“قانون تشفيط حضاري”

"تشفيط فردي وسط تصفيق وحماس جماعي" مشهد حول ظاهرة التشفيط والسرعة المزاجية عند الشباب اللبناني إلى موهبة منظمة في المكان والزمان بعد أن كانت تهدد حياتهم بالموت أو بالإعاقة وما شابه.
إستعداد فإنطلاق إلى الإستعراض وبعدها إعلان الزمن المسجل للمتسابق ليكون الفصل في تحديد الفائز بالمركز الأول عن كل فئة.

"فشة خلق على أرض حلبة منظمة من الداخل والخارج" يقول خلدون أبو حمدان (28 عاما أحد منظمي سباق super speed back في بلدة الدامور) والفائز في 4 سباقات من هذا النوع مؤكدا أن الهدف من التنظيم هو التخفيف قدر المستطاع من حوادث السير الناجمة عن سباقات السيارات التي نراها على الطرق العامة وبالتالي تفادي تعريض حياة السائق وحياة الآخرين للخطر من خلال عمل منظم.

إنه المكان الانسب لكل شاب للتعبير عن هذه الهواية "على راحته"، بعيدا عن شكاوى الناس من أصوات الإشكمانات المزعجة، وهدير المحركات العالي. هنا معظم المشتركين خاضوا تجارب أولية على مدى أربعة أيام متتالية سبقت اليوم المنشود، ليتأكدوا من صحة ونجاح كل التعديلات التي أدخلوها على سياراتهم.

حماس لافت لكنه غير مكتمل العناصر بسبب غياب الراعي، بحسب سليم حمزة (صاحب الفكرة) الذي عمل على تأمين كافة متطلبات السباق هو وفريق عمله من أجل فتح الباب أمام محبي هذه الرياضة. يشرح تفاصيل الحدث: "لدينا 40 مشتركاً هذا العام بعد أن كانوا 30 العام الماضي، تجهيز السيارة يحتاج ما بين 5 إلى 15 ألف دولار". والسباق مقسم الى فئات " TURBO4x4: دفع أمامي، دفع خلفي، والجميع عليهم أن يجتازوا 3 مراحل وفق الرقم الذي تحمله سيارة كل متسابق والذي يسجل عليه نقطة بنالتي عند إرتكابه الأخطاء المنصوص عليها في قانون هذه الرياضة".

أما الأمن فهو متوفر بفضل القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي وشرطة البلدية الحريصين على راحة وأمان الجمهور.
"حدث أردناه واحة يعبر فيها شباب لبنان عن هواياتهم بأمان ودون إزعاج أحد من خلال ممارستها بشكل حضاري ومرتب ولا يزعج الآخرين" بهذه العبارة يختصر حمزة الهدف من السباق.
من جانبه يبدي السائق نسيم طوق (30 سنة _ صاحب سيارة golf 2 ) إرتياحه للدعم الذي تلقاه من شركات عدة لتحضير سيارته حيث قام بشراء عشرات القطع الجديدة غالية الثمن ودخل 4 كاراجات خلال شهر ونصف وكان سعيدا بذلك لأنه هاوي سرعة مؤكدا أن الفارق كبير بين السباق في الشوارع العامة وبين حلبات السباق التي تنتقل بين منطقة وأخرى حسب الجهات المنظمة وإرضاء لأكبر عدد من الجمهور "بدأ السائقون والجمهور يعتادون على مثل هذه الحلبات وهذا أمر جيد ومشجع وسنعمل مع المهتمين بهذه الرياضة من أجل تطويرها، لنرسخها كفكرة بديلة سباقات السرعة غير المنضبطة".

"التصميم" أكثر ما ينطبق على المتسابق شادي شحادة (33 عاما والملقب بالدكتور ديناميت بسبب الصوت القوي الذي تصدره سيارته (BMW 320 ): "دفعت أكثر من 10000 دولار من حسابي الخاص دون أن أي دعم خارجي، بقيت في أحد كاراجات الميكانيك مدة 3 أسابيع، بعدها أسبوع في كاراج كهرباء السيارات وكنت أتفقد سيارتي يوميا لمدة 3 ساعات، أما المتعة فتكمن "في إرتفاع الأدرينالين أثناء القيادة إلى أقصى درجاته في أجواء الحماس" يشرح شحادة وهو يجلس داخل القفص الواقي لسيارته، واصفا الهواية بـ"الحلوة".

وحول طموحاته المستقبلية يشير بحسرة "هذه مشاركتي الرابعة وربما تكون الأخيرة. ما في مصاري، كلو خسارة بخسارة بالرغم من أنني نلت المركز الأول مرتين في سباقي الدكوانة وغريفة، فإن أحداً لا يسأل عنا، لا نجد فائدة، الفائدة معنوية لا أكثر وهيدا لبنان، سياراتنا نركنها في منازلنا غدا لأنها مخصصة للسباق فقط بإنتظار الإعلان عن سباق جديد".

وعلى عكس شحادة فإن الحظ حالف منافسه ماهر غزال (30 سنة) في الحصول على دعم، بالرغم من التشابه القائم مع زملائه في التعديلات الواجب إدخالها على السيارة كي تصبح جاهزة لدخول الحلبة ومنها: محرك ملغوم (معدل)، إجراءات السلامة العامة (المقعد، حزام الأمان، الخوذة، مطفأة الحريق)، الإطارات الخاصة (الغالية الثمن) إجراء الميزانية والميكانيك المناسبين بكل سيارة، ونظام كهرباء مخصص ومتطور.
ويبدي من نال المركز الثالث في سباق مزرعة الشوف والثاني في سباق الدكوانة سعادته لتزايد أعداد الجمهور الشبابي من شباب وشابات مبررا ذلك بالقول: "يبدو أن الفكرة راقت لهم، وبالتأكيد هم راضون عن الاداء".

ويوافقه الرأي شادي أبو ضرغم، يجلس داخل سيارته (BMW 320 ) ينتظر صافرة بداية السباق فهو مستعد تماماً خاصة بعد عملية الروداج التي خضعت لها السيارة على مدى أسبوعين بعد التعديلات الكبيرة التي أدخلها على المحرك وعلى قابض السرعة بتكاليف بلغت 5 آلاف دولار، دفع نصفها من جيبه: "متعة التنافس لا توصف، أنا قمت بالتركيز على قوة المحرك وعلى ثباته كي يتجاوب معي، فالسيارة باتت جزءاً مني والسباق حالة شغف لا يمكن الاستغناء عنها".

السابق
امتحانات البريفيه… رهبة الصغار
التالي
رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة في بنت جبيل وعيتا