اللواء: تأهب إسرائيلي قابله إستنفار للجيش اللبناني واليونيفل

على اثر إلغاء مسيرة ذكرى نكسة 1967 التي كانت مقررة ان تنطلق من المناطق اللبنانية باتجاه الحدود مع فلسطين، تداعت فصائل الثورة الفلسطينية <منظمة التحرير والتحالف> والمؤسسات والجمعيات الاهلية الفلسطينية واهالي المخيمات في لبنان الى تنظيم اعتصامات ومسيرات داخل المخيمات للاعلان ان زمن النكسات والهزائم قد ولىّ الى غير رجعة وان الشعب الفلسطيني اصبح مهيئاً اكثر من ذي قبل لتحقيق حلمه بالعودة الى ربوع وطنه·
وعشية الذكرى < واصلت إسرائيل تدابيرها الإحترازية تحسبا لأي طارىء فنشرت جيشها في مختلف قطاعات القوات اللازمة لمواجهة التطورات المحتملة وأقام أسيجة جديدة على إمتداد الحدود الشمالية وحفَر الخنادق في محاذاة السياج الحدودي ونصب يافطات تحذيرية باللغة العربية· كما ركب جهاز إنذار على الشريط الشائك مقابل بوابة فاطمة، ترافق ذلك مع تحليق لطيرانه الحربي فوق الحدود ··

وأفادت مصادر أمنية لـ<المركزية> ان الجهاز الذي كانت وضعته إسرائيل يرصد الحركة ويلتقطها من خلال ذبذبات يرسلها الى موقع الإحتلال المطل على بوابة فاطمة وان رفعه في المنطقة هو تخوفا مما سيجري على البوابة الأحد في يوم <النكسة> على رغم إعلان تأجيل المسيرة الفلسطينية الى الحدود، مشيرة الى انه للتجسس حكما ويستطيع التقاط الصور وبثها داخل مواقع الإحتلال على بعد 50 مترا فقط·

بيروت

< ففي مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت نظم اعتصام جماهيري وفصائلي امام جامع الفرقان تحدث فيه مسؤول القيادة العامة في لبنان <ابو عماد رامز>: التحية الى شهداء وعوائل شهداء وجرحى مسيرة العودة في الذكرى 63 للنكبة في مارون الراس والجولان السوري المحتل، وحيا الشعب اللبناني الذي تضامن مع الشعب الفلسطيني في خياره بحق العودة·

ولم يخفِ رامز امتعاضه من قرار الغاء مسيرة نكسة حزيران الى حدود فلسطين، مشيراً ان تنظيم مثل هذه المسيرات يؤكد اصرار الشعب الفلسطيني على حق العودة ويكشف الممارسات الاسرائيلية والمجازر التي ترتكبها حكومة العدو الصهيوني ضد المدنيين العُزَّل·

ونظمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، للمناسبة والذكرى السنوية لاستشهاد اعضاء لجنتها المركزية عمر القاسم، خالد نزال وبهيج المجذوب، اعتصاما حاشدا امام المدخل الرئيسي لمخيم مارالياس في بيروت، بحضور قادة الفصائل الفلسطينية، والاحزاب اللبنانية، وشخصيات وفعاليات وطنية واجتماعية وحشد من الاهالي وابناء مخيم مار الياس ومخيمات بيروت·

والقى عضو المكتب السياسي لـ <الجبهة الديموقراطية> ومسؤولها في لبنان علي فيصل كلمة دعا فيها الدولة اللبنانية الى دعم نضال اللاجئين وتحركهم من اجل استعادة حقهم بالعودة الى ديارهم وممتلكاتهم، من خلال توفير مقومات الصمود للمخيمات عبر إقرار الحقوق الانسانية والاجتماعية·

وطالب فيصل المجتمع الدولي بفهم رسالة الشعب الفلسطيني ودعم حقه وتحركه ومساندته لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بحدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس·

والقى عضو قيادة <حزب الله> الشيخ عطاالله حمود كلمة اكد فيها ان قضية فلسطين هي مسؤولية الامة بكاملها التي يتوجب دعمها من الجميع، وضرورة دعم الشعب الفلسطيني في مواجهته للاحتلال الاسرائيلي العنصري وعدوانه المتواصل على الشعب الفلسطيني، مشددا على حق الشعب الفلسطيني بالمقاومة من اجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمها حقه بالعودة·

وفي مخيم شاتيلا نظمت مسيرة داخل المخيم شاركت فيها فصائل الثورة الفلسطينية والمؤسسات والجمعيات الاهلية وحشد من اهالي المخيم والقيت كلمات اكدت على حق العودة وامتعاض الشعب الفلسطيني من قرار منع المسيرة الى الحدود·

استنفار متبادل

ومن مراسلنا في مرجعيون جورج نهرا ان البلدات الحدودية الملاصقة للمستعمرات الإسرائيلية المحتلة ولا سيما بلدتي كفركلا والعديسة شهدت حالة استنفار قصوى بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفل من جهة وجنود العدو المنتشرين في المنطقة من ناحية اخرى تحسباً لوصول مسيرات فلسطينية إلى الحدود·

فقد نشر الجيش اللبناني واليونيفل عشرات الجنود على طول الحدود الدولية الفاصلة بين لبنان والمستعمرات الاسرائيلية، واستقدم تعزيزات مدرعة وناقلات جند وأقام نقاط مراقبة ثابتة على مداخل القرى والطرقات الرئيسية وعلى طول الحدود، إلى جانب القوات الدولية التي نسقت عملها مع الجيش اللبناني·

وفي المقلب الاخر من الحدود نشرت القوات الاسرائيلية المئات من العناصر المدججة بالسلاح خلف السياج الشائك وعلى الطرقات وبين البساتين حيث حملوا اعلام العدو، وكذلك استقدمت الاليات العسكرية المصفحة التي سيرت دوريات مكثفة أمام كاميرات المصورين، فيما واصل عمال الورش الفنية الاسرائيلية صيانة الشريط وتركيب سياج حديدي فوق القديم، وكذلك عملت قوة اسرائيلية على تنظيف الطريق بواسطة شبك حديدي مركب خلف سيارة عسكرية، وإقامة دشم اسمنتية بجانب مواقعهم تمركز فيها بعض الجنود الذين خرج بعضهم لمشاهدة التحركات اللبنانية·

وعلى الرغم من الاجراءات الامنية التي اتخذها الجيش اللبناني لمنع أي اعتصام على الحدود فقد تمكن عدد من اللبنانيين من الوصول إلى بلدة العديسة حاملين الاعلام الفلسطينية للاعتصام والتضامن مع الفلسطينين لكن الجيش اللبناني طلب منهم المغادرة فعادوا إلى قراهم دون حصول أي شيء يذكر أو يعكر اجواء اليوم الامني الطويل·

وفد ايراني

< وفي سياق متصل زار وفد ايراني رفيع المستوى المنطقة الحدودية ضم رئيس مجلس الشورى السابق ومستشار الرئيس خامنئي غلام علي حداد، السفير الايراني في لبنان غضنفر ركن ابادي، مصباحي مقدم رئيس لجنة التطور الاقتصادي في مجلس الشورى الايراني·

وكانت محطته الاولى في منطقة مارون الراس ثم انتقل إلى العديسة وبوابة فاطمة وقد القى كلمة نوه فيها بتضحيات الشعب الفلسطيني في استرجاع ارضه معزياً بالشهداء الذين سقطوا في الخامس عشر من ايار في مارون الراس، وقال: اتينا إلى هنا لنؤكد وقوف الشعب الايراني إلى جانب لبنان ومقاومته والشعب الفلسطيني لاسترجاع حقوقه وارضه المغتصبة، ورسالتنا إلى هنا لتأكيد دعمنا للشعب اللبناني والفلسطيني ولكل الشعوب العربية المستضعفة في المنطقة·

من جهته السفير الايراني قال: من حق الشعب الفلسطيني تحرير ارضه بعد رفض العدو تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بهذا الخصوص·

< ومن مراسلنا في القطاع الشرقي حسين حديفة ان الجيش اللبناني وقوات <اليونيفل> فرضا اجراءات امنية مشددة منذ ساعات فجر امس على طول الخط التقني في القطاع الشرقي انطلاقا من محور بوابة فاطمة غربا وحتى بركة النقار في خراج بلدة شبعا شرقا مرورا بالوزاني ?الغجر-العباسية ومرتفعات جبل سدانة واقام الجيش اللبناني حواجز ثابتة وظرفية معززة بالآليات على الطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية الى المنطقة التي اعلنها منطقة عسكرية بعمق ما بين 2كلم و5كلم شمالي هذا الخط ومنع اي كان من اقامة تجمعات او اعتصمات بمناسبة ذكرى النكسة·

وقد عملت عناصر هذه الحواجز على تفتيش السيارات والتدقيق بهويات ركابها اثناء دخولها الى قرى العرقوب خاصة المحاذية منها لمزارع شبعا المحتلة كما وسيَّر الجيش اللبناني دوريات مشتركة مع اليونفيل في كافة محاور المنطقة بهدف ضبط الوضع والمحافظة على الهدوء منعا لتكرار ما حصل في مارون الراس في 15 أيار الماضي ذكرى نكبة فلسطين·

وفي الجانب الأسرائيلي واصل جيش الأحتلال تعزيز وتحصين مواقعه الأمامية على طول جبهة مزارع شبعا المحتلة وكثف من دورياته الراجلة والمؤللة بمحاذة السياج الشائك الذي يفصل بين الأراضي اللبنانية المحتلة والمحررة على طول هذا الخط فيما لازم الجنود الصهاينة مواقعهم وتحصيناتهم في مواقع فشكول-الرمثا-السماقة-رويسات العلم وتلة الرادار في ظل حال من الأستنفار العام كان قد اعلن عنها قادة جيش العدو يوم امس الاول على طول الحدود الشمالية مع لبنان وتزامنت الإجراءات الأمنية الإسرائيلية المشددة مع مناورات عسكرية داخل مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتلين حيث كانت تسمع من حين لآخر الى داخل المناطق المحررة دوي الأنفجارات والرشقات الرشاشة الثقيلة في ظل تحليق مكثف للطيران المروحي الذي نفذ العديد من الطلعات الأستكشافية على علو منخفض وبشكل دائري فوق المنطقة وصولا حتى تخوم سدانة وبلدة الغجر·

اعتصام رمزي

من جهة اخرى ولمناسبة ذكرى النكسة اقام تيار المقاومة اللبناني اعتصاما رمزيا في منطقة البيادر عند المدخل الجنوبي لبلدة شبعا وعلى بعد حوالى 2كلم شمالي بوابة مزارع شبعا شارك فيه الشيخ الدكتور محمد نمر زغموت رئيس المجلس الأسلامي الفلسطيني في لبنان والشتات وممثلون عن التيار وحركة النضال العربي والحركة العالمية لمناهضة العولمة والهيمنة الأميركية والصهيونية واتحاد الروابط الأهلية البيروتية وحزب الأتحاد ·

وكانت كلمات لكل من فادي ماضي وراجي الحكيم وناجي شاهين وعبد الكريم عبد الفتاح والدكتور زغموت الذي اكد على حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم مهما طال الزمن ونحن كفلسطينيين مسلمين ومسحيين لا نعترف بالكيان الصهيوني الغاصب وسيأتي اليوم الذي تعود فيه فلسطين والمسجد الأقصى الى اصحابها الحقيقيين·

من جهته رئيس تيار المقاومة اللبناني جميل ضاهر وفي كلمته له رأى ان نكسة العام 1967 شكلت كارثة على الأمة العربية وما زلنا نعاني منها حتى اليوم وان الأراضي المحتلة ومنها مزارع شبعا لا تحرر الا بالمقاومة داعيا كافة القوى المقاومة وخاصة القوى الفلسطينية الى تشكيل جبهة مقاومة عربية يكون مشروعها تحرير الأرض ووحدة الشعب وتوجه ضاهر الى الدولة اللبنانية من اجل تفعيل ملف مزارع شبعا على المستوى الدولي·

هاشم

من ناحيته قال النائب الدكتور قاسم هاشم في اعقاب جولة له في منطقة العرقوب حيث التقى العديد من رؤساء البلديات والمخاتير مطلعا على اوضاع الناس الحياتية والمعيشية اننا نتطلع في ذكرى نكسة العام 1967 الى اليوم الذي سيتحول فيه شهر حزيران من شهر الأنكسار الى شهر الأنتصار بفضل تضحيات أبناء هذه الأمة خاصة وان التجربة في لبنان ماثلة امامنا بعدما حولت الارادة الوطنية المقاومة شهر أيار الى شهر للأنتصارات على المخططات الصهيونية والأميريكية حيث انتصر لبنان في العام 2000 على جيش العدو الأسرائيلي بفضل هذه الأرادة وامل هاشم ان تتشكل الحكومة العتيدة في اقرب وقت ممكن·

مخيم الجليل

وفي بعلبك أفاد مراسل <اللواء > محمد ابو اسبر أنّ حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين نفذت اعتصاماً في مخيم الجليل بالمناسبة وتلا خلاله مسؤول الحركة في البقاع < أبو علاء < بياناً رأى فيه أن < السبب الوحيد وراء منع إحياء الذكرى على الحدود هو الرضوخ للضغوط التي مارستها الإدارة الأميركيّة على السلطات السياسيّة اللبنانيّة > ·

واعتبر أنّ < منع مسيرة العودة ? 2 تنذر بحملة من الضغوط التي يتمّ التحضير لها دوليّاًَ ضمن مخطط التوطين>·

السابق
الديموقراطية ليوم غضب في المخيمات اليوم
التالي
تخريج متفوقين برعاية برّي