الحاج حسن في مؤتمر الفاو في روما: اضرار عدوان تموز 2006 قدرت ب 300 مليون دولار استراتيجية للنهوض بالقطاع الزراعي وتحديد الاولويات ولبنان في جهوزية لاستضافة مكتب المنظمة الاقليمي

رأى وزير الزراعة الدكتور حسين الحاج حسن، في كلمة لبنان التي ألقاها في الدورة السابعة والثلاثين لمؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، أنه "لا بد لنا من التوقف امام التحديات المستمرة التي تضغط على المزارعين ولا سيما الفقراء في منطقتنا وأهمها استمرار الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية ومصادرة الاراضي وحرق الاشجار ولا سيما الزيتون وتهجير السكان واستمرار القتل من خلال القنابل العنقودية التي تتفجر في الحقول والمراعي في الجنوب اللبناني والتي ادت الى جرح وقتل العشرات"، مشيرا الى ان "الاضرار المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء العدوان الاسرائيلي على لبنان في شهر تموز 2006 قدرت بحوالي 300 مليون دولار اميركي، كل ذلك دون اي محاسبة او رادع او مسؤولية من قبل المجتمع الدولي، وهذا أمر مؤسف يدعو الى تحمل الجميع مسؤولياتهم".

واشار الوزير الحاج حسن الى "تحديات تقلبات اسعار المواد الغذائية والعمل على الحد من التأثير السلبي على الامن الغذائي على المستوى القطري وعلى مستوى الاسرة"، لافتا الى "ان لبنان هو دولة مستوردة صافية للغذاء"، وقال: "نتيجة لأزمة الغذاء عام 2008 ومع اعادة ارتفاع اسعار معظم السلع الزراعية خلال النصف الثاني من العام 2010، سجلت فاتورة استيراد المواد الغذائية ارتفاعا بحوالي 70 في المئة مقارنة بالعام 2005، في حين ارتفع مؤشر اسعار السلة الغذائية الاستهلاكية بحوالي 16% في العام 2010، الامر الذي حتم علينا عددا من السياسات والاجراءات ابرزها زيادة القدرات الانتاجية والاستثمار في الزراعة".

ولفت الوزير الحاج حسن الى استراتيجية النهوض بالقطاع الزراعي للفترة 2010-2014 التي تم وضعها حيث تم تحديد الاولويات ومجالات التدخل الاساسية لتنمية هذا القطاع، اضافة الى تأمين الموارد المالية والبشرية اللازمة. كذلك تم التركيز على تطوير سلاسل الانتاج وتعزيز الرقابة وتحسين النوعية وتفعيل التصنيع والتسويق والتصدير للمنتجات الزراعية، ووضع برامج وآليات تسليف زراعي لصغار المنتجين. كذلك تم اطلاق عدد من البرامج من اجل تحديث البنى التحتية الزراعية ورفع كفاءة استخدام الموارد الطبيعية وخصوصا تلك المتعلقة بموارد المياه والتربة والغابات. وأعلن "أن العمل يتركز حاليا على اعداد البرنامج الوطني للأمن الغذائي بدعم من الفاو وبإشراك جميع الادارات المعنية".

واكد وزير الزراعة الدور الحيوي للنساء في مجالي الزراعة والتنمية الريفية، واشار إلى دراسة أنجزت حديثا في لبنان، تبين ان النسبة الاكبر من النساء في القرى (اقل من النصف بقليل) معنية بالزراعة الا انه يساء تقدير عملهن، اذ يعتبر امتدادا لدورهن على مستوى الاسرة. ويمثل عملها دخلا هاما للعائلة تخلق ايضا فرص عمل لذكور العائلة، وبالتالي فإن ذلك يحتم علينا التوقف امام احتياجاتهن ولعل ابرزها يقع في مجالات التدريب، واستخدام الخدمات المصرفية والادارة المالية ومهارات ادارية اخرى"، مشيرا الى انه "خلال الفترة 2007-2008 تم في لبنان تأسيس المرصد الوطني للمرأة في الزراعة والريف بالتعاون مع المعهد المتوسطي للزراعة سيام-باري، ويقوم المرصد حاليا بتأمين خدمات مختلفة ان على مستوى الادارة او التمويل او المعلومات من اجل تقوية قدرات المرأة في المناطق الريفية في لبنان، اذ لا يمكن تحقيق الامن الغذائي بدون تطوير قدرات المرأة الريفية".

وقد التقى الوزير الحاج حسن، الذي يترأس وفد لبنان الى روما للمشاركة في المؤتمر ال37 لمنظمة الفاو الذي يعقد في روما من 25 حزيران الى 2 تموز 2011، ويضم الوفد في عضويته كلا من القائم بأعمال سفارة لبنان في روما كريم خليل ومستشاري الوزير محمد ناصر الدين ومحمد الخنساء ومنسقة وزارة الزراعة مع منظمة الفاو المهندسة أمل صليببي، كلا من وزراء الزراعة في أثيوبيا والعراق والاردن وتم بحث التعاون الزراعي المشترك مع كل منهم.

وشارك الوفد في بداية المؤتمر في أعمال الاحتفال العالمي للقضاء على مرض الطاعون البقري حيث أعلن القضاء التام على هذا المرض الذي كان يفتك بالماشية و بالتالي تم اعلان العالم خاليا منه.

شارك الوزير الحاج حسن في انتخاب مدير عام جديد لمنظمة الفاو الذي فاز فيه المرشح البرازيلي الدكتور خوسيه غرازيانو دا سيلفا (Jose Graziano da Silva).

تهنئة مدير الفاو

وهنأ الوزير الحاج حسن المدير الجديد، مؤكدا "ان اللقاء اليوم يطرح قضايا محورية ويحملنا مسؤوليات جسام على مستوى اتخاذ توصيات وقرارات تأتي بتطوير نوعي لمقاربة القضايا المتعلقة بالامن الغذائي والتغير المناخي، وذلك من اجل تحقيق الهدف المتمثل في خفض الجوع والفقر في العالم الى النصف في حدود 2015 وهو الهدف الذي لم يتحقق حتى الآن، بل على العكس زاد عدد ونسبة الجياع في العالم، وكذلك نطرح مسؤولياتنا على مستوى عملية الاصلاحات التي تقوم بها المنظمة والتي نعتبرها مفصلية في تحديد اولويات عملها للمرحلة المقبلة".

وشدد على "ضرورة التقدم على مستوى الاصلاحات التي من شأنها ان تشكل انطلاقة جديدة لمنظمة أكثر فعالية، وكذلك على أهمية تأمين الموارد المالية المطلوبة لإنجاز الخطة والاستجابة الى اولويات واحتياجات الدول الاعضاء في هذه المرحلة"، وقال: "هنا يسرني ان اشير الى مبادرة المنظمة التي شاركنا فيها لتحديد اطار الاولويات الاقليمية لمنطقة الشرق الادنى والتي كانت فيها للدول نقطة الانطلاق في عملية التخطيط حيث عكست احتياجاتها واولوياتها في اطار الاهداف الاستراتيجية والنتائج التنظيمية التي وضعتها المنظمة، كما وعرضت لمجالات التعاون في المسائل ذات البعد الاقليمي".

وأكد "استكمال العمل على تحسين ادارة الموارد البشرية وتعزيز اللامركزية في المنظمة من خلال تعزيز شبكة المكاتب الميدانية بحسب ما جاء في توصيات الدورة الثلاثين للمؤتمر الاقليمي للشرق الادنى في الخرطوم، السودان. وأعلن جهوزية لبنان لاستضافة المكتب الاقليمي الفرعي لمنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة والاستعداد لتوفير كل الدعم والمساعدة المطلوبين من اجل انجاح عمله. كما ونأمل دعمكم في طلبنا هذا".

السابق
مخزومي: السلم الأهلي خط أحمر
التالي
خطة عسكرية للسيطرة على أسطول الحرية 2