نفايات منطقة النبطية.. عود على بدء

يبدو أن أزمة التخلص من النفايات في منطقة النبطية قد وصلت إلى حائط مسدود بعد فشل شركة الجنوب للمقاولات في إيجاد مكب بديل عن مكب كفرتبنيت الذي أقفل منذ ثلاثة أشهر بوجه شاحنات الشركة، لانتهاء مدة العقد بين الشركة المذكورة وبلدية كفرتبنيت. وأعلن رئيس إتحاد بلديات الشقيف محمد جميل جابر أن الإتحاد سوف يقوم بإلغاء العقد المبرم مع شركة الجنوب للمقاولات في حال لم تجد الشركة حلا خلال 24 ساعة. واتهم جابر الشركة بالعجز عن إيجاد مكب منذ مطلع السنة الحالية رغم أن بنود العقد تلزمها بذلك. وقال إن العقد الموقع مع الشركة كلف إتحاد بلديات الشقيف منذ أكثر من سنة حوالي مليارين و900 مليون ليرة لبنانية. ومع ذلك ما زلنا نراوح مكاننا.

وتشير المعلومات الى أنه ثمة ضغوط تمارس على شركة الجنوب للمقاولات لإلزامها بالعودة إلى مكب كفرتبنيت وفق شروط مالية وضعتها بلدية كفرتبنيت تفرض على الشركة دفع مبلغ 100 مليون ليرة شهريا بدلا من 25 مليونا كانت تدفعها طيلة فترة استعمالها للمكب، ما اعتبره البعض مطلبا تجاريا أكثر منه شعبيا. وفسر التحركات الشعبية على أنها ضغوط تجارية .

وكانت شركة الجنوب للمقاولات قررت، بالإتفاق مع بلدية زوطر الغربية وموافقة من إتحاد بلديات الشقيف، استعمال قطعة أرض في خراج البلدة كمكب بديل من مكب كفرتبنيت لقاء بدل مالي يصل إلى حدود 500 مليون ليرة سنويا. وفوجئت الشركة بعد يومين من بدء العمل بالمكب بتحركات شعبية نظمها أهالي بلدة ميفذون المحاذية للمكب المتفق عليه، أخذت في بعض الأحيان طابع المواجهة المسلحة، حيث قام مجهولون أثناء إحدى الإحتجاجات بإطلاق أعيرة نارية في الهواء. وكاد المكب أن يتسبب بـ"حرب أهلية" بين ميفذون وزوطر الغربية. فالمكب الذي أجّرته بلدة زوطر الغربية لشركة الجنوب للمقاولات يقع ضمن عقارات البلدة لكنه أقرب جغرافيا إلى بلدة ميفذون منه إلى بلدة زوطر الغربية وهو متاخم للأماكن السكنية والأراضي الزراعية والمراعي في ميفذون. كما أن الشاحنات التي تنقل النفايات إليه لا بد أن تمر من داخل ميفذون. لذلك نظم أهالي البلدة تحركات شعبية بوجه البلدية والشركة ووقفوا سلاسل بشرية بوجه الشاحنات التي نقلت إليه خلال يومين كميات كبيرة من النفايات. ويقول شهود عيان أن الشركة وعدت بطمر النفايات وليس تركها مكشوفة، لكنها لم تف بوعدها.

يبرر أبناء ميفذون تحركهم بالتذكير بمعاناة أهالي كفرتبنيت مع المكب الشهير، بعدما حول حياتهم إلى جحيم بسسب عدم إلتزام الشركة المعنية بأدنى الشروط البيئية والصحية ويرفضون أن تتحول بلدتهم إلى مكب نفايات للمنطقة. ويشير أحمد جابر الى أن الشركة نقلت نفايات مناطق بنت جبيل ومرجعيون وجزين إلى المكب المحاذي لبلدتنا، ولا يجوز أن تتحمل بلدتنا أعباء تخلص كل مناطق الجنوب من نفاياتها. ويرى حبيب جابر أن أزمة جبل النفايات في صيدا شاهد على تقصير الدولة في مسألة معالجة النفايات، فهل يعقل أن تتحول براري البلدة إلى جبال من النفايات ولا نعترض على ذلك؟ وهل استطاع أهالي صيدا حل هذه المشكلة؟ عندما يجدون لها حلا مناسبا سوف نتركهم يستعملون أراضي بلدتنا كلها مكبات للنفايات.

واعتبر رئيس بلدية ميفذون وفيق جابر ان التحرك الشعبي لأهالي البلدة استهدافا شخصيا له. واستبعد أن تكون له دوافع سياسية. وقال: صلاحياتي كرئيس بلدية ميفذون لا تمكنني من إلغاء عقد وقعته بلدية أخرى، وبالتالي لا يمكنني إقفال المكب لأنه لا يقع ضمن عقارات البلدة. لذلك أعتبر ان التحرك يستهدفني شخصيا ولا يستهدف المكب. أما مدير شركة الجنوب للمقاولات علي عياش فيؤكد أن المواجهات الشعبية يقوم بها أشخاص مدعومون سياسيا رغم أن المسؤولين السياسيين في المنطقة ينفون ذلك.
يذكر أن شركة الجنوب للمقاولات وإتحاد بلديات الشقيف يعملان منذ أكثر من ثلاثة أشهر لإيجاد مكب مؤقت لنفايات بلدات إتحاد بلديات الشقيف البالغ عددها 29 بلدة إضافة إلى مدينة النبطية ريثما يبدأ العمل في معمل فرز وتدوير النفايات في وادي بلدة الكفور نهاية هذا العام. لكنهما يتنقلان من منطقة إلى أخرى دون جدوى، ويواجهان في كل مرة بتحركات شعبية واسعة. ويقال إن تجهيز مكب زوطر الغربية كلف إتحاد بلديات الشقيف حوالي 44 مليون ليرة وتوقف العمل به. وكان الإتحاد صرف ما يفوق 45 ملين ليرة لتجهيز مكب شرقي بلدة كفررمان ما لبث أن أقفل أيضا على وقع الإحتجاجات الشعبية.

السابق
المسيرة العلمانيّة دقيقة صمت …جنوبيّة
التالي
الحريري: فلسطين ستبقى قضية العرب المركزية