الجميل: الصراعات ضمن المؤسسات تؤثر على كيان الدولة

  استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية الرئيس أمين الجميل في الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، وزير خارجية قبرص ماركوس كبريانو يرافقه السفير القبرصي هومر مافروماتيس. وشارك في اللقاء الأمين العام للحزب ميشال الخوري.

بعد اللقاء، صرح كبريانو: كان اللقاء مع الرئيس الجميل جد مفيد واعطاني الفرصة للاستماع الى وجهة نظره الحكيمة للوضع في لبنان وفي المنطقة، استعرضنا سبل تطوير العلاقات بين البلدين، فكما تعلمون ليست قبرص جارة للبنان فسحب بل صديقة له سياسيا وجغرافيا وإقتصاديا. ونحن نحاول الحصول على فهم أفضل وان ننقله للاتحاد الأوروبي، فنحن أقرب عضو في الإتحاد الأوروبي للمنطقة وهذا يعطي فرصة لتقديم المعلومات في ما يتعلق بالمنطقة بشكل أفضل.

الجميل

من جهته، قال الجميل: العالم كله مهتم بالوضع في لبنان ويا ليتنا نهتم بنفس القدر بوضعنا الداخلي ونستنبط حلولا داخلية لمشاكلنا بدل انتظار اقتراحات تأتينا من الخارج.

أضاف: ان ما حصل في وزارة الإتصالات أخيرا هو أبعد من الوقائع المؤلمة التي شاهدناها، فالعبرة المؤلمة هي في الفراغ المدمر في مؤسساتنا الوطنية وهذا ما يؤثر على النظام اللبناني برمته. فما يحصل من صراعات ضمن المؤسسات يؤثر على كيان الدولة اللبنانية. ونحن ننظر الى هذه الأزمة بعد الأزمة الحكومية، بشكل شمولي ونتخوف على مستقبل لبنان. من هنا يأتي طرحنا بتشكيل حكومة إنقاذ وطني في اسرع وقت ممكن، حكومة تجمع معظم القيادات لإنتشال هذا الوطن من كبوته. سمعنا كلاما إيجابيا للسيد حسن نصرالله في خطابه الأخير حيث طالب بحكومة وحدة وطنية، فحبذا لو يذهب أبعد في هذا الإقتراح ويقنع حلفاءه بذلك، فيصبح لدينا مجال للعمل مع بعضنا لتسيير شؤون الناس الحياتية ومعالجة بعض القضايا المتعلقة بالمؤسسات، وتحصين لبنان أمام كل العواصف الناتجة عن الأزمات العربية والثورات التي ستؤثر من دون شك على وضعنا الداخلي.

وسئل: ما رأيكم بدعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة عامة في 8 جزيران؟

أجاب: موقفنا واضح ببقاء مجلس النواب مفتوحا في شتى الظروف، وببقائه المكان الصالح للبحث في كل شؤوننا الداخلية، فمن الطبيعي أن يلتئم المجلس ويكون مركزا للحوار بين كل اللبنانيين، ولكنني أحذر في الوقت نفسه من أن يشكل ذلك مدخلا للخلط بين الصلاحيات. ففي حال تعثر الحلول في مجلس الوزراء يحول الحل الى مجلس النواب، ويتحمل تبعات السلطة التنفيذية، ويمكن أيضا للسلطة التنفيذية غدا وبسحر ساحر أن تهتم بالقضايا التشريعية.

ودعا الجميل الى التنبه، معتبرا أن فصل السلطات من ضمن النظام اللبناني وضمانة لحسن سير المؤسسات، واذا خلطنا بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية فهذا يشكل خطرا على مستقبل المؤسسات اللبنانية. واذا كانت هناك قضايا ملحة ومنها حاكمية مصرف لبنان مثلا، وقضايا معيشية وحياتية فإن التجربة اللبنانية اعطت حلولا عدة، ويمكن وحتى لو كانت الوزارة مستقيلة أن يلتئم مجلس الوزراء بشكل استثنائي حول مادة او مادتين على جدول الأعمال فقط، ويبت ببعض القضايا الملحة التي لها علاقة بمصلحة لبنان العليا.

وسأل: من يعطي مندوب لبنان في مجلس الأمن الدولي التعليمات؟، وقال: المفروض أن تعطى تعليمات من قبل سلطة تمثل كل لبنان. هناك تجارب كبيرة ملحة ولقد مررنا بمراحل مماثلة، وانعقدت حكومة مستقيلة واتخذت قرارات تم تنفيذها، وإذا كان هذا الأمر صعبا الآن فهناك تجربة حصلت في عهدي اعتمدنا خلالها المراسيم الجوالة، لذلك هناك وسائل عدة تلتقي مع الدستور وتحقق المصلحة الوطنية من دون خلق بدع جديدة وتحميل مجلس النواب اتخاذ قرارات تتعلق بالسلطة التنفيذية، وهذا خطأ كبير.

سئل: لو كان مكان الوزير شربل نحاس او الوزير زياد بارود وزير كتائبي وعاند المدير العام قرار الوزير، ما هو رأيك في الموضوع؟

أجاب: لا تضعوا فرضيات من هذا النوع، لو كنا مسؤولين في الحكومة عن هكذا قطاع لما كنا تركنا الأمور تأخذ هذا المنحى. نحن فخورون بأننا وومنذ تسلمنا الحقائب الوزارية منذ أيام نجلي بيار رحمه الله، والنائب ايلي ماروني والوزير سليم الصايغ، لم نرتكب أي هرطقة. فنحن لا ندع الأمور تصل الى هذا الحد، ولا نتصرف انفعاليا او انتقاميا فما يهمنا هو مصلحة البلد. يفترض في السياسة في لبنان التعاون بروح ايجابية، ونحن لا نسمح لأنفسنا أن نصل الى هكذا نوع من المآزق، فهذا مأزق سمحوا لأنفسهم بالوصول اليه من دون أن يكون هناك رحابة صدر لمعالجة الأمور بحكمة وترو وتجنيب لبنان هكذا نوع من الخضات.

أضاف: لا أريد الدخول في التفاصيل لأن الوقائع متضاربة، وليعطونا على الأقل تقريرا واضحا عما حصل، وعندما تصبح لدينا كل المعطيات عندها يكون لدينا مجال لتقييم ما حصل. وبصورة عامة كمواطن عادي فأنا حزين جدا لرؤية ما يحصل، وهذا ما يؤلمنا بمعزل عمن معه الحق، وبالنهاية يفترض ان تكون مصلحة المواطنين ومصلحة البلد فوق كل إعتبار بمعزل عن اي حساسيات بين الأطراف السياسية والحزبية.

سئل: ما هو تعليقك على اعتكاف الوزير بارود؟

أجاب: لا اعرف هل اعتكف او لا، فكما علمت لقد اجتمع بفخامة الرئيس ميشال سليمان لمعالجة الوضع. كل شيء ضبابي في هذا البلد، ولا أحد يعرف ما هي الحقيقة وما هي الوقائع وهذا ما يزيد من هذا الوضع المأساوي، المفروض أن تكون هناك شفافية اكثر، والمفروض أن تلعب مؤسسات الرقابة دورها بفعالية أكثر.

وردا على سؤال عن كلام السيد حسن نصرالله حول تشكيل حكومة، قال الجميل: كان كلام السيد حسن نصرالله أمام الإعلام وجميعكم سمعتم عن إمكان تشكيل هكذا حكومة ونحن نرحب بهذا الأمر. ولقد تحدثت في هذا الموضوع لدى زيارتي الأخيرة للرئيس نجيب ميقاتي، وهو ليس بعيدا عن هذه الفكرة شرط ان تتعاون الأطراف الأخرى. ولقد قمت شخصيا باتصالات مع الرئيس ميقاتي لدى تكليفه للوصول لحل مشابه للحكومة التي ندعو اليها، والمؤسف أن حلفاء الرئيس ميقاتي في ذلك الوقت لم يسهلوا له المهمة، وبقيت المشاكل عندما إنسحبنا من المشاركة، المشاكل موجودة الآن والحلول مستعصية وهذا يدل على أن حلفاءه لم يسهلوا له الأمر للنجاح بمهمته.

سئل: ما هو تعليقك على الإعتداء الذي طال القوات الدولية في الجنوب؟

أجاب: ما حصل في الجنوب أمر مؤلم ويجب عدم فصله عن الوضع العام في البلد، لأن الفراغ السائد يفسح في المجال لاعمال إجرامية كهذه، ويجعل المجرم يتصرف من دون أي عقاب لأن الدولة مشلولة ولا وجود لأي رقابة أو حساب.

واعرب عن تضامنه الكامل مع وزير خارجية إيطاليا فرانكو فراتيني ووزير الدفاع لا روسا والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في هذا الظرف، وتمنى الشفاء العاجل للجنود الإيطاليين الذين تعرضوا للتفجير. وطلب من كل الأجهزة اللبنانية أن تعزز كل الجهود وصولا الى كشف الجناة لتوفر على لبنان المزيد من المعاناة.

سئل: ما رأيكم بما يحصل في سوريا؟

أجاب: كررت هذا الكلام مرات عدة، نحن ننطلق من مبدأ: إذا كان جارك بخير فأنت بخير. نتمنى لسوريا الإستقرار والسلام، وكما أننا لا نريد أن يتعاطى أحد بشؤوننا الداخلية لن نتعاطى بشؤون الآخرين، يهمنا بأن يكون لبنان معافى وبعلاقة جيدة مع كل الدول بدءا بجيرانه، ونتمنى أن تكون هناك حكمة لدى الشعب اللبناني حتى لا يتورط بشكل من الأشكال بما يحصل في الدول العربية المجاورة، هذا هو موقف الكتائب منذ البدء وهو لم يتغير. 

السابق
المصري:التحرير انتصار للبنان وليس لفئة من دون أخرى
التالي
حماده نفى حصول سجال مع أي نائب