مدرسة العمروسية الرسمية مبنى متصدّع لـ 592 تلميذاً

هي مدرسة رسمية… لكن لا أحد يعرف كيف يدخل اليها التلامذة ويتعلمون فيها لساعات في مبنى متهالك يشبه لوهلة كاراج مقفل. تكشف الصور الفوتوغرافية لمدرسة العمروسية الثالثة المتوسطة الرسمية المختلطة الكائنة في حي البركات في منطقة الشويفات، بناء مدرسيا مصدعا "غزاه" النش والرطوبة والصدأ وكل مرادف يصب في خانة "اللاتربية". يقصدها 592 تلميذاً من المنطقة وهم من ابناء الطبقة المنتسبة الى القطاع الرسمي رغم انفها، لأن العين بصيرة واليد قصيرة! فاعادة ترميم المدرسة يحتاج الى "قوننة" العلاقة بين مالكي العقار ووزارة التربية.

طرقنا خلال عطلة الاسبوع باب المدرسة. مكتب المدير الخال، يظهر فيه النش والرطوبة على مساحات واسعة من جدرانه. تنتشر الفوضى فيه عموما وتتكدس على اريكة قرب مكتب المدير ملفات مدرسية وادارية منسية على ما يبدو. من جهة اخرى، يحرص مدير المكتب على ان يرافق النش والرطوبة ديكورا خاصا به ضم كما رأينا خريطة لبنان وصورة لمغارة جعيتا وشتول خضراء. لا نحتاج طبعا الى ان نشير الى ان المكتب يفتقر الى جهاز كومبيوتر ويبقى على المكتب جهاز هاتفي قديم جدا. فالزيارة الميدانية التي قمنا بها تظهر ان انتشار النش هو قاعدة عامة في المبنى عموما وفي الصفوف كلها اي في 32 صفا موزعا على مبنى مؤلف من اربع طبقات. لا يشغل تلامذة المدرسة كل الصفوف لان عددهم يصل الى 592 تلميذاً والبرامج التربوية توفر الدراسة بدوام واحد من الروضة الى الشهادة المتوسطة ووفقا للمنهجين الفرنسي والانكليزي. لكن المقومات الصحية غير متوافرة في المدرسة، فالصور التي التقطناها تشير الى ان سقف الملعب الحديد متهاو ومتصدع ويسهل تدفق الامطار الى داخله. اما المكان المخصص لشرب الماء فهو مؤلف من هندسة غريبة سكنها الصدأ والنش والرطوبة: حنفيات عدة قديمة يملؤها الصدأ لشرب الماء او لغسل الايدي والثقوب تخترق الجدران. اما المخيف فهو الوضع المزري للحمامات التي تفتقر الى جور صحية، لا بل الى شبكة صرف صحي. الرائحة الكريهة مؤذية في حمامات الفتيات والفتيان. اضف الى القائمة عدم وجود ابواب متينة وشبابيك لائقة في غرف التدريس ووجود سلم ضيق وقديم جدا، يعتبر المسلك الوحيد لانتقال التلامذة من الملعب الى الصف.

"قوننة الترميم"

في وضع المبنى، ذكرت مصادر تربوية ان عجز وزارة التربية عن القيام بواجبات الترميم في مدارس رسمية عدة يعود الى عدم صدور الموازنات في تواريخها لتتمكن من صرف الاعتمادات.
بدوره، لم ينكر وزير التربية حسن منيمنة في حديث وجود نماذج مشابهة لهذه المدرسة الرسمية، مشيرا الى اننا "سنطلق السنة المقبلة خطة لترميم المدارس الرسمية على مراحل عدة بدعم من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية".
وبعد دعوة مؤسسات المجتمع المدني الى التعاون مع الوزارة للنهوض بالمدرسة الرسمية، اكد منيمنة انه من الصعب على وزارة التربية ترميم مدرسة العمروسية الثالثة المتوسطة الرسمية المختلطة قبل "قوننة" الموضوع بين الوزارة ومالكي المدرسة.
من جهته، اشار مدير التعليم الابتدائي جورج داود الى اننا اضطررنا لاشغال بناء المدرسة منذ عامين لان لا وجود لبديل لها في المنطقة القريبة المجاورة. ولفت الى ان ليس هناك "رابط تعاقدي قانوني بين وزارة التربية ومالكي العقار". واكد ان "الوزارة تدفع بدلات اشغال لمالك العقار"، مشيرا الى ان "الوزارة لن تقدم على ترميم المبنى الا بعد اكمال الاجراءات المطلوبة لاقرار عقد قانوني مع مالكي العقار". واضاف ان ادارة البحوث والتوجيه رصدت الاصلاحات المطلوبة لبناء مدرسة العمروسية الثالثة المتوسطة الرسمية المختلطة".
نشير اخيرا الى اننا حاولنا الاتصال مرتين بوكيلة العقار حنان شلهوب وهي زوجة مالك العقار عصام شلهوب لنستعلم عما اذا كانت ترغب في ترميم المبنى. وفي الاتصالين لم تجب عن اسئلتنا عن الموضوع.

السابق
الإنماء والإعمار يسهو عن 300 مليون $
التالي
أيّ إعداد فكريّ في “القوّات” و”أمل” و”التقدّمي الإشتراكي”؟