السفير: البعث بين متنافسين … في تعددية سياسية اللقاء التشاوري السوري يمهّد لتعديل الدستور في آب

تتحرك عربة «اللقاء التشاوري» الاحد المقبل بمن حضر، وسيجلس ما يقارب 244 مدعوا على كراسيهم بحضور ضيوف من خارج البلاد، ويبحثون في أوضاع سوريا الراهنة، كما جملة من القوانين من بينها التعديلات الدستورية المقترحة، والتي تتوج بجلسة برلمانية في آب المقبل، وتنقل الدستور من وضعه الراهن إلى آخر أوسع أفقاً، يسمح بتعددية سياسية، تمهد لفرص مناقشة تغيير دستوري حين تنضج الحياة السياسية في سوريا، وفق ما يقول مسؤول سوري رفيع المستوى لنا

وفيما يجري ذلك، من المرجح أن تجتمع كوادر حزب البعث في مؤتمر قطري عاجل، ينتخب لجنة مركزية جديدة للحزب وأخرى قطرية، تكيفا مع القوانين الجديدة التي ستفرز لا محالة مناخا جديدا على المستويات السياسية والاقتصادية في البلاد، يصبح فيها حزب البعث العربي الاشتراكي منافسا على السلطة لا محتكرا لها، وفق المسؤول السوري الذي يؤكد «أن الحزب يجري حوارات داخلية، تمثل الأطياف المختلفة للحزب، والتي لها رؤى مختلفة للإصلاح في البلاد» و«يستعد للتأقلم مع المتغيرات»، فيما بات بحكم المؤكد تأجيل الانتخابات البرلمانية حتى تصبح «الحياة السياسية متبلورة وتخرج الأحزاب السياسية الجديدة إلى النور».

ووفقا للمعطيات الأولية فإن الشكلين الوليدين نسبيا للسلطة
والمعارضة سيصقلان خلال الشهرين المقبلين. فبينما تصبح السلطة هي سلطة الدولة السورية، المنفصلة عن سلطة الحزب قانونيا، ستقوم المعارضة المشتتة بتجميع صفوفها، سواء عبر فرز الشارع أو ترتيب بيوت النخب الفكرية وفق أحزاب محددة، وذلك من دون تيار ديني، كما يبدو، ممثل لجماعة الإخوان المسلمين التي يبدو للبعض أنها أطلقت على مؤيديها النار بحضور ممثلها لقاء باريس وذلك من وجهتي نظر السلطة والمعارضة.

وأمس أكدت المعارضة المتمثلة بهيئة التنسيق للتغيير الوطني الديموقراطي بالإجماع رفضها حضور اللقاء التشاوري، معللة ذلك بالأسباب المعروفة من «عدم توفر مناخ مناسب للحوار». وهو رفض قبلته هيئة «الحوار الوطني»، راضية عما بذلته من جهود ولا سيما اللقاءات المكوكية لعضو الهيئة الاقتصادي منير الحمش مع منسق هيئة التنسيق المعارضة حسن عبد العظيم ومنسق لجنة اللقاء الوطني لؤي حسين وآخرين بهدف الاستماع لرؤيتهم وإقناعهم بالحضور.

وقال مصدر في الهيئة لـ«السفير» إنها كانت «حريصة على حضور ممثلي المعارضة المنظمة، وإنها بذلت جهودا في سبيل ذلك»، ولكن من دون أن يعني أن غياب الصوت المنظم فيها غياب رأيها، موضحا أن «ثمة مدعوين أكدوا حضورهم ممن يمكن اعتبارهم من المعارضة غير المنظمة»، لافتا إلى أن الحوار الوطني عموما لا يقتصر على المعارضة كونها «لا تمثل سوى جزء بسيط من التكوين المجتمعي». واعتبر أنه أيا كان الحضور فإن «الإصلاح مستمر، وإجراءاته قيد النقاش».

وأمس كانت لائحة المدعوين تكبر من مكان، وتتقلص في مكان آخر. فبينما كان بعض أقطاب المعارضة يعلن اعتذاره عن المشاركة في اللقاء، وآخرين يبقون على هواتفهم مغلقة تجنبا لقول رأي فصل، كانت تتم بالكثافة نفسها دعوة مستقلين يمثلون الكفة الأكبر من اللقاء، ويعبرون عن خلفيات متنوعة من المعارضة الصريحة، ولكن غير المتحزبة إلى الاصطفاف الفكري والعقائدي مع السلطة.
ويأمل المنظمون أن يوفر هذا التنوع مناخا حيويا للحوار، يسمح بخروجه بنتائج، بين أبرزها رفع مقترحات القوانين الجاهزة بحيث يتم إقرارها، سواء عبر سلطات الرئيس الدستورية أو عبر مجلس الشعب في جلسة تعقد نتيجة تأجيل الانتخابات العامة في آب.

ووفقا لما أوضحه مسؤول سوري رفيع المستوى لـ«السفير» فإن هذه الانتخابات مؤجلة الآن حتى «تتبلور الحياة السياسية وتخرج الأحزاب الجديدة إلى النور»، مشيرا إلى أن التعديلات الدستورية التي ستجري على أبعد تقدير الشهر المقبل، ستسمح لقانون الأحزاب الجديد بالحياة، وبالتالي ستهيئ المناخ لنشوء تيارات سياسية منظمة تتنافس مع حزب البعث في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ولا يخفى في هذا السياق التحدي الذي يمثله هذا لحزب لم يخض منافسات فعلية منذ عقود من الزمن، مشيرا إلى أن ماكينة الحزب تتهيأ في حواراتها الداخلية لخوض هذا الأفق، وهو ما يمكن أن ينتهي إلى إعلان موعد جديد لمؤتمر قطري يسمح للحزب بمناقشة هذه التحولات وإقرارها.

إلى ذلك، (أ ف ب، أ ب، رويترز، أ ش أ) دعا الناشطون على صفحة «الثورة السورية 2011» على «فيسبوك» إلى تظاهرات في سوريا غدا الجمعة أطلقوا عليها شعار «لا للحوار». وقالت «لجان التنسيق المحلية للمتظاهرين»، في بيان، «إن اللقاء المذكور (التشاوري) وكل ما ينبثق عنه لا يشكل بحال من الأحوال حوارا وطنيا حقيقيا يمكن البناء عليه».

وقال وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، لوكالة «مهر»، «الجمهورية الإسلامية لديها موقف مبدئي وتعتقد أنه في أي بلد بالعالم، سواء في البحرين أو ليبيا أو غيرهما، ينتفض الغالبية من أبناء الشعب من اجل مطالب مشروعة، بأنه يجب تلبية مطالبهم». وشدد على «ضرورة التمييز بين الانتفاضات الشعبية وتحركات عدة قليلة في بعض الدول بدعم من بعض الجهات لاستغلال الأجواء الحاصلة من الثورات الشعبية بالمنطقة، كما هي الحال مع الوضع في سوريا». وأضاف «إذا كانت لدى غالبية الشعب السوري مطالب مشروعة ينبغي على حكومة بشار الأسد تلبيتها، وقد فعلت ذلك ووفت بوعدها بتحسين الأوضاع».

وأعلن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد، في بيان، أن «التحذير من السفر إلى سوريا سيبقى قائما». وأضاف «على عكس المزاعم التي نقلتها بعض التقارير الإعلامية المدفوعة سياسيا، فإن التحذير من السفر إلى سوريا ليس له أدنى علاقة بالسياسة، وهو استجابة بحتة للمعاملة التي تلقاها المواطنون الأميركيون في سوريا وللمخاطر التي تمثلها المشكلات الجديدة بسبب الوضع الأمني. لقد أوضحت الولايات المتحدة دعمها لانتقال سياسي وللمزيد من الحرية في سوريا، كما قامت بإجراءات أخرى لتشجيع السلطات السورية على معالجة المطالب الشعبية في التغيير والحرية».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في حماه قوله «قامت مجموعات مخربة في حماه أمس (الأول) بقطع طرق ونصب الحواجز وإشعال الإطارات في عدد من أحياء المدينة والقيام بعمليات تخريبية وإحراق باص نقل داخلي على طريق حلب – حماه».

وأضاف إن «قوات حفظ النظام تدخلت لإعادة الأمن والاستقرار إلى المناطق التي شهدت عمليات قطع طرق وتخريب فتعرضت لهجوم من قبل مجموعات مسلحة بقنابل مولوتوف ومسمارية وإطلاق رصاص، ما أدى إلى اشتباك مع هذه المجموعات استشهد على أثره أحد عناصر قوات حفظ النظام وأصيب 13، كما جرح عدد من المسلحين وألقي القبض على البعض منهم».

وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا عمار القربي في بيان «ارتفع عدد قتلى (أول من أمس) في حماه إلى أكثر من 22 شهيدا، ووصل عدد الجرحى إلى 80». وقال نشطاء إن بعض الدبابات تحركت لتتمركز في مواقع بعيدة عن المدينة. وقال مقيم إن «قوات الأمن تتركز الآن بصورة أساسية حول مقر حزب البعث ومقر قيادة الشرطة ومجمع أمني»، فيما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الجيش دخل إلى مناطق جديدة في جبل الزاوية بمحافظة إدلب.

وأعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن أن وفدا من اللجنة دخل إلى درعا وإدلب بهدف إجراء «تقييم سريع للاحتياجات من اجل التمكن من نقل مساعدة في اقرب وقت» إلى السكان. وأوضح انه عندما تنقل بعثة التقييم استنتاجاتها فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ستتمكن من إيصال المساعدة إلى سوريا. وتابع «إنها مجرد مسألة تنظيم»، مشيرا إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر قدمت أثناء زيارتها إلى درعا وإدلب أدوات إسعاف أولية إلى السكان.

وذكرت «سانا» أن «الفعاليات الشعبية والأهلية والشبابية في المحافظات واصلت نشاطاتها الوطنية للتعبير عن دعمها لبرنامج الإصلاح الشامل بقيادة الرئيس بشار الأسد، ورفضها لمحاولات التدخل الخارجي وحملات التحريض الإعلامي ضد سوريا بهدف النيل من مواقفها الوطنية والقومية». وأشارت إلى أن «هذه الفعاليات نظمت مسيرات شعبية واعتصامات ووقفات تضامنية في درعا وحمص وطرطوس واللاذقية، كما تواصلت حملات دعم الليرة السورية في معظم المحافظات». وذكرت أن مئات الآلاف شــاركوا في حـلب برفع علم سوري بطول 2300 مـتر.

وذكرت «سانا» أن الرئيس السوري بشار الأسد بحث خلال اتصال أجراه بملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة «الأوضاع في كل من البحرين وسوريا». وأكد الأسد «دعم سوريا لحوار التوافق الوطني البحريني الذي دعا إليه الملك حمد ولكل ما من شأنه حفظ الأمن والاستقرار في مملكة البحرين الشقيقة».

السابق
احراق واجهة مبنى بلديــــة ميفدون اعتراضا على المكب
التالي
النهار: الاحتقان ينفجر مشادات بين 8 آذار والمعارضة و 58 نائباً يرسمون المشهد المأزوم قبيل الثقة