هكذا تباينت تغطية القنوات “لمسيرة العودة”

بدت قناة «المنار» على امتداد نهار أمس، وكأنها «أم الصبي»، فكانت في مقدّمة الأقنية المحلية، التي نقلت وقائع مسيرة العودة، انطلاقاً من تبنيها للقضية الفلسطينية. واستنفر فريق عملها ومراسلوها من بلدة مارون الراس، وغزة والضفة الغربية، حيث قسمت شاشتها الى ثلاثة أجزاء لنقل الحدث من مختلف جوانبه ونقاطه الجغرافية.

أما على المستوى الفضائيات العربية، فتميزت «الجزيرة» بوتيرة دؤوبة في التغطية، حيث استفادت من شبكة مراسليها الواسعة، سواء من الداخل الفلسطيني أم في الدول المجاورة المعنية بالمسيرة. وبدت بوصلة القناة موجّهة نحو فلسطين، إذ قسمت شاشتها الى اربعة اجزاء لدواعي المواكبة الحثيثة، في وقت لم تغب فيه الأحداث في ليبيا واليمن، خصوصاً سوريا عن واجهة الشاشة القطرية.
وغيّبت معظم القنوات المحلية مسيرة العودة عن شاشتها، الى أن فرضت الاحداث الأمنية، على الحدود الفلسطينية مع لبنان وسوريا، نوعاً من التأهب لدى بعض المحطات، وتجلى ذلك اما عبر تغطية التوتر، او الاكتفاء برسائل من المراسلين ضمن نشرات الأخبار.

وفيما انفردت «المنار» و»ان.بي.ان» بنقل مباشر من موقع التجمّع في بلدة «مارون الراس»، فقد تفاوت مستوى تغطية الحدث لمصلحة «المنار»، وما رافقه من اطلاق نار من قبل جيش العدو على المتظاهرين في غزة والضفة الغربية. وانفردت «المنار» بنقل وقائع المهرجان من مارون الراس، في حين اكتفت «أن بي أن» بنقل الصورة فقط، في وقت كان الصوت مجيّراً لمصلحة النائب السابق زاهر الخطيب، الذي استضافته القناة للحديث حول الثورات العربية والسياسة اللبنانية.
وكثفت «المنار» من بث الإعلان الترويجي للمسيرة، وقد غاب عن معظم الأقنية، بما فيها «الجديد» التي بثت الإعلان الترويجي لمسيرة العلمانيين المرتقبة في بيروت. وأعادت «الجديد» عرض برنامج المنوعات «والتقينا عند رابعة»، الى حين
حصول إطلاق نار على الحدود اللبنانية – الفلسطينية. عندها تمّ قطع بث البرنامج، لنقل ما يجري في بلدة «مارون الراس»، عبر الزميلة اوغاريت دندش، لتعاود المحطة بعدها عرض برنامج «لقطات الكاميرا الخفية» في إرباك واضح في البرمجة.

وغاب الحدث عن قنوات «أو.تي.في» و»أم.تي.في» و»أل.بي.سي»، حالها حال قناة «المستقبل» التي انهمكت في تغطية الأحداث السورية من بوابة «تلكلخ» المجاورة لبلدة «وادي خالد» اللبنانية. وكعادته ظهر «تلفزيون لبنان» خارج سياق ما يجري حوله من أحداث، مهتماً بالسياحة المناطقية وبإعادة عرض برامج مسائية. وفيما ركزت معظم القنوات في فترة بعد الظهر على تغطية المستجدات الأمنية على الحدود، كان التلفزيون الرسمي يعرض برامج للرسوم المتحركة!
وكانت معظم القنوات المحلية استأنفت برامجها الصباحية كالمعتاد، وتتضمن فقرات الطبخ والابراج والتنجيم. فيما قام «المنار» بتطعيم فقرات برنامجه الصباحي باستضافة شخصيات فلسطينية معنية بتنظيم المسيرة.

وغيبت البرامج الحوارية – السياسية الصباحية مسيرة العودة، وركزت على الأحداث السورية والملفات اللبنانية المطروحة. فحل النائب عقاب صقر ضيفاً على «الجديد» في برنامجها «مع الحدث» في حوار ركز على الأحداث السورية من الزاوية اللبنانية، وعزز الحوار رسائل مباشرة مع الزميلين كرستين حبيب من وادي خالد، ومالك الشريف من سوريا. ولولا الرسالة الوحيدة للزميلة اوغاريت دندش من «مارون الراس» لكان البرنامج خارج سياق ما يجري على حدود فلسطين.

وفي «ال.بي.سي» استضاف برنامج «نهاركم سعيد» الزميل سركيس نعوم، في حوار لبناني صرف، حول تأخر التشكيل الحكومي وملفات أخرى تقاطعت مع ما طرحته قناة «او.تي.في» على ضيفها الوزير السابق كريم بقرادوني.

اما «الجزيرة» فبدت مهتمة بمسيرة العودة، وعمدت بعد الظهر الى النقل الحي من بلدة مارون الراس الجنوبية، على خلفية التوتر الأمني المستجدّ. واستصرحت المحطة ناطقاً باسم الجيش الإسرائيلي للتعليق على الاحداث. واستمرت «الجزيرة مباشر» تركّز في بثها على الأحداث المصرية ما بعد «ثورة يناير».

واكتفت «العربية» بعرض بعض الرسائل المباشرة من مراسليها في رام الله وغزة. ولدى حصول توتر أمني على الحدود الإسرائيلية مع الجولان قدمت «فلاش عاجل»، أعلنت بموجبه عن «خرق للأسلاك الشائكة واستنفار للجيش الإسرائيلي». وأفردت مساحة في شريطها الإخباري لتصريحات أفراد من جيش العدو حمّلت الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية التوتر الأمني على الحدود.

السابق
الالخبار: الحكومة: عقد جديدة واتّهامات متـبادلة
التالي
فلسطين: فاتورة “الانظمة” مجددا