الناقورة:فرحة التحرير تنتظر الاهتمام

فاصل مهم في حياة اللبنانيين، من شماله إلى جنوبه، هناك، في الجنوب الذي كان محتلاً من قبل العدو الصهيوني، عاش اللبنانيون زمنين بكل ما للكلمة من معنى، زمن الاحتلال وزمن… الحرية.
حلم التحرير تحقق، فيما ترتسم أحلام أخرى في أذهان الجنوبيين، هم انتظروا ذلك اليوم المجيد لعقود من الزمن، وفي أيار 2000، بات الحلم أكبر، بناء الحياة، لأننا شعب يحب الحياة.

طاهر
«صرنا نروح ونجي بلا قيود»، أول تغير خطر في بال الحاج وهبي طاهر، ويقول لـ«البناء»: «في زمن الاحتلال كنا نخرج من بلدتنا الناقورة بتصريح ونعود اليها بتصريح، هكذا قضينا أنا وعائلتي طيلة فترة الاحتلال، مقياس المعاملة التي كنا نتلقاها من قبل الصهيانة هو مقدار التعامل معهم، من يعمل إلى جانبهم تسهل أموره، ومن يعصاهم ويأبى الخيانة، أو حتى من لا تعجبهم تصرفاته، إما يرحَّل عن البلدة، وإما يرمى في السجن. كنا مقيدين كثيراً، وكانت «إسرائيل» موجودة هنا بثقلها، كما كان يوجد مركز رئيسي للعملاء في الناقورة».

ويتابع طاهر: « لم تكن «إسرائيل» تحترم أحداً حتى قوات الطوارئ وجنودها، لم أترك بلدي طوال فترة الاحتلال، لم أترك رزقي، لم أقدر على العيش خارج قريتي، لم أقدر أن أكون من المرتزقة ولاجئاً يتصدقون عليّ، صبرنا وصمدنا، حتى أن المقاومة هي التي كانت تطلب من الاهالي البقاء، الى أن أطل التحرير برايات النصر، الأمر حصل فجأة، لم نكن نتوقعه حينئذ، شعرنا بالحرية وبالحياة، لقد كنا في سجن وخرجنا منه، عدنا وتواصلنا مع كل معارفنا وأقاربنا من دون قيود، وهناك من عاد في لحظة التحرير». ويضيف: «خرج جيش لحد الخائن، أما الجيش الصهيوني فعاد مهزوماً إلى داخل فلسطين المحتلة، مدحوراً ذليلاً ومقهوراً، بينما الجنوبيون، عادوا الى قراهم التي تركوها طيلة فترة الاحتلال عودة المنتصرين على العدو وإجرامه، عادوا الى بيوتهم وبساتينهم وأرزاقهم، وساد الأمان الذي كان مفقوداً لسنوات طويلة».

من جهتها اعتبرت أم حسن انه «مثلما كانت تعيش قبل التحرير تعيش اليوم، أي أن الخوف من الأساس لم يكن موجوداً، فأنا لم أخف يوماً من الاحتلال، لكن ما تمنيته بعد التحرير هو أن تقوم الدولة بالاعمار والانماء، وللأسف الشديد لم يحصل ذلك».

أم محمود
بدورها تذكر أم محمود يزبك أيام الاحتلال، وتشكر المقاومة وابطالها على هدية التحرير، وتقول: « كنا معزولين عن العالم (تنذكر وما تنعاد) وأهم انجاز حققه التحرير أنه أعاد تواصلنا مع المناطق الأخرى، فأصبحنا نعيش بحرية (بدنا أكتر من هيك حرية).

فاطمة
أما فاطمة، التي كانت مغتربة عن الوطن، ثم عادت ايام الاحتلال لتطمئن إلى أهلها وأحوالهم، أكثر ما كان يزعجها، انها في حال ارادت الخروج من بلدتها الناقورة الى بلدة أخرى لتسيير بعض الأعمال، كانت تحتاج إلى تصريح وقت الخروج، وآخر عند العودة، «وطبعاً، كان الأمر يتطلب وقتاً طويلاً، اذ كنا ننتظر لساعات، وأحياناً كثيرة يكون الانتظار من دون جدوى، لأنهم كانوا يمتنعون عن إعطائنا التصاريح، وكذلك عندما كنا نمر في البلدة بسياراتنا، كان علينا أن نقف في حال صادفنا مرور دورية «اسرائيلية» أما حالياً، فنحن نعيش بحرية مطلقة، وهي الأهم».
دلال

من جهتها أظهرت دلال يزبك انزعاجاً من بعض سلوك قوات حفظ السلام «اليونيفل»، وتقول: «كانت «اليونيفل» تستأجر الأراضي التي أخذتها، لتكون مقراً لها من قبل الدولة، وهذه الأراضي لنا ومفترض بالدولة أن تدفع لنا الأجرة التي تأخذها من «اليونيفل» لكن الى الآن لم يصلنا شيء. وأكثر من ذلك وصل التحكم والقيود التي فرضتها «اليونيفل» علينا، أنهم حددوا لنا مواعيد الدخول الى المقبرة، فهم يحرسونها، وكان يحق لنا بيومين فقط، واذا توفى أحد المواطنين، كنا نحتاج الى معاملات لدفنه».
أنا فرحة بالتحرير والحرية، وفرحة بإنجاز المقاومة يقابلها مطالبة الدولة بدعم المناطق المحررة حتى تتمكن من الصمود في أرض الانتصار، الأرض التي هزمت «إسرائيل» وأعادت الكرامة إلى كل شريف وحُرّ.

السابق
الرفاعي: نصر الله سيعرض للموضوع الحكومي من ناحية تقريبية
التالي
الموسوي: المقاومة حاجة للبنان