بن لادن والسوبرمان الأميركي!

الواقع يؤكد تعاون الاستخبارات الباكستانية بتسريب معلومات عن مكان بن لادن مع القوات الأميركية. ووقع الحدث في منتجع للضباط المتقاعدين الباكستانيين، وحتى لا تتورط الحكومة الباكستانية مع مؤيدي بن لادن في باكستان وأفغانستان، جعلت تنفيذه تحت قيادة كوماندوس أميركية، «وعلى راس الأميركان يتحلموه»، نحن أمة عربية وإسلامية عبارة عن أوعية فارغة تتلقى الأخبار، سواء كانت كاذبة أو حقيقية، لعدم قدرتنا على تغيير الأحداث والأخبار، فمثلاً حوادث 11 سبتمبر 2001 خبر كبير جعل الكرة الأرضية ومن عليها يتقافزون كالقرود، وسواء قبلنا أم لم نقبل، سيناريو معد مسبقاً علينا أن نتقبل الخبر كما هو. وهكذا هي الصورة أمامك على شاشة العالم يجب أن تعيش أحداثها كما هي، سواء كانت خيالية أم واقعية، وسواء كانت الطائرات من دون طيار أو يقودها كابتن أميركي أخرق.. المهم أن الاصطدام أصاب الهدف بجدارة يحسد عليها، وحدث الانفجار الكبير وتساقطت المباني الثلاثة من قواعدها، مثل أفلام الرعب والإثارة في هوليوود، والأسد الذي يزمجر معلناً بداية المعركة على شاشة السينما، وانهزم السوبرمان والرامبو الأميركي في بداية غزوة مانهاتن، وبدأ بعدها سيناريو الأحداث المؤلمة التي غطت على التراجيديا الأميركية أفلام بارعة الإخراج تنطلي على صبيان السياسة العربية. وهكذا هي الأحداث المثيرة يجب أن تستوعب الجرائم الدولية ضد الأبرياء والأطفال والنساء في العراق وأفغانستان. المهم أن السوبرمان الأميركي يجب أن يفوز وأن ينفذ انتقامه على أرض المعركة، وبدأ تنفيذ عملياته الشيطانية ووقوع ملايين الضحايا العرب والمسلمين وسواء كانت هذه ضمن خطة مسبقة أو غير مسبقة، سمها ما شئت، أو مؤامرة أو غير مؤامرة، المهم عليك أن تتلقى أخبار الـ«سي إن إن» والـ«سي بي سي»، كما هي، وأنت لا تقوى على التغيير. نحن نسمع الأخبار من دون جدال أو تعليق، إنه بحق اسمع وانت «غصب عليك» أن تكون متلقياً للخبر كما هو، وهكذا هي «البروبوغاندا» الأميركية، والأدمغة العربية الفائقة الذكاء التي تضحك عليك، وتصف أفكارك بالجهل، لأنك من المؤمنين بالمؤمرات. أسماء أميركية تتطابق مع الواقع الذي نعيشه هذا الأيام ومنها: القاعدة، الإرهابيون، الغزاة، رامبو، سوبرمان، المصارعة الحرة، أسطورة بن لادن مأخوذة من أسطورة يونانية قديمة تحكي عن معركة بين الخير والشر، والحق والباطل، إنه تاريخ قديم يتجدد في عالم اليوم.. صناعة جديدة وصراع تاريخي قديم بين الفرس والروم والمسلمين. أما السماسرة والوسطاء، فهم في كل تاريخ قديم أو جديد يطلون عليك عبر برامج الـ«بي بي سي» والـ«سي إن إن» يعلقون، إما ضد أو مع الأميركان، ولكن تعرفهم بسهولة من لحن القول، هذه هي حياة السماسرة العرب، يقبلون بكل شيء وبأي ثمن، المهم العملة الصعبة والمهمة الصعبة والذمة الصعبة.

السابق
الحلم الكويتي المفقود!
التالي
الراي: نصر الله: إسقاط النظام السوري مصلحة أميركية – إسرائيلية