مرض الـ «ميليديو» يصيب أوراق التبغ جنوباً

 لم يسلم موسم التبغ في الجنوب من الأوبئة وعوامل طبيعية، فقد تسببت الأمطار المتأخرة والطقس المعتدل والرطوبة، بإلحاق أضرار في حقول التبغ، تصل إلى نحو الأربعين بالمئة، بينما لا تزال أسعار التبغ على حالها منذ سنوات طويلة، حيث يدفع المزارعون ثمن علاج حقولهم، وتدني الاسعار في آن. ويبذل المزارعون المتضررون، وخاصة في ساحل صور وضواحيها، جهودا مضاعفة للسيطرة على مرض "ميليدو"، الذي أصاب حقولهم (يعرف بمرض البياض الزغبي)، عبر تسريع عملية قطف أوراق التبغ، التي تصل إلى مرتين في اليوم، حتى لا يتحكم المرض أكثر فأكثر بتلك الأوراق، وبالتالي يؤدي إلى تلفها. ويقول المزارع عبده أبو الخير: "إن موسم التبغ للسنة الحالية أصيب بأضرار كبيرة، سيتبين نتائجها أكثر عند تسليم المحصول، نظرا لتدني الجودة الناتجة عن المرض"، معيداً سبب تلك الخسائر إلى "المرض الهباط، الذي ضرب حقول التبغ، وخصوصا في الساحل. وهو ناجم عن استمرار تساقط الأمطار لأوقات متأخرة عن معدلها وارتفاع نسبة الرطوبة". وأكد على أن "الموسم سينخفض نتيجة الاضرار، ما ينعكس سلباً على المزارع في ظل ارتفاع أسعار الكلفة، المتمثلة باستئجار الأراضي والأدوية المعالجة للأمراض". ويلفت المزارع حسين بلحص إلى أن "موسم التبغ الحالي، الذي تعتمد عليه آلاف العائلات في الجنوب، تعرض لضربة قوية، نتيجة المرض الذي فتك به، والأكلاف التي يدفعها المزارعون على العلاج". وقال: "تصور أن اسعار التبغ التي تتسلمها "الريجي"، المحددة بمئة كيلو غرام لكل دونم كل عام، لم ترتفع ليرة واحدة، وبقيت على السعر ذاته الذي يترواح وسطيا من ثمانية إلى اثني عشر ألف ليرة لبنانية، فيما سجلت أسعار الأدوية، واستئجار الأرض، وكلفة غلاء المعيشة، أرقاما خيالية". ويشير الخبير الزراعي المهندس سليم مراد إلى أن "المرض، الذي حلّ بموسم التبغ في العام الحالي، هو مرض فطري يعرف بالـ "ميلديو"، ويصيب التبغ في المشتل والحقل. وهو من أخطر الأمراض الفطرية". وقال: "إن ما يساعد في انتشار المرض بشكل سريع درجات الحرارة المعتدلة، والرطوبة الزائدة، إضافة إلى الأمطار المتأخرة"، لافتاً إلى أن "من عوارض المرض الذي يضعف الإنتاج بنسبة تصل إلى الأربعين بالمئة، اصفرار السقف العلوي لورقة التبغ، وتشكل بقع رمادية (زغب رمادي) تؤدي إلى تلف الأوراق، وانخفاض نسبة الجودة التي يدفع ثمنها المزارع عند تسليم المحصول". ويؤكد مراد أن "المرض الذي يكافحه المزارعون على نفقتهم، حتى لا يتفشى أكثر، يبدأ بالانحسار مع ارتفاع درجات الحرارة ما فوق الـ 25 درجة مئوية من جهة، وعبر استخدام مواد معالجة كيماوية مثل "الماتلكسيل" و"الكلوروتلونيل". وقال: "إن خبراء من الريجي، يحثون المزارعين على التخلص من الرواسب. لكن ذلك لا يتطابق مع الواقع، حيث يلجأ المزارع مضطراً إلى رشّ مزروعاته بالمواد الكيميائية العلاجية، لضمان موسمه وتحصيل ما يدفعه بالحد الأدنى". تجدر الإشارة إلى ان زراعة التبغ في الجنوب تتركز في مناطق بنت جبيل، وصور، ومرجعيون، والنبطية. ويقدر عدد المزارعين الحاصلين على رخص من إدارة "الريجي" بنحو ثلاثة عشر ألف مزارع.
 

السابق
ظاهرة تفشي المخدرات في منطقة صيدا
التالي
نجيب ميقاتي الرئيس المكلّف يؤمن بالسياسة في خدمة الاقتصاد