“الفايس بوك”: ماذا تخبئ “نكسة” 5 حزيران.. بعد “نكبة” 15 أيار؟

بعد احيائها يوم النكبة في 15 أيار الماضي، تستعد الشعوب العربية لتنظيم تظاهرة مليونية تشارك فيها الدول العربية التي تتشارك الحدود مع فلسطين المحتلة لتجاوز الحواجز الشائكة ويتمكن كل فلسطيني مهجر من بلوغ ارضه. واستحوذت الانتفاضة الفلسطينية الثالثة على اهتمام محطة الـ"otv" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر"، فخصصت لها مقدمتها الاخبارية يوم الثلاثاء الماضي، متوقعة هبوب "عاصفة" أو "منازلة" قريبة على الحدود مع فلسطين المحتلة في الخامس من حزيران المقبل احياء لذكرى النكسة.
وللمناسبة وجّه المنظمون الدعوات عبر "الفايسبوك" للتجمع على الحدود الفاصلة مع "إسرائيل" حيث شملت نقاط التجمع مناطق الجولان، جنوب لبنان، الأردن ومصر، بالإضافة الى غزة والضفة الغربية. ويبدو ان الدعوة الى تنظيم مسيرات باتجاه الحدود مع عدد من الدول العربية في ذكرى النكبة في 15 الجاري، تدفع المنظمين أنفسهم الى الدعوة لتكرار التجربة في الذكرى 44 لاحتلال اسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة في ما يعرف بحرب الايام الستة.

وفي التفاصيل، تظهر شبكة "الفايسبوك" ان نشطاء فلسطينيين دعوا على صفحة "الفايسبوك" تحت عنوان "الانتفاضة الثالثة" الى احياء ذكرى احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، أي النكسة، على غرار النكبة الفلسطينية التي شهدت مسيرات تمكن بعضها من اجتياز الحدود بين فلسطين المحتلة وسوريا. وقال النشطاء في بيانهم على الانترنت "وفاء للشهداء … واستكمالاً للطريق .. وحتى نبني على ما أنجز الثوار والمنتفضون نعلن بكل قوةٍ وبأعلى صوت أن 7 حزيران المقبل والذي يصادف ذكرى اغتصاب الصهاينة للقدس، زهرة المدائن، هو يوم البيعة للقدس في كل دول العالم". وتم الاتفاق على ان يكون يوم 7/6/2011 وهو يوم احياء ذكرى نكسة 1967، يوماً لاستمرار الانتفاضة الثالثة.

وعدد النشطاء في بيانهم عدداً من المناطق العربية التي من المفترض ان تشارك في الانتفاضة وهي "مارون الراس (جنوب لبنان)، مجدل شمس (الجولان- سوريا)، الكرامة (وادي الاردن)، سيناء (مصر)، غزة والضفة وأراضي 48 (فلسطين)، بالاضافة الى كل عواصم العالم الحرة، مشيرين الى انها حكاية الثوار التي بدأت في ميدان التحرير وشارع الحبيب بورقيبة وستنتهي في شوارع القدس. وبرأيهم فإن "الانتفاضة مستمرة وفلسطين باتت للتحرير أقرب، ودماء الشهداء الابرار ستنبت عزة وفخراً وستزهر زعتراً وزيتوناً وستملأ الطريق بالثوار".
وعلى صفحات "الفايسبوك" تظهر احتمالات عدة للانتفاضة الثالثة في الزاوية المخصصة للبحث، منها ما يحظى بعدد كبير من المؤيدين والداعمين، كما تحظى صفحة "الانتفاضة الثالثة" بحوالى الفي شخص، فيما جذبت صفحات غيرها تحمل العنوان نفسه إنما صورة مختلفة 55 شخصا وغيرها 331.. وعبر الصفحة الرسمية التي يزورها العدد الاكبر من المعنيين، دعت اللجنة التحضيرية لمسيرات العودة إلى فلسطين للمشاركة في مسيرات الزحف نحو الحدود الفلسطينية في ذكرى النكسة في 5 حزيران المقبل. وأوضحت أن "ما حدث في ذكرى النكبة كان نموذجاً مصغراً للزحف الأكبر القريب الذي سيشارك فيه كل اللاجئين الفلسطينيين ومن يدعمهم من أحرار العالم عندما يجتاز كل لاجئ الأسلاك الشائكة ليعود إلى قريته ومدينته المحتلة".
وكان آلاف اللاجئين الفلسطينيين أحيوا ذكرى النكبة بمسيرات في 15 أيار الماضي في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ما دفع قوات الجيش الإسرائيلي إلى إطلاق النار على المشاركين، وأسفر عن سقوط عشرات الشهداء. وكان عدد من الشهداء سقطوا، في ذكرى النكبة، في الجولان السوري المحتل، عقب إطلاق النار عليهم من قبل الجيش الإسرائيلي، كما جرح عشرات آخرون اقتربوا من السياج الحدودي، فيما سقط آخرون في منطقة مارون الراس في جنوب لبنان، إضافة إلى سقوط شهيد وإصابة آخرين في الداخل الفلسطيني.

ولم تتخذ الصفحة المخصصة للنكسة الفلسطينية عنوان "الانتفاضة الثالثة" فقط، حيث انها اتخذت عناوين عديدة تختلف من حيث التسمية والصورة ونسبة المؤيدين وتلتقي من حيث الاهداف. وتتراوح نسبة المشاركين بين 3 أشخاص و111 شخصاً، واتخذت صور الصفحات كلها طابع الثورة للدلالة على انفلات فلسطين المحتلة من القيود الاسرائيلية. ودعت بعض الصفحات الى احياء ذكرى النكسة والتضامن مع الفلسطينيين في الداخل وبلدان المهجر ليكون الجميع أمة واحدة. وحملت صفحات اخرى رسائل يهدد فيها الفلسطينيون المنتشرون في العالم العربي اسرائيل جاعلين من ذكرى نكسة العام 1967 نكسة تنقلب على اسرائيل نفسها في يوم التحرك المليوني نحو القدس. وكتب مؤسس احدى الصفحات: "سنخرج في 5 حزيران نحمل الأعلام في أيدينا، ونهتف للوطن، سنخرج حاملين مرارة الفقدان وحسرة المنافي ونغني: منتصب القامة أمشي… بانتظار الغضب الساطع في اليوم المنتظر".

ويبدو من خلال المعلومات في الصفحة التي تدعو للتحرك المليوني انها الصفحة الرسمية للانتفاضة المتوقعة الا ان 109 اشخاص فقط انضموا اليها ومن المفترض بحسب ما ذكر مؤسسوها ان تعمل على احياء ذكرى النكسة وتصور بطريقة الكاريكاتور اسرائيليا على شكل هيكل عظمي مكبلاً ويغطي وجهه علم فلسطين.

وعلى الرغم من انغماس الشعب السوري بالمواجهات التي تدور في سوريا، فقد وجهت دعوات من الداخل السوري من خلال صفحة اخرى تعلوها عبارة "يوم الزحف الى الجولان"، يدعو فيها ابناء سوريا الى حملة 100 الف عاشق للجولان في ذكرى النكسة، والجولان هي هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال. وقعت الهضبة بكاملها ضمن حدود سورية، ولكن في حرب 1967 احتل الجيش الإسرائيلي ثلثي مساحتها، حيث تسيطر إسرائيل على هذا الجزء من الهضبة في ظل مطالبة سورية بإعادته إليها.

وجمعت صفحة "كلنا سنحيي ذكرى النكسة ونجعلها نكسة على الكيان المحتل" 44 مؤيدا. وعنونت صفحة اخرى "لنجعل من ذكرى النكسة يوما لاستمرار الانتفاضة الفلسطينية الثالثة" وحظيت بتأييد 7 اشخاص. كما عرضت افلاما قصيرة مصورة لخطابات جمال عبد الناصر، ولجنود الاحتلال يضربون مواطنين فلسطينيين.

وفي اشارة الى "شرعنة" التظاهرة المليونية، كتب احد المؤيدين على صفحة "الانتفاضة الفلسطينية في 5/6/2011 ذكرى النكسة": كل ما زاد الناس بكون أحسن في إخواتنا السوريين طالعين كمان تقربيا من أغلب المحافظات وانشاء الله منجيب الموافقة، أنا رح تابع موضوع التصريح الأمني بنفسي.. وتدعو صفحة اخرى الجولانيين لإحياء ذكرى النكسة في يوم 4 حزيران، وتصور الصفحة مواطناً سورياً كسر القيود الحديدية التي تكبله، مكتوب فوقه "الجولان ينادينا 1967 نحن لم ننس". الا ان طالبات سوريات اعترضن على توقيت الانتفاضة حيث يكون يومهن الاول في الامتحانات المدرسية. اما آخرون فسيتخلفون عن يوم الامتحان من اجل المشاركة بذكرى النكسة.

وضمن زاوية الاحداث وعلى الرغم من تبدل التاريخ، ستتوجه مسيرة الى السفارة الصهيونية في الاردن لإغلاقها في ذكرى النكسة، و466 شخصا بانتظار الحدث، واعلن المشاركون في الصفحة انه: "استمرارا لتحركنا في ذكرى النكبة يعلن شباب 15 ايار عن نيتهم التوجه الى السفارة الصهيونية لاجتثاثها ورفع العلمين الفلسطيني والاردني عليها ايمانا منا ان اردناً عربياً قوياً يشكل بداية لتحرير فلسطين، وذلك يوم الجمعة الموافق 03/06/2011 بعد صلاة الجمعة وسيكون تجمعنا في ساحة مسجد الكالوتي لنحمي الاردن ونحرر فلسطين مسلمين ومسيحيين".

ومن تونس، دعوة من خلال صفحة اخرى على موقع "فايس بوك" لاحياء ذكرى النكسة وجعلها "نكسة على الكيان المحتل". وصفحة اخرى تدعو الى وقفة احتجاجية امام السفارة الاسرائيلية فى ذكرى النكسة وحملت الصفحة صورة نجمة اسرائيل تحترق. واسس تونسي آخر صفحة على الموقع نفسه تحت اسم "يوم 7 جوان" (حزيران) واتخذ شعاره: "يوم البيعة للقدس في ذكرى النكسة وإغتصاب زهرة المدائن".

اما في مصر، حيث قامت القوات الاسرائيلية في 5 حزيران 1967 بهجوم في عمق سيناء وضربت الطيران المصري واحتلت المنطقة.. فسيخصص المصريون اليوم نفسه هذا العام لاسترداد كرامة الشعب المصري وقد حظيت الصفحة بتأييد نحو 30 شخصا. اما صفحة "مليونية الى القدس في ذكرى النكسة 15 ايار" فحظيت بتأييد 5 أشخاص.

على صفحة اخرى، سلسل احد المنظمين للتظاهرة أبرز محطات الحرب نفسها من الإثنين 5 حزيران 1967 حتى السبت 10 حزيران، محاولا من خلال ذكره للموقعات العنيفة بين القوات الاسرائيلية والشعوب العربية، ان يحرك الشعوب المعنية للمشاركة في التظاهرة المليونية.

يذكر ان حرب الـ1967 هي جولة أو معركة من سلسلة معارك الصراع العربي – الصهيوني ويطلق الاسرائيليون عليها "حرب الستة أيام"، التي حدثت بين إسرائيل من جهة وكل من مصر، الأردن، وسوريا من جهة أخرى مع بعض الجيوش العربية مثل الجيش العراقي الذي كان مرابطا في الأردن، ذلك الاسم نظرا لتفاخرهم بأنها استغرقت ستة أيام فقط لا غير استطاعوا فيها هزيمة الجيوش العربية. وكانت ميليشيات يهودية أجبرت في تلك الحرب، أكثر من 760 ألف فلسطيني على ترك منازلهم في فلسطين، ليبلغ عدد هؤلاء اللاجئين في الوقت الراهن مع أحفادهم 4,8 ملايين شخص يتوزع القسم الأكبر منهم على الأردن وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية

السابق
فتفت: بارود مخطئ وتصرّف نحاس يخدم إسرائيل
التالي
مشاهدات من أمام المزبلة