جماعـات تعيـش.. علـى نهايـة العالـم!

وجّهت دوائر رسمية فرنسية تحذيرات شديدة إلى الحكومة في باريس من خطر حصول موجة انتحار جماعي في صفوف شرائح واسعة من أصحاب الشخصيات الهشة والحساسة، وذلك مع انتشار الشائعات التي تُروّج لنهاية العالم في العام 2012، سواء عبر الانترنت أو مراكز الطوائف الدينية التي تنتشر في البلاد.

وقال جورج فينيش، رئيس وكالة «ميفيلودز» الرسمية المعنية بمراقبة الطوائف الدينية المختلفة في البلاد، إن الظاهرة بدأت تدخل مرحلة الخطر مع توافد آلاف الأشخاص إلى منطقة نائية يعتقدون أنها ستنجو من الحدث المدمر، مضيفاً أنه أخطر رئيس الحكومة بالأمر.

وكانت «ميفيلودز» أصدرت تقريراً مفصلاً حول الظاهرة، أكدت فيه أن تاريخ 21 كانون الأول 2012 هو التاريخ رقم 183 الذي يضرب فيه موعد لنهاية العالم. ويخشى فينيش من أن يكون هذا التاريخ بمثابة «رسالة رعب ذات تداعيات خطيرة».
وأشار فينيش إلى أن فرنسا شهدت في السابق موجات جماعية من الانتحار، وإن كان ذلك على نطاق ضيق، إذ انتحر عدد من الأشخاص في مدينة نانتز في العام 2002، على خلفية انتشار شائعات مماثلة، أما الحدث الأخطر فقد وقع في العام 1995 مع انتحار متزامن لـ74 فرداً من طائفة «معبد الشمس»، في عدد من دول أوروبا، بينهم 16 في فرنسا انتحروا حرقاً بالنار.

وحذرت الحركة، في تقريرها، من أن المخاطر تتزايد في أوساط تلك الجماعات الدينيّة، لأنها أكثر قدرة على الترويع والتلاعب من غيرها. ومع اللعب على عامل الخوف، الذي يزيد من نفوذها، تصبح تلك المجموعات أشدّ تعصباً وأكثر هستيرية. وهذا ما أكدّه، على طريقته، دومينيك لورنزاتو الذي أمضى أكثر من 20 عاماً وسط مجموعة دينية في مناخ «مدمّر».

لورنزاتو، البالغ من العمر 41 عاماً، أمضى أعوامه العشرين في مجتمع روحي مع «مبشّر» يدعى روبرت لودين، الذي حُكم بالسجن خمسة عشر عاماً بتهم سرقة واعتداءات جنسية. ويتحدّث لورنزاتو عن تجربته قائلاً «لو طلب مني لودين أن أقتل، لكنت قتلت»، لا سيما أن قدرات لودين كانت ترتكز على حرمان الأعضاء من قدراتهم على التمييز. أما الاجتماعات المسائيّة، التي تعقد يومياً، فقد كانت تستحضر نهاية العالم كركن أساسي في النقاش والتعبئة. ويروي لورنزاتو كيف كان لودين يشيع فكرة أنه مسكون بروح المسيح، الذي يطلب للمناسبة تضحيات مالية ضخمة ويعلن بانتظام نهاية العالم. وعندما تغيب هذه الفكرة لفترة، يسعى لودين إلى ترسيخ مفهوم تفوقه العقلي الذي يحمل أفكاراً مماثلة، وسط مجموعة مكونة من عشرين شخصاً.
ويلفت تقرير الوكالة إلى أن هذا النوع من المجموعات الصغيرة الملتفة حول شخص معيّن بات ينمو على نحو متزايد في مجتمعنا، مؤكداً ان هذه المجموعات تتجه لتصبح جزءاً من مجتمعات أكبر تتنامى على الصعيد الدولي.
ولفت فينيش إلى أن «ميفيلودز» لديها معلومات عن توافد آلاف الأشخاص إلى قرية تدعى بوغاراش في جنوبي فرنسا، بسبب اعتقاد عممته طائفة «مدرسة رامثا للتنوير» الأميركية، بأنها ستكون الملجأ الآمن شبه الوحيد على كوكب الأرض عند حلول نهاية العالم، مطمئناً إلى أن الوكالة تسعى إلى اتخاذ تدابير وقائية.
وتقترح «ميفيلودز» في نهاية تقريرها بدء العمل على بروتوكول يحكم السيطرة الطائفية على الانترنت، فضلاً عن تعزيز التعاون الدولي للحدّ من مخاطر تلك الجماعات وتأمين جهاز مراقبة يكثف نشاطه حتى يحين التاريخ المشؤوم في الـ2012.
وترتكز فكرة نهاية العالم إلى واقع أن التقويم التاريخي لحضارة المايا ينتهي في هذا التاريخ، الذي يتوقع أن تحصل فيه عملية اصطفاف نادرة للكواكب، ولكن وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» نفت بشكل قاطع وجود ظاهرة من هذا النوع خلال العقود المقبلة.

السابق
جموع الهشاشة وقربان الدم
التالي
حوافز للزواج.. للرجال المتزوجين!