حكومة بلا مرا تخلّف ورجعة لورا

قبل أن ينتصف النهار بنحو نصف ساعة، بدأت بعض النساء توزيع مناشير على السيارات المارة قرب جريدة النهار. ورقة بيضاء صغيرة كُتب عليها: «توقفوا عن العمل. أوقفوا سياراتكم وأطلقوا الزمور وترجلوا منها لمدة خمس دقائق، يوم الثلاثاء (أمس) الساعة 12 ظهراً احتجاجاً على عدم توزير المرأة في الحكومة». يعلّق أحد المارين: «شو بدكن بوجع الراس».

ديانا تلحوق، إحدى الناشطات اللواتي شاركن في توزيع المناشير، ردت بالقول: «الحق معك. لكن يجب أن نتحرك حتى لا يعتادوا تهميشنا». رفضُ التهميش إذاً هو السبب المباشر للتحرك الذي دعت إليه الحركة النسائية في لبنان. لكن نسبة النساء المشاركات لم ترق إلى مستوى التهميش، وبدا للوهلة الأولى أن عدد الإعلاميين الذين حضروا إلى المكان فاق عدد النساء.

ديالا توجهت إلى السيارات التي اهتمت بالاطلاع على المناشير بالقول: «شجعوا المرأة». ناشطة أخرى طلبت من سائق أجرة إطلاق بوق سيارته، فنفذ طلبها ضاحكاً. التعليقات الساخرة كانت كثيرة: «تريدون تخريب البلد لمصلحة المرأة. المرأة على راسنا. نحن بأمر المرأة إذا كانت بجمالك». خلال توزيع المناشير، يسأل أحد رجال الأمن في «سوليدير» ديالا عمّا إذا حصل المنظمون على إذن، فتجيب بأن النشاط مرخص من وزارة الداخلية وبلدية بيروت. ثم يعلّق: «ماذا عن سوليدير؟».

الثانية عشرة إلا خمس دقائق، تقف النساء في وسط الشارع، وقد حملن لافتة كتب عليها: «حكومة بلا مرا تخلف ورجعة لورا»، يوازيهن صف من المصورين والإعلاميين، فيما اهتم بعضهن بإطلاق أبواق سياراتهن المركونة جانباً.

الأبواق انطلقت أيضاً من السيارات التي وجدت نفسها فجأة عاجزة عن متابعة سيرها. أُطلقت اعتراضاً على قطع الطريق، لا تضامناً مع مطالب النساء؛ فمعظم الذين اضطروا إلى الوقوف فجأة، لم يعرفوا بهذا النشاط. بعضهم بدا غاضباً. سألت إحداهن: «بعدكن عم تتجدبنو؟»، ثم ما لبثت أن أطلقت السباب.
النشاط لم يقتصر على وسط البلد. شارع الحمرا وساحة ساسين وبعقلين وصيدا كان لها نصيبها. تقول الناشطة منى إبراهيم إنه كان من المفترض أن تُقطع طريق الحمرا بواسطة السيارات. لكن نظراً إلى ضيق الشارع واكتظاظه، اكتفت النساء بالوقوف في وسط الشارع.

أما في ساسين، فكان عدد المؤيدات أكبر. لودي برباري، إحدى الناشطات، أعلنت أمام المؤيدات «رفض أي حسنة من المسؤولين»، مضيفة: «نريدهم فقط أن يحترموا شهاداتنا».

يذكر أن الجسم الطبي والقطاع المصرفي شاركا في النشاط بناءً على تعميمين من نقابة الأطباء وجمعية المصارف. كذلك توقف العمل في وزارة الداخلية لمدة دقيقتين بتوصية من وزير الداخلية مروان شربل. وفي وزارة البيئة، توقف الوزير ناظم الخوري عن العمل والرد على الاتصالات مدة خمس دقائق.

السابق
السيد: ميقاتي مسؤول عن إنصاف الضباط
التالي
قاعقعية الجسر: حملة توعوية لفرز النفايات