آيلاند الاسرائيلي : الخطأ هو بضرب حزب الله فقط.. لبنان كله عدو

قال رئيس مجلس الأمن القومي «الإسرائيلي» السابق، غيورا آيلاند، إن «إسرائيل» لن تنتصر على حزب الله في الحرب القادمة، إذا لم يتم إستهداف البنى التحتية اللبنانية والجيش اللبناني، وعزا "الهدوء" على الجبهة الشمالية، إلى التطورات اللبنانية والسورية الداخلية، وليس لحرب لبنان الثانية في العام 2006
.
وأجرت صحيفة "هآرتس" من يومين، لقاء مع آيلاند عشية الذكرى الخامسة للعدوان على لبنان التي تصادف اليوم، وأشارت إلى أن آيلاند أنهى مهامه كرئيس لمجلس الأمن القومي فترة وجيزة قبل اندلاع العدوان، وأنه شارك في التحقيقات الداخلية في الجيش، في أعقاب العدوان.

حرب فاشلة
وقال آيلاند، إنه لم يبدل رأيه بأن الحرب كانت فاشلة على صعيد تحديد الأهداف إضافة إلى الخلل في أداء الجيش والمستوى السياسي الذي حدَّد أهدافاً غير واقعية، حسب تعبيره. وقال إن أداء الجيش كان إشكالياً وأن العلاقة ما بين الجيش والمستوى السياسي كان إشكالياً أيضاً وكذلك الرؤية الإستراتيجية للحرب وعدم ضمان الدعم الأميركي مسبقاً وقبل الحرب، إضافة إلى الفشل الإعلامي.

ورداً على سؤال بأن الجيش أستنتج العبر من الحرب، وأظهر قدرات مختلفة في الحرب الأخيرة على غزة، قال آيلاند، إن "هناك بعض الأمور التي تمت معالجتها، إذ عاد الجيش إلى التدريب بأطر واسعة، أمور كثيرة أتخذت لعدم تكرار الأخطاء… لكن لا يمكن القول بثقة إن بمقدورنا أن نكون هادئين بالنسبة للتحديات المقبلة، ففي بعض الأمور قام الجيش باستنتاج العبر باتجاه مبالغ فيه".

لبنان العدو
ويرى آيلاند أن أحد أهم أسباب الفشل في الحرب، كان في مسألة تحديد العدو، إذ تم تحديد حزب الله كعدو رئيسي وتمت محاربته، فيما أن حكومة لبنان وجيشها وبناها التحتية كانت "خارج اللعبة". وقال إنه وفق قواعد اللعبة هذه، ليس بمقدور إسرائيل الانتصار في الحرب، وتابع: "إذا اندلعت غداً حرب لبنان ثالثة وتصرفنا وفق قواعد الحرب السابقة، فلن تكون للجيش فرصة للنجاح". وأضاف: «صحيح أن الجيش طور قدراته، لكن التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثير، فلديهم كمية أكبر من القذائف مما كان لديهم في السابق، وهي أكثر دقة ومداها أبعد ومخفية بصورة أفضل".

وقال إنه إذا تم التصرف في الحرب المقبلة وفق "المفاهيم" ذاتها، التي كانت في الحرب السابقة، فقد ينجح الجيش في استهداف حزب الله بصورة أفضل مقارنة بالحرب السابقة، لكن حزب الله سيقصف الجبهة الداخلية بشكل أوسع، لذا لن يحقق الجيش انتصاراً.

لذا يرى آيلاند أن التهديدات والحرب يجب أن تكون ضد الدولة اللبنانية، لأن لا أحد يرغب بدمار لبنان بما في ذلك سوريا وإيران. وأضاف أن "الرافعة الأساسية" هي قدرة الردع قبل أن تندلع الحرب إضافة إلى ضرورة تحقيق الانتصار بسرعة من خلال القول إن دولة لبنان تتحمل مسؤولية النيران التي تطلق من أراضيها. وزعم أن هذا الأمر صحيح أكثر اليوم، بعدما أصبحت «سيطرة حزب الله على الحكومة اللبنانية أقوى»، حسب تعبيره.
وقال، إنه لا يعتقد بأن لدى القيادة «الإسرائيلية» في الوقت الراهن الوضوح الكافي في كيفية إدارة المعركة في الشمال وكيفية الوصول بسرعة إلى الهدف المطلوب. وأضاف أن الاعتقاد بأن التطور التكتيكي لدى «إسرائيل» بمقدوره تحقيق نتائج مختلفة عن الحرب السابقة، هو اعتقاد خاطئ.

خدع إعلامية

ورداً على سؤال بأن المجتمع الدولي لن يقبل بتدمير البنى التحتية في لبنان، قال آيلاند أن الأمر يتعلق بكيفية عرض الأمور، وإنه إذا أظهرت «إسرائيل» للعالم، قبل الحرب، بأن حزب الله يستخدم المدنيين فإن العالم سيتفهم الرد "الإسرائيلي".
وقال إن استمرار المعركة لفترة تتجاوز الأسبوعين، ستتسبب بأضرار غير محتملة في الجبهة الداخلية وذلك يعني الخسارة "لإسرائيل"، لذا فإن الحل البديل هو مهاجمة لبنان بصورة تدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بوقف إطلاق النار خلال يومين.
وقال إن «إسرائيل» تتبع خطاً إستراتيجياً صحيحاً في ما يخص خيار المبادرة للحرب، إذ لم تقم بحرب أو هجوم إلا في حال واجهت خطراً إستراتيجياً وجودياً، مثل مهاجمة المفاعلات النووية العراقية والسورية.

السابق
خريطة طريق لاتّهام حزب الله باغتـيال الحريري
التالي
الإيطالية وتدريب على مكافحة الحرائق