مصدر قضائي لـ”الشرق الأوسط: هناك معطيات تحتاج إلى إثباتات حسية في تفجير اليونيفيل

تصدرت حادثة التفجير التي استهدفت، يوم الجمعة الماضي، دورية من الكتيبة الإيطالية التابعة لقوات «يونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، وأدت إلى إصابة ستة جنود إيطاليين بجروح مختلفة، المتابعة القضائية والأمنية في لبنان، حتى إنها تقدّمت على الملفات السياسية الملتهبة، بحيث أحال أمس مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي صقر صقر، هذا الملف على مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، لاستكمال التحقيقات الأولية وجمع الأدلة والمعلومات التي من شأنها أن توصل إلى كشف الجناة وتقديمهم إلى القضاء لمحاكمتهم.

وأعلن مصدر قضائي لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط»، أن «هناك بعض المعطيات التي يعمل عليها المحققون، وهي تحتاج إلى جهد كبير للتثبت مما إذا كانت ذات قيمة حسية من شأنها أن تقود إلى الإمساك بخيوط تقود التحقيق إلى المنفذين»، ونفى المصدر وجود موقوفين على ذمة التحقيق أو مشتبه بهم، لافتا إلى أن «المحققين يستمعون في هذه المرحلة إلى شهود محددين، بغية جمع المعلومات اللازمة التي يحتاجها التحقيق».

وتوقعت مصادر أمنية لبنانية عبر «الشرق الأوسط» أن يصل إلى لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة فريق أمني إيطالي متخصص في مجال مكافحة الإرهاب، للمشاركة في التحقيق الذي تجريه الأجهزة الأمنية اللبنانية وقوات «يونيفيل»، وتقديم المساعدة الفنية والتقنية وتقديم الخبرات الإيطالية في هذا المجال.

وكان اجتماع أمني لبناني – دولي عقد أمس في سراي صيدا في مكتب قائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي، العميد منذر الأيوبي، حضره المستشاران الأمنيان في الـ«يونيفيل» برونو ديينيه وبرونتو بورغان، وتناول حادثة الاعتداء على الكتيبة الإيطالية في «يونيفيل». وعلق مصدر أمني على الاعتداء متوقعا أن تكون «مجموعات إرهابية تخريبية تقف وراء هذا الاعتداء لزعزعة الوضع الأمني في لبنان وتخريب العلاقة بين لبنان و«يونيفيل». أما الأيوبي، فقال بعد اللقاء: «سنقوم باتخاذ بعض الإجراءات بالتنسيق بين القوى الأمنية اللبنانية و(يونيفيل) من أجل تعزيز حمايتهم، وسنكون سندا لـ(يونيفيل)، وسنوفر لها المزيد من الحماية من خلال تعزيز الإجراءات الأمنية المطلوبة»، مستبعدا وقوف أي حزب لبناني وراء هذه العملية، ومؤكدا أن «هناك مجموعات إرهابية تخريبية تقف وراء هذا الاعتداء بهدف ضرب الاستقرار والأمن الذي يشهده لبنان والجنوب، وزعزعة العلاقة بين لبنان ويونيفيل».

أما على صعيد الاهتمام السياسي في هذه الحادثة وذيولها، فقد جدد الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، نجيب ميقاتي، إدانته للاعتداء الذي تعرضت له الوحدة الإيطالية العاملة في إطار قوات «يونيفيل»، ورأى أنه «يهدف بالدرجة الأولى إلى زعزعة الاستقرار في لبنان»، وشدد خلال استقباله سفير إيطاليا لدى لبنان، جوزيبي مورابيتو، على «أهمية الدور الذي تقوم به الوحدة الإيطالية العاملة ضمن القوات الدولية»، متمنيا «ألا يؤثر هذا الحادث المدان على مساهمة إيطاليا في القوات الدولية، وعلى العلاقات بين لبنان وإيطاليا».

وعبر القائد العام لـ«يونيفيل»، اللواء ألبيرتو أسارتا كويباس، بعد لقائه كلا من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي، عن شكره لـ«السلطات اللبنانية على بيانات الدعم القوية لـ(يونيفيل)، التي أدانت الهجوم الدنيء ضد قوات حفظ السلام»، معربا عن تقديره العميق «لتضامن الجيش اللبناني ودعمه القوي في أعقاب الهجوم»، كما أبدى تقديره أيضا «للفريق الطبي في مستشفى حمود في صيدا الذي أبدى كل رعاية لجنود حفظ السلام الستة الجرحى».
وطمأن أسارتا المسؤولين على أن «(يونيفيل) سوف تواصل مسيرتها»، مشددا على «أهمية استكمال التحقيق وإيلائه الأولوية القصوى»، وقال: «إن جنود حفظ السلام في (يونيفيل) لا يزالون مصممين أكثر من أي وقت مضى على مواصلة المهام المنوطة بهم بعزيمة أكبر، ولن نسمح لهذا الحادث أن يعطل عملياتنا على الأرض، التي لا تزال مستمرة بوتيرة كاملة بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية».

ونقل عن المسؤولين اللبنانيين طمأنتهم له بأن «السلطات اللبنانية والشعب عموما يتشاركان التصميم نفسه، من أجل مواصلة تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701»، مؤكدين أنه «لتحقيق هذا الهدف، اتفقنا على أن أمن قوات (يونيفيل) وسلامتها أمر حيوي».
بدوره أكد الناطق باسم قوات «يونيفيل»، نيراج سينغ، أن التحقيق في الاعتداء على الكتيبة الإيطالية في شمال صيدا، الذي أدى إلى سقوط ستة جرحى من الجنود، جار منذ يوم الجمعة الماضي، موضحا أن «الطب الشرعي وفرق التحقيق في (يونيفيل) يواصلون عملهم في تعاون وثيق مع نظرائهم في الجيش اللبناني لتحديد كل الحقائق والظروف المحيطة بالحادث»، ولفت إلى أن «التحقيق يتقدم بشكل جيد»، آملا أن «يؤدي ذلك إلى تحديد هوية الجناة حتى يتسنى تقديمهم للعدالة»، وقال: «من المهم الآن أن نسمح للتحقيق بأن يأخذ مجراه، لا سيما لتجنب أي تكهنات لا أساس لها، وقد تضر بالتحقيقات وبالأمن».

وأضاف: «في الوقت نفسه، لا تزال الـ(يونيفيل) تركز على تنفيذ المهام المنوطة بها، كما أن عملياتها على الأرض لا تزال مستمرة في كامل مقاييسها، بالتعاون مع القوات المسلحة اللبنانية».

السابق
السفير: المستقبل يفضح نفسه: أوجيرو تيليكوم مسجلة دولياً!
التالي
الراي: لبنان أسير “قنابل دخانية” تحجب التداعيات السورية