فرغ الصينيون من التكنولوجيا.. فاستنسخوا أوروبا

شعر سكان بلدة هالستات النمساوية الساحرة، البالغ عددهم 900، بغضب عارم الأسبوع الماضي بعد أن كشفت الصحف عن خطة ترمي لـ«استنساخ» بلدتهم الصغيرة في الصين، بما في ذلك بحيرتها الشهيرة. فقد شرعت شركة «مينمتالز لاند ليميتيد» للتنمية العقارية، التابعة لـ«تشينا مينمتالز كورب»، أكبر شركة صينية لتجارة المعادن، في إعادة بناء هالستات جديدة في إقليم غواندونغ الصيني.

وقد أثارت السرية المحيطة بالمشروع الصيني مشاعر الريبة وسط الأهالي، الذين لم يعلموا بخطة بناء نموذج يحاكي بلدتهم سوى مطلع الشهر الحالي، على الرغم من إعلان الشركة الصينية أنها بدأت البناء في نيسان، حسب ما أكد رئيس بلدية هالستات ألكساندر شوتز.

ويتحدث أهل البلدة عن صينية مشاركة في المشروع تقيم في فندق يعود تاريخ إنشائه إلى 400 عام كشفت أمر الخطة، عن غير قصد، بعرضها رسوم وخطط المشروع ورسوماً طبق الأصل للفندق ولمعالم أخرى من البلدة، حتى شكل شرفات المنازل، على صاحبة الفندق الذي تنزل فيه.

وينقل شوتز عن سكان هالستات شعورهم بالغضب «ليس من الفكرة وإنما من الأسلوب»، إذ لا تروق لأحد فكرة أن فريقاً كان حاضراً في البلدة لسنوات، يجمع المقاييس ويلتقط الصور في السر. إنه أمر يذكّر بأفلام الجاسوسيّة. ومن جهته أبدى الكاهن الكاثوليكي ريتشارد كزوريلو استياءه من نسخ «كنيسته»، معتبراً أنه «على الأقل يجب إعلان الكنيسة الجديدة بيتاً لله»

وفيما أشار رئيس بلدية هالستات، التي فازت بتصنيف منظمة الأونيسكو كواحدة من مواقع التراث الإنساني بسبب جمالها الساحر، إلى أنه أخطر السلطات النمساوية والمنظمة بالقضية، نفى أن يكون تعهّد بالحيلولة دون إكمال المشروع الصيني.
ووسط مشاعر الغضب المسيطرة في البلدة، التي وصفها البعض بأنها تشبه مشاعر فنان سُرقت لوحته، قرّر عدد من الأهالي، ومن بينهم رئيس البلديّة إلى حدّ ما، رؤية النصف الممتلئ في الكأس. وانقسم المؤيدون بين من أعرب عن شعوره بالفخر من أن البلدة اجتذبت الأنظار، مع الحرص على التأكيد أن «هالستات تملك ثقافة تعود لقرون، وهذا أمر لا يمكن تقليده» أو «لا يمكن للصينيين بناء شيء بهذا الجمال»، وبين من وجد فيها دفعة اقتصاديّة جيّدة لا سيما مع اعتماد معظم سكان القرية في كسب العيش على السائحين الذين تقدر أعدادهم بمئات الآلاف سنوياً. وقد توقعوا أن يحث هذا الأمر السائحين حول العالم على زيارة «النسخة الأصليّة».

يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها شركة صينية محاكاة أو استلهام مدن ومناطق أوروبيّة، فبالقرب من شنغهاي هناك نسخات مصغّرة لبرشلونة والبندقية، وهناك جزء من مدينة تشنغدو مبني على غرار دورشستر البريطانيّة.

السابق
الحمام يميّز العدو من الصديق
التالي
نيويورك تشرع زواج المثليين