“مذكرات ضائعة” مولد جديدة للكاتبة لطيفة سلطان

 هي "مذكرات ضائعة" تشبه الى حد كبير،ايامنا الضائعة في غياهب البحث عن سطوع نجم لبنان السياسي مع حكومته،ولكنها عبر كلمات الشاعرة لطيفة سلطان أضحت،مذكرات ضائعة بين سرسبيل العشق،المتلوي كأغصان الايام،وبين تراتيل حرية الشمس، التي تستل بأشعتها شرارة خجولة،تطرق باب صفحة لطيفة سلطان، التي انزلت الهامها وَشوشات جنونية تائهة،في تركيب اسطر خواطرها،ومنمنات نثرية،انتهى بها المطاف في شرفة،اطلقت عليها "مذكرات ضائعة"،دخلت منها الى عالم الكتابة المتهاوي،عند عتبات انحلال مفهوم القراءة،الشبه معدوم في بلد يرتبط اسمه بالثقافة،ما حذا بالشاعر غسان مطر للقول"إن أخاف عليك من القلة،فخيار الكتب في هذا الزمن مقفهر،أنه زمن تحول فيه الناس الى ألة،ةالألات لا تقرأ،وإن قرأت فلا تتجاوز العناوين،أما التذوق ومتعة الكتاب،فقدت منذ بطُل البثور،أمام صفوة الكمال"،كانت كلمات الشاعر غسان مطر تنهمر كأن عصف في وقت إنعدم فيه العصف،عصف فكري أعلن ثورته،في زمن إنحلال الأفكار،التي سدخلت في أتون التجارة الفكرية،وهذا ما شدد عليه مطر،كما لو كان يوصي بوصية،لرعيل الشباب المقبل على الكتاب من جديد"لا تبخل على الكتابة،بل ثابر على المطالعة،فلا تيأس وكن متمردا عازفا على أوتار الكلم الرائعة"،كان يوجه كلماته الى تلك الشابة التي أينعت كلماتها،أول كتاب لها،أسمته "مذكرات ضائعة،ما حذا بمطر للقول" لا يأس من هزلية المطالعة،ولا يأس من غياب الثقافة،طالمة هناك شمس وقمر،وما دامت السماء تسهر على العاشقين،ستبقى اللكمة ساحرة حروفها،وستطل أوتارها أسرة القلوب".
كانت تراتيل حرية الكلمات ترفرف،في قاعة مركز كامل يوسف جابر الثقافي الإجتماعي،التي إحتضنت حفل توقيع كتاب "مذكرات ضائعة"،للطيفة حسين سلطان،وهو باكورتها الشعرية الأولى،التي وقعتها تحت أجنحة إتحاد الكتاب اللبنانين الذي مثله الدكتور حسن محمد نور الدين،وهيئة تكريم العطاء المميز ممثلا بالمفتش التربوي الدكتور محسن جواد،وبحضور النائب عبد اللطيف الزين،النائب السابق ورئيس إتحاد الكتاب السابق الشاعر غسان مطر،رئيس بلدية كفررمان كمال غبريس،وفاعليات أدبية،شعرية،ثقافية وأهلية…
"حين يصبح الصمت لغة جديدة تقتحم عالم اللغات فحين تنتفي معنى أبجدية الكلمات،ويبدأ السباق نحو المجهول"،ربما تلك الكلمات التي ذيلت على غلاف الكتاب،أصدق إنباء لأهمية إقحام تلك اللغة اليوم،بل دفع مطر الى حد القول"المعرفة ستجعل من لطيفة باحثة دائمة عن الغنى الثقافي،ولكن يقف مطر عند همزة "شح المطالعة،الذي يدفع بالكتابة الى الهاوية،بل يمزقها ويخفي قيمتها،سرعان ما يقول"إقرأي كثير،إكتبي كثيرا ومزقي اكثر ولا تحتفظي إلا بما ترين أنه يحمل بصمتك أنت وصوتك انت"..
لربما إستغل مطر فسحة توقيع "مذكرات ضائعة"،ليعبر عن ما أل اليه الواقع الثقافي في الوطن،ولكنه شكل له مدخلا لتخفيز الشباب على الكتاب،وعدم الإرتهان لليأس من فقدان من يقرا..وإذا كان مطر فند الواقع الثقافي،فإن المفتش التربوي الدكتور محسن جواد قدم قرأة نقدية للكتاب،تعمق في الشكل والمضمون والصور النثرية التي تناثرت في الكتاب الذي خرج عن مألوف الكتابة لناحية صوره الرمزية التي عبرت عن حرية الكاتبة بريشتها الخاصة،وفي حين قدم الشاعر عباس فتوني قصيدة من وحي الكتاب،قدم الدكتور حسن نور الدين قراءة نثرية مطولة للكتاب،لتتولى الكاتبة لطيفة سلطان بقراءة نثيرية من كتابها ثم توقع "مولدها الاول في حضرة عشاق الكلمات.
 

 

السابق
حرب لا يمانع المشاركة في حكومة تكنوقراط
التالي
فضل الله: نشهد حملة تحريض أميركية واضحة ضد سوريا