الشاشات بين الاستغراق “بعيد التحرير” والتجاهل!

لولا المتابعة الخاصة من قبل محطة «أن.بي.أن» مع فارق الإمكانيات البشرية والتقنية، لبدت قناة «المنار» على امتداد نهار أمس الأول، وكأنها الشاشة الوحيدة المعنية بعيد المقاومة والتحرير، فأفردت كل مساحة البث لهذه المناسبة، التي استنفر لها فريق عملها. فيما بدأ صباح «تلفزيون لبنان» نابضاً، الا أنه ما لبث أن عاد الى سباته مع تقدم ساعات النهار.

أما على مستوى الفضائيات العربية، فلم يبرز الحدث اللبناني، الى جانب تغطية الأحداث الجارية في العالم العربي. فقناة «الجزيرة» كما «العربية» غارقتان في ليبيا، سوريا، واليمن.
وغيّبت معظم القنوات المحلية المناسبة عن شاشاتها، الى أن اطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عصراً من بلدة «النبي شيت». مما فرض على المحطات نقلاً مباشراً، باستثناء «المستقبل» التي عرضت رسوماً متحركة على شاشتها الزرقاء، ونشرة أخبار بالفرنسية على «الإخبارية»!

ووحدها «المنار» واكبت ما بعد خطاب السيد نصرالله بمجموعة من الاتصالات والمداخلات حول مضمون الخطاب مع شخصيات سياسية ومحللين.
كثفت «المنار» من بث كليبات وصور من شريط ذاكرة عام 2000. وعبر جمهور المحطة عن فرحه بالعيد مباشرة عبر برنامج «مع المشاهدين». وبثت حلقة «وعادت الحياة» لهيام رزق بعد النشرة الاخبارية الرئيسية. ثم عرض فيلم «أهل الوفا» للمخرج نجدة أنزور في عرض اول على الشاشة الصغيرة. بالإضافة الى الأناشيد الثورية الخاصة بالمناسبة. فيما واكبت «ان بي أن» المناسبة عبر إعلانات ترويجية خاصة، وبث أغان ثورية، ونشاطات خاصة بذكرى التحرير ضمن فقرة «اخبار المناطق». وحلقة خاصة في برنامج «آخر كلام». وكان لافتاً الفيلم الوثائقي «نسيم الحرية» من اعداد وتعليق الزميل يعقوب علوية.
وكان «تلفزيون لبنان» خصص برنامجه الصباحي للمناسبة، بإشراف الزميل عبيدو باشا، عبر استضافة أسرى محررين من سجون الاحتلال، وعرض كليبات خاصة بالإعلام الحربي للمقاومة. ثم ما لبث التلفزيون الرسمي أن استأنف ظهرا برامجه المعتادة.
وغابت ذكرى التحرير في قنوات «أو.تي.في»، و»أم.تي.في» و»أل.بي.سي»، وانهمكت «الجديد» كما «المستقبل» في تغطية الأحداث السورية ودورة برامجها المعتادة.
ويبدو ان البرامج الحوارية الصباحية في عدد من القنوات المحلية اختارت بمعظمها ضيوفاً معنيين بالتحرير «شكلاً»، إلا ان مضمون اللقاءات ركز على الملفات اللبنانية والأحداث العربية، والسورية خصوصاً. فحلّ النائب السابق اميل اميل لحود ضيفاً
على «الجديد» في برنامج «مع الحدث»، الذي لم تفرد فيه الزميلة نانسي السبع مساحة للحديث عن معاني التحرير، خاصة ان الضيف كان برفقة والده الرئيس لحود في اليوم السابق للحوار، في جولة جنوبية، التقى فيها مجاهدي المقاومة الميدانيين.
واستضاف «نهاركم سعيد» في «ال.بي.سي» الوزير السابق وئام وهاب، في حوار لبناني صرف، وملفات أخرى تقاطعت مع ما طرحته قناة «أم.تي.في» على ضيفها عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جوزيف المعلوف.

اما قناة «او.تي.في» فراعت المناسبة عبر استضافتها العميد المتقاعد امين حطيط الذي تحدث في كل الملفات المطروحة، من بوابة التحرير، حاله من حال الزميل غالب قنديل الذي حل ضيفاً على برنامج «الحدث» عبر قناة «المنار».

السابق
الدولة الفلسطينية: الاحتفال على شفير الهاوية
التالي
الانتخابات التركية: نقطة تحوّل في تركيا الحديثة