أحمد بيضون مكرَّماً في الأنطونية

 تكريم واحد لعطاءات كثيرة سكبها الإبداع على وجه الإنتاج. وتحت الكثرة يتنفّس التنوّع قابضاً على التاريخ والفكر والسياسة والأدب. أحمد بيضون كرّمته الجامعة الانطونية في الحدت في مبنى كلية الهندسة تحت شعار "اسم علم".
بداية، ألقى رئيس الجامعة الأب انطوان راجح كلمة قال فيها: "نحن اذ نحيي احمد بيضون لا ندعي اضافة نوعية الى سجله الحافل بالانجازات الاكاديمية والابداعية، بل نستعمل عبقريته كمن يضع يافطة في اتجاه النجاح تمر بالجهد والموهبة والنزاهة والمثابرة".
واضاف: "تكريمنا احمد رسالة الى طلابنا والى المجتمع مفادها ان ليس كل شيء سيان، وليس المثقف الحق كمقاول الثقافة، وليس المفكر الحق كببغاء المنابر والشاشات".
وختم: "بيضون ضرورة لبنانية اليوم وغداً لترشيد المناقشة في اكثر من موضوع وفي فتح المناقشة لاشكاليات ابعد من تلك التي ما فتئنا ندور في عقمها يوميا".
واشارت نائبة الرئيس للشؤون الثقافية باسكال لحود الى ان "احمد بيضون كثرة في رجل، وأعلام في اسم، وانواع واغراض وموضوعات في لغة. كثرته ضاربة في تعدد المدارات التي أعمل فيها فكره وقلمه والتي تترامى من الشعر الى علم الاجتماع مرورا بالسرد والتاريخ وفلسفته واللغة والسياسة والسيرة وغيرها. لكن كثرته مشدودة بعضها الى بعض بلغته".
وتابعت: "لا عجب ان تكون كتابة احمد بيضون قبلة كل الاقلام التي تناولت إنتاجه في كتابنا التكريمي، ولا عجب ان تندرج ابداعاته كلها تحت لقب علم المعاني والمباني ينضم به علمنا الى كبار من مفكرينا كرمتهم الجامعة الانطونية في السنوات القليلة الماضية ضمن سلسلة اسم علم. فعنده التأريخ والرواية والشعر والتحليل الاجتماعي تمارين متنوعة لفعل واحد وهمّ واحد وفن واحد هو الكتابة".
ثم شرحت محتويات كتاب بيضون "علم المعاني والمباني" الذي أُدرج في منشورات الجامعة الانطونية ضمن "اسم علم" وهي سلسلة تكريمية مخصصة للاضاءة على كبار المفكرين اللبنانيين، ويتضمن سيرة المكرم الاكاديمية والمهنية اضافة الى مؤلفاته، كما يحتوي على دراسات في إنتاجه وشهادات فيه.
وتحدث المكرم تحت عنوان: "أدركت هذه الايام" عن شذرات من تكوّن وعيه السياسي والتاريخي والشعري، الى مجموعة اختبارات برت زوايا ثوريته وقادته الى ان يكون لبنانيا بتواضع، ويائسا قدر المستطاع وثائرا من غير افراط في الطموح. وحده عشقه اللغة بقي متطرفا. ووحده اللقاء بين المعاني والمباني التي تليق بها بقي يعزف عل مقام الغلو وابتغاء الكمال، فيما انصاع كل ما عداه: الثورة والانتماء والامل كما اليأس، لحمية الزهد اجتنابا للخيبة.
وفي الختام سلّم راجح درعا تكريمية لبيضون الذي ازاح الستار عن اللوحة التذكارية التي حملت اسمه واسم كتابه.
 

السابق
حياة الضاحية حين لا تختلف عن نظيراتها إلا في الأذهان
التالي
حوري: باسيل هو من اصدر قرار تسليم اوجيرو الشبكة الصينية