قبلان:أخاف على لبنان من الانزلاقات والاختراقات

 ألقى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: الدنيا تجارة وبيع، منا من يتاجر مع الله ويكسب رضاه، ومنا من يتاجر لكسب الدنيا ويتاجر باللهو والحياة والزينة، وعلينا ان ندرس الوضع بدقة ونختار بموضوعية واهتمام ونبتعد عن اللغو والكذب والفساد، ونعمل بإصرار وإلحاح لنكون من أهل الخير، ونبتعد عن الشر ونكون دائما في رحاب الخير ومساحات الرحمة والصدق، ونعمل بإخلاص وبمواقف ثابتة ومواقع صادقة، فالإنسان عليه ان يتاجر مع الله والتجارة مع الله لا كساد فيها ولا خسران، فعلينا ان نعمل بصدق وإخلاص ومحبة ونبتعد عن كل منكر وفساد وشر لنبقى في خط الاستقامة وطريق الإخلاص والصلاح، علينا ان نكون من عشاق الحق والحق هو الله سبحانه وتعالى ونزين وضعنا، ونبتعد عن المنكرات والشرور والبغي.
ورأى الشيخ قبلان ان لبنان معرض للاهتزازات ومراقب ومحاسب من الخارج، والمطلوب منا الإصلاح، والإصلاح يكون بالتنظيم، والتنظيم يكون بقيادة عاقلة هادئة من أهل الثقة والصلاح والإخلاص، وان نخاف الله ونخشاه ونبتعد عن المطبات الخبيثة.
وتطرق إلى ما جرى بالأمس فقال: إن ما جرى في وزارة الاتصالات غير معقول ومؤسف جدا، ولم نكن نتوقع او نتصور ان يحصل هذا الأمر في لبنان، فما جرى هو ان فريق امني واحد يتحدى الواقع، ويتورط ويورط البلد في المشاكل.
وتوجه إلى المسؤولين بالقول: شكلوا الحكومة، ونظموا أمركم، وشأنكم، ولملموا شتاتكم، واجمعوا كلمتكم قبل ان تتفاقم الأمور ونصل إلى المنزلقات الخطيرة، فالتأجيل يؤدي إلى الفوضى فلماذا التأجيل والتسويف؟ ان تشكيل الحكومة هو باب الفرج، والتسويف بتشكل الحكومة يجرنا إلى الويل والثبور، فالحكومة تعطي لكل حق حقه ولكل إنسان دوره، نحن نطالب إن نكون من أهل الخير ونبتعد عن الشر، قد أصبحنا في زمان يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل، ولا يظرف فيه إلا الفاجر، ولا يضعف فيه إلا المنصف يعدون الصدقة فيه غرما وصلة الرحم منا، والعبادة استطالة على الناس، فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء وإمارة الصبيان وتدبير الخصيان، لذلك علينا ان نتحكم بعواطفنا ونلتزم بالصدق والحق واليقين ونبتعد عن المهاترات.
وأضاف: نحن نرفض التهجم على احد، نحن نريد حكومة تقوم بواجبها، تنظم الأمور وتهتم بشأن الناس، وتعالج مشاكلهم، وتداوي المريض، وترتفع إلى مستوى من القيم والأخلاق لتبقى الاستقامة في طريقها الصحيح، نحن نريد أمنا وسلاما، ونريد قوة عاقلة لا قوة ظالمة.
ورأى ان الأمور أصبحت متعبة ومؤسفة، وكأن لبنان أصبح مزرعة يتقاسمه الانتهازيون الذين يعملون ليل نهار لكسب المصلحة الخاصة، في المقابل نرى اللهو والبغي والفساد، وهناك لقاءات وأعمال تفسد المجتمع اللبناني، وعلى اللبنانيين ان يبتعدوا عن اللهو والشهوات والحفلات التي تفسده وتضر أخلاقه وعقله وتنهب ماله، ونحن كرجال دين علينا ان نصحح المسار، ونرمم البناء، ونبتعد عن الكيدية، ونضع الأمور في نصابها الصحيح، غير معقول ان تبقى الحالة على ما هي عليه، فالالتزام الديني خير خلاص، والرجوع إلى الله من أفضل الأمور، والالتزام بالأخلاق الدينية نجاة من الهلكة، لذلك نطالب بشدة وبإصرار التحرك السريع لوضع حد لهذه الانزلاقات وهذه المشاكل، وعلينا ان نستوعب الأمور، وندرك الانزلاقات الكثيرة والمرة التي لا تخدم الإنسان بل تخدم الشيطان، لذلك نجدد المطالبة وبإصرار بتشكيل الحكومة قبل فوات الأوان لان التدخلات مسيئة، وأنا أخاف على لبنان من هذه الانزلاقات والاختراقات، نحن نريد عيشا كريما وأمنا مطمئنا وسلامة في كل حق، نريد لبنان صاحب دور حضاري وإنقاذي.
وإعتبر ان ما يجري على الأرض مؤسف جدا، ولا يستوي المحسن والمسيء، نحن نريد امنا واستقرار وهدوءا ومعافاة، نريد قوة عاقلة لا نريد قوة ظالمة متهورة، فالبلد تحتاج إلى فكر ووعي وإدراك، علينا ان نبتعد عن الغرور والأنانية والشخصانية، علينا ان نكون قلبا واحدا وايدي متماسكة، نحارب الظلام والظلم والفساد.
أضاف: ان المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي أسس على التقوى وحارب المؤامرات والفتن يطالب بجمع الكلمة ورأب الصدع ولم الشمل، نحن في لبنان رأس حربة نقاتل إسرائيل دفاعا عن أرضنا ولا نخذل انفسنا، وندعم بكل قوة سوريا ونطالبها بالإصلاح وبشمل الإصلاح كل المناطق السورية، نحن نحترم سوريا لأنها وقفت معنا، لأنها دولة الممانعة والمقاومة والدعم، نحن لا نتعصب لسوريا كسوريا بل للمواقف التاريخية التي نطالب بها ونعمل من اجل تحقيقها، ان لبنان من دون سوريا فرع من دون ثمر وورق، وعلينا ان نقوم بواجباتنا ونقول للذين يتحركوا ضد سوريا اعطوا مجال للنظام السوري ليحقق المطالب.
وأكد ان العدو الإسرائيلي هو مسخ يتحدى العالم ويرفض ان يعطي الشعب الفلسطيني أرضه ودولته وكرامته يتحرك بكل خبث ومكر وعناد، فمتى يستفيق العرب من سباتهم ومتى نخلع البرقع عن عيوننا، لا يمكن ان تعود الأمور إلى ضيائها الا بالالتزام ألديني ولا يستتب الأمن إلا بالرجوع إلى الله تعالى نعمل برضاه ونرجع إلى النبي محمد لنتعلم منه الصبر وكظم الغيظ والمحبة والرأفة والتعاون والسير في خطى ثابتة.
وقال: ان لبنان له الشرف ان يتصدى لإسرائيل ويحاربها، هناك دول عربية كثيرة تعيش السكون وتصم الاذان وتعمل لمصالحها الخاصة، فلبنان دولة مباركة بتعدد مذاهبها وبمعملها الجيد والصادق نحن نتعامل في ما بيننا بميزان الحق والعدالة والإنصاف والمساواة، المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يدعو الجميع للتواضع وللتنازل عن الأنانية، ويدعو اللبنانيين للتماسك في ما بينهم، نقول لكل السياسيين انصتوا فهذا الوقت ليس وقت مزايدات بل وقت إنقاذ لدولة فتية كلبنان، نحن لا نتعصب لشخص او فريق نحن نتعصب للحق والصدق.
وطالب الشيخ قبلان الدول العربية والإسلامية بعقد اجتماع قيادي منظم مفهرس لدرس التطورات الحاصلة في المنطقة والأمور التي أحاطت بنا لاحتواء الأزمات ووضع حد لأي تدخل واختراق خارجي. 

السابق
أسامة سعد: ما حصل امس خطير وسابقة لم تحصل
التالي
الموسوي: نرفض أن يكون لبنان منصة لذبح سوريا