الجمهورية: التأليف يتقدّم وسليمان يسمّي قُبَيل المراسيم

تصاعدت الإيجابيات أكثر فأكثر أمس على جبهة تأليف الحكومة، وعزّز هذا الإنطباع الزيارة الليلية المفاجئة التي قام بها المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل الى الرابية, حيث اجتمع مع النائب العماد ميشال عون حتى منتصف الليل, في محاولة لإقناع عون بترتيبات تسمح بإصدار مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة اليوم.

وقال مصدر معني لـ "الجمهورية" إنّ الأجواء إيجابية، وليس هناك احتمالات لانهيار ما اتُفق عليه منذ أمس الأول، وإنما هناك احتمالات تأخير، في الوقت الذي أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أمام زواره أنّ أجواء التأليف إيجابية من دون أن يدخل في التفاصيل.

وفيما نفى المصدر حصول أي اجتماع في بعبدا بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وكذلك في فردان بين رئيس الحكومة والخليلين أو غيرهما، تحدّث عن حركة مشاورات نشطة أجواؤها ايجابية، مستبعدا ولادة الحكومة قبل الاثنين المقبل.

غير أنّ مصدرا معنيا آخر قال لـ"الجمهورية" إن الساعات الـ12 المقبلة بحدها الأدنى والـ24 بحدها الأقصى ستشهد الولادة القيصرية للحكومة، وإلا لن تكون هناك أي مهلة متوقعة أمام عملية التأليف وستدخل البلاد في مساحة أخرى من الانتظار القاتل نظرا إلى حجم الملفات التي تنتظر اكتمال عقد السلطة التنفيذية.
وقال طبّاخون للتشكيلة الوزارية إن مجموعة من العقد لا تزال قائمة، منها عقدة الوزير الماروني السادس الذي سيكون الثاني من حصة رئيس الجمهورية الذي ظل حتى اللحظة الأخيرة من ليل أمس مصرّا على تسمية من يمثله في الحكومة في اثناء طبع او قبل لحظات من إصدار رزمة المراسيم الثلاثة الخاصة بقبول استقالة حكومة الرئيس سعد الحريري وتسمية ميقاتي لتشكيل الجديدة وتوزيع الحقائب واسماء الوزراء.

وأضافت المصادر ان المعاونين السياسيين لرئيس مجلس النواب والأمين العام لحزب الله النائب علي حسن خليل والحاج حسين خليل اللذين زارا قصر بعبدا مساء امس اجريا مع سليمان جولة واسعة من المشاورات، تخللها عرض شامل لحصيلة الاتصالات والمواقف التي اعقبت لقاء الأقطاب الثمانية في ساحة النجمة امس الأول وصولا الى مفاوضات فردان بينهما وميقاتي والوزير جبران باسيل، وحصيلة ونتائج زيارة رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط لدمشق ولقائه بالرئيس السوري بشار الأسد وعودته بتشجيع سوريا على تأليف الحكومة.

وقالت المصادر، وإن تصدّرت مشكلة الوزير الماروني السادس سلة العقد الباقية، فلم تقلّل المراجع من اهمية العقدة التي ما زالت قائمة حول اسم الوزير السني الذي سيمثل المعارضة، بعدما تعددت مقترحات ميقاتي في مواجهة إصرار الاكثرية على تسمية فيصل عمر كرامي، وهو امر ما زال الرئيس المكلف يقاومه بما أوتي من قوة.

وكررت مصادر واسعة الاطلاع الإشارة الى ما نشرته "الجمهورية" امس من ان سليمان "يرفض ان يناقشه أحد في الأسماء التي يقترحها، طالما انه هو من سيختار ممثليه في الحكومة، وهو من سيوقع مرسوم التشكيلة التي ستضم من يسميه هو ومن يسميه الآخرون".

وكانت مصادر قصر بعبدا اكدت نهارا أن "هناك تقدّما على صعيد مشاورات تأليف الحكومة، وان الاجواء ايجابية"، مشيرة الى أن سليمان ينتظر ميقاتي لإطلاعه على حصيلة مشاوراته في هذا الصدد". وعكست المصادر "ارتياح" سليمان الى الاجتماع الذي عقد بين ميقاتي ورؤساء الكتل النيابية على هامش الجلسة التشريعية أمس الاول، واوضحت أن سليمان "يؤيد أي مبادرة للتقريب بين وجهات النظر".

وفي الوقت الذي قيل فيه إن الخليلين توجها ليل امس من قصر بعبدا الى فردان للقاء ميقاتي، علمت "الجمهورية" من مقرّيبن منه انه كان يتفقد أحد اقربائه في مستشفى الجامعة الأميركية ليلا، حيث التقى الطبيب المعاين الوزير محمّد جواد خليفة.
والى ذلك قالت مصادر في "التيار الوطني الحر" إن الأسماء التي اقترحها بري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون وحزب الله باتت لوائح اسمية لدى ميقاتي منذ قبل ظهر امس، عبر الحركة المكوكية التي اجراها الخليلان اللذان انقطعت اخبارهما بعد لقائهما المسائي مع سليمان في بعبدا.

وروجت مصادر الأكثرية ليلا ان "اتفاقا تم بضمان شهود يقضي بتسليم الاسماء الى ميقاتي خلال ساعات، على ان يقصد بعبدا غدا السبت وبعدها يُدعى بري الى هناك تمهيدا لإعلان مرسوم تشكيل الحكومة.
وعلمت "الجمهورية" ان التشكيلة المتداولة تعطي عون عشرة وزراء بينهم وزيرا دولة فيما سيُعطي حزب الله من حصته البالغة ثلاثة وزراء وزيرا للحزب السوري القومي الاجتماعي الذي سمىّ قاسم صالح. فيما يتكتم بري على الوزراء الثلاثة الذين سيسميهم عن حركة "أمل".
الى ذلك قالت المصادر لـ"الجمهورية" إن جنبلاط العائد من دمشق، ابلغ الى المقرّبين منه ان البحث تناول الهم السوري بالإضافة الى الهم الحكومي في لبنان. وإن لقاءه مع الاسد تناول الوضع في سوريا ونتائج اتصالاته التي أجراها في قطر قبل ايام ولقاءه مع اميرها بالمقارنة مع نتائج زيارته الأخيرة الى باريس. وأكد أنه يستعد للتوجه الى انقرة خلال أيام للبحث في التطورات الاقليمية مع رئيس الحكومة التركية رجب طيّب أردوغان.

وافادت "الوكالة العربية السورية للأنباء"(سانا) الرسمية أن الأسد اعرب عن أمله في "أن يتجاوز اللبنانيون خلافاتهم وأن يتم الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية قريبا لما فيه خير اللبنانيين ومصلحتهم". وأوضحت "ان البحث تناول الأحداث الخطيرة التي تشهدها سورية بسبب ما تقوم به التنظيمات المسلّحة من عمليات قتل وترهيب واستهداف لأمن سورية وشعبها، حيث أعرب النائب جنبلاط عن ثقته بقدرة سورية على تجاوز هذه المحنة".

وقال الحزب التقدمي الاشتراكي في بيان أصدره إن جنبلاط اعرب خلال لقائه مع الاسد "عن أمله في أن تتخطى سوريا هذه المرحلة الحساسة من تاريخها عبر إقرار الاصلاحات التي أطلقها الرئيس الأسد بما يعزز وحدتها الوطنية ويحصّن قوتها ومناعتها، وذلك يتحقق من خلال حوار وطني واسع للتأسيس لمرحلة جديدة يكون عنوانها الرئيسي الاستقرار والاصلاح، مؤكدا رفضه لأي تدخل أجنبي في سوريا". وشدّد جنبلاط على "أهمية الاستقرار في سوريا التي يتلازم استقرارها مع استقرار لبنان، حسب ما نص اتفاق الطائف، وهو ما يُحتّم تأليف حكومة جديدة في لبنان سريعا .

السابق
اللواء: سليمان يلتقي الصفدي ووهبي والنواب السابقين ودعوة للمشاركة بقداس مار شربل
التالي
الانوار: استمرار تفاؤل ٨ اذار بتشكيل الحكومة مرهون بلقاء سليمان وميقاتي