساكره, مع التسجيل أن حضورالمقاومه القوي أيضا سوف يظل سلاحا دبلوماسيا ومرجّحا لا يستهان به .

هي فرصه ذهبيه اذن للدوله والمقاومه معا للاستفاده منها من أجل تحويل الانتهاك الاسرائيلي لحقوقنا المائيه الى قضيه نضال عادله تحقق اجماعا وطنيا حول الدوله وحكومتها من جديد بعد أن بلغ الانقسام السياسي والشعبي أوجه في مايبدو أنه اليوم أنه اذا ما استمرفي ظل الأوضاع المضطربه في المنطقه والعالم العربي تحديدا ينذر بخراب كبير.

السابق
كليلة اللبناني يلتهم دمنة العربي
التالي
الاستونيين السبعة سلموا للفرنسيين من سهل الطيبة وليس من عرسال كما جاءت المعلومات السابقة