ماذا بعد صرف الموظفين؟

غلى رغم أنّها مهنة المتاعب، لا يزال مجال الإعلام يستقطب شريحة كبيرة من الطلاب، حتى إنّ موجة صرف الموظفين التي شهدتها المؤسسات الإعلامية لم تنجح في كبح اندفاع هؤلاء الطلاب. وفي هذا الإطار تسلّط "الجمهورية" الضوء على المهنة – الرسالة مع جامعيين اختاروا مجال الصحافة، متخطّين قلقهم على مستقبل مهنتهم، في وقت تستمر نقابة المحررين، على حد تعبير بعضهم، في التغريد "خارج السرب".

المنافسة محمومة

تؤمن الطالبة دينا جركس في كلية الإعلام الجامعة اللبنانية (الفرع الأول)، بأنّ الصحافة في لبنان وحدها غير كافية، "ما بتطعمي خبز". وتوضح: "لقد بلغت المنافسة في مجال الإعلام ذروتها، ولا بدّ من البحث عن التمايز والتخصّص. لذا، اخترت مجال العلوم السياسية لأصقل مهاراتي وخبرتي، بما يضاعف حظوظي في إيجاد عمل".

لا تنكر دينا قلقها على مستقبل المهنة، وتحديدا تراجع الصحيفة الورقية على حساب اتساع استخدام المجال الإلكتروني وتوسّع عالم المرئي والمسموع. كما تعرب عن انزعاجها من طغيان الإعلام المُحازب على أي إعلام صادق. "للأسف، يصعب معرفة أبسط الأحداث في لبنان من دون متابعة 5 محطات تلفزيونية وتصفّح 4 صحف على الأقلّ، نظرا إلى أنّ كل قوة سياسية بات لها منبرها الخاص، ومطبخها الإعلامي الذي يراعي خصوصيتها في نقل الوقائع". وتعتبر دينا "أن لا بدّ من ثورة في لبنان من أجل إسقاط نقابة المحرّرين واستحداث نقابة أخرى تعنى بشجون الإعلاميين. وحتى الآن، المسألة ديكتاتورية بامتياز". وتسأل: "لماذا لا تساعدنا النقابغلى رغم أنّها مهنة المتاعب، لا يزال مجال الإعلام يستقطب شريحة كبيرة من الطلاب، حتى إنّ موجة صرف الموظفين التي شهدتها المؤسسات الإعلامية لم تنجح في كبح اندفاع هؤلاء الطلاب. وفي هذا الإطار تسلّط "الجمهورية" الضوء على المهنة – الرسالة مع جامعيين اختاروا مجال الصحافة، متخطّين قلقهم على مستقبل مهنتهم، في وقت تستمر نقابة المحررين، على حد تعبير بعضهم، في التغريد "خارج السرب".

المنافسة محمومة

تؤمن الطالبة دينا جركس في كلية الإعلام الجامعة اللبنانية (الفرع الأول)، بأنّ الصحافة في لبنان وحدها غير كافية، "ما بتطعمي خبز". وتوضح: "لقد بلغت المنافسة في مجال الإعلام ذروتها، ولا بدّ من البحث عن التمايز والتخصّص. لذا، اخترت مجال العلوم السياسية لأصقل مهاراتي وخبرتي، بما يضاعف حظوظي في إيجاد عمل".

لا تنكر دينا قلقها على مستقبل المهنة، وتحديدا تراجع الصحيفة الورقية على حساب اتساع استخدام المجال الإلكتروني وتوسّع عالم المرئي والمسموع. كما تعرب عن انزعاجها من طغيان الإعلام المُحازب على أي إعلام صادق. "للأسف، يصعب معرفة أبسط الأحداث في لبنان من دون متابعة 5 محطات تلفزيونية وتصفّح 4 صحف على الأقلّ، نظرا إلى أنّ كل قوة سياسية بات لها منبرها الخاص، ومطبخها الإعلامي الذي يراعي خصوصيتها في نقل الوقائع". وتعتبر دينا "أن لا بدّ من ثورة في لبنان من أجل إسقاط نقابة المحرّرين واستحداث نقابة أخرى تعنى بشجون الإعلاميين. وحتى الآن، المسألة ديكتاتورية بامتياز". وتسأل: "لماذا لا تساعدنا النقابة أقلّه في توفير فرص التدرّب؟"

اعتبارات مذهبية… وأكثر

تضمّ الطالبة نادين كحالة صوتها إلى رأي زميلتها، وتقول: "من قال إن لدينا نقابة؟ من غير شَرّ ما منحِسّ بوجودها!" وتؤكد ممازحة: "إنها لم تختر الصحافة طمعا بما تقدّمه النقابة". وتضيف: "في مرحلة من حياتي، تأثرت بالإعلامي مارسيل غانم الذي أظهر، من خلال عمله، كيف يكون الصحافي مسؤولا تجاه أفراد مجتمعه، ويرفع صوت المتألمين الذين لا منبر لهم".

ترى نادين أن لبنان يفتقر إلى المؤسسات الإعلامية التي تعتمد على الكفاية في اختيار موظفيها، "في الواقع، تتحكم الاعتبارات المذهبية الطائفية في فرص دخولنا سوق العمل، بصرف النظر عن سيرتنا الذاتية وخلفيتنا الثقافية التي نتعب من أجل تحصيلها"، معربة عن أسفها لأن معظم الطلاب الجامعيين مجرّد أبواق لأحزاب سياسية ينتمون إليها، ولزعماء يؤيدونهم.

مستقبل… مربك

من جهتها، تؤكّد الطالبة ليا قزي، سنة ثانية صحافة في جامعة الروح القدس – الكسليك، أن هاجس الطلاب لا يختلف من كلية إلى أخرى، "إذا كنّا طلاب جامعة خاصة، هذا لا يعني أنّ مستقبلنا مؤمَّن". وتضيف "تقع على الطالب مسؤولية كبيرة بدءا من التعمّق في الحلقات الدراسية، مرورا بتكوين شبكة من العلاقات الشخصية، وصولا إلى حصوله على فرصة عمل".

أسباب متعددة دفعت ليا نحو الصحافة، منها: شغفها بالكتابة، حبّها للمغامرة ومتابعة الأحداث. إلا أنها، في الوقت نفسه، قلقة على مستقبل المهنة. لذلك نراها تقول: "يغزو الفضاء الإلكتروني كل أنشطة البشر. لذا، أخشى زوال الصحافة المكتوبة، ولا سيما أننا نرى أبناء هذا الجيل يتصفّحون في ما ندر صحيفة ورقية، بل يتجهون إلى المواقع الإلكترونية".

أما بالنسبة إلى الطالبة فانيسا قزي في جامعة الروح القدس أيضا، القلقة بدورها على مستقبل الصحافة، فمشكلتها مغايرة، وتوضح: "أجيد الكتابة في الصحف التي تصدر باللغات الأجنبية لأنني أتقن الإنكليزية والفرنسية، ولكنّ المؤسف أنّ المنابر الأجنبية محدودة، وبالتالي الوظائف المتاحة نادرة".

في هذا السياق، تعبّر فانيسا عن انزعاجها من الواقع الذي تشهده حرية التعبير في لبنان، "إنّ رجال السياسة هم أكثر من يتمتعون بهذه الحرية. كذلك، يبرز المتمولون من أصحاب مؤسسات إعلامية". من هنا تعتبر أن "من غير الممكن الدفاع عن دم شهداء الصحافة، ما لم يراعِ الصحافي الشفافية والمصداقية في رسالته".

أما بالنسبة إلى الطالب روي حداد في كلية الإعلام الجامعة اللبنانية، فيبدو أكثر تفاؤلا من غيره، لأنه يقول: "على رغم الإحباط الذي يراود الطلاب، والضغط النفسي الذي يعتريهم حيال ضغط البحوث التطبيقية، أعتقد أن القمة تتسع لنا جميعا، إذا أحسنّا اقتناص الفرص المناسبة". ويضيف: "تبقى الكفاية هي الأساس مهما عظمت الواسطة، لكنّ هذا لا يمكن أن يتحقق ما لم يتم إخراج "الدخلاء" من عالم الصحافة، وترك مجال العمل لأصحاب الاختصاص فقط".

في هذا الإطار، تمنّى روي لَو تَنشط نقابة المحرّرين في عملها، "نأسف لأن النقابة بعيدة من هواجسنا ولا تحاول تحسين ظروف المهنة، ليس على مستوى الرواتب والأجور فقط، إنما أيضا لناحية الدفاع عن حقوق الصحافيين وتحصينهم".

ولا ينكر روي إيمانه بوجود حرية تعبير في لبنان، ولكن "لا بد من أن تكون مقرونة بالدبلوماسية، كضمانة لسلامة حياة أي صحافي، الذي لا يعرف متى "بيوصَل الموس لَدقنو"، على حد تعبيره. ويضيف: "يعني بَدنا نِحفظ خَط الرجعَة".

رأي نقابة المحررين

عتب الطلاب على نقابة المحررين، نقلته "الجمهورية" إلى نائب رئيس النقابة سعيد ناصر الدين، الذي أكّد أنّ "النقابة تشهد مرحلة انتقالية، وقد أعدّت نظاما داخليا يحمل الكثير من التعديلات، في انتظار أن توقعه الحكومة الجديدة". أمّا عن أبرز هذه التغييرات، فيقول: "لا يحقّ لنقيب المحرّرين إلا بدورة واحدة مدتها 3 سنوات، ولا يمكن التجديد له إلا بعد انتهاء ولاية كاملة، إضافة إلى تعديل قيمة الرسم المالي الرمزي الذي يدفعه المنتسب".

في هذا السياق، أكّد ناصر الدين أن لا توقيت محددا لفتح مجال الانتساب، "ما من مهلة زمنية معلنة، يُفتح مجال الانتساب بالاتفاق بين النقابتين (الصحافة والمحررين)، والمرة الأخيرة كانت منذ ثلاثة أعوام، حينها تمّ قبول نحو 450 منتسبا إلى النقابتين".

في الختام، شدّد عدد كبير من طلاب كليات الإعلام على ضرورة اتخاذ سلسلة من الإصلاحات تليق بدماء من استشهدوا، وبطلاب اختاروا سلاح الكلمة نِبراسا لهم.
غلى رغم أنّها مهنة المتاعب، لا يزال مجال الإعلام يستقطب شريحة كبيرة من الطلاب، حتى إنّ موجة صرف الموظفين التي شهدتها المؤسسات الإعلامية لم تنجح في كبح اندفاع هؤلاء الطلاب. وفي هذا الإطار تسلّط "الجمهورية" الضوء على المهنة – الرسالة مع جامعيين اختاروا مجال الصحافة، متخطّين قلقهم على مستقبل مهنتهم، في وقت تستمر نقابة المحررين، على حد تعبير بعضهم، في التغريد "خارج السرب".

المنافسة محمومة

تؤمن الطالبة دينا جركس في كلية الإعلام الجامعة اللبنانية (الفرع الأول)، بأنّ الصحافة في لبنان وحدها غير كافية، "ما بتطعمي خبز". وتوضح: "لقد بلغت المنافسة في مجال الإعلام ذروتها، ولا بدّ من البحث عن التمايز والتخصّص. لذا، اخترت مجال العلوم السياسية لأصقل مهاراتي وخبرتي، بما يضاعف حظوظي في إيجاد عمل".

لا تنكر دينا قلقها على مستقبل المهنة، وتحديدا تراجع الصحيفة الورقية على حساب اتساع استخدام المجال الإلكتروني وتوسّع عالم المرئي والمسموع. كما تعرب عن انزعاجها من طغيان الإعلام المُحازب على أي إعلام صادق. "للأسف، يصعب معرفة أبسط الأحداث في لبنان من دون متابعة 5 محطات تلفزيونية وتصفّح 4 صحف على الأقلّ، نظرا إلى أنّ كل قوة سياسية بات لها منبرها الخاص، ومطبخها الإعلامي الذي يراعي خصوصيتها في نقل الوقائع". وتعتبر دينا "أن لا بدّ من ثورة في لبنان من أجل إسقاط نقابة المحرّرين واستحداث نقابة أخرى تعنى بشجون الإعلاميين. وحتى الآن، المسألة ديكتاتورية بامتياز". وتسأل: "لماذا لا تساعدنا النقابة أقلّه في توفير فرص التدرّب؟"

اعتبارات مذهبية… وأكثر

تضمّ الطالبة نادين كحالة صوتها إلى رأي زميلتها، وتقول: "من قال إن لدينا نقابة؟ من غير شَرّ ما منحِسّ بوجودها!" وتؤكد ممازحة: "إنها لم تختر الصحافة طمعا بما تقدّمه النقابة". وتضيف: "في مرحلة من حياتي، تأثرت بالإعلامي مارسيل غانم الذي أظهر، من خلال عمله، كيف يكون الصحافي مسؤولا تجاه أفراد مجتمعه، ويرفع صوت المتألمين الذين لا منبر لهم".

ترى نادين أن لبنان يفتقر إلى المؤسسات الإعلامية التي تعتمد على الكفاية في اختيار موظفيها، "في الواقع، تتحكم الاعتبارات المذهبية الطائفية في فرص دخولنا سوق العمل، بصرف النظر عن سيرتنا الذاتية وخلفيتنا الثقافية التي نتعب من أجل تحصيلها"، معربة عن أسفها لأن معظم الطلاب الجامعيين مجرّد أبواق لأحزاب سياسية ينتمون إليها، ولزعماء يؤيدونهم.

مستقبل… مربك

من جهتها، تؤكّد الطالبة ليا قزي، سنة ثانية صحافة في جامعة الروح القدس – الكسليك، أن هاجس الطلاب لا يختلف من كلية إلى أخرى، "إذا كنّا طلاب جامعة خاصة، هذا لا يعني أنّ مستقبلنا مؤمَّن". وتضيف "تقع على الطالب مسؤولية كبيرة بدءا من التعمّق في الحلقات الدراسية، مرورا بتكوين شبكة من العلاقات الشخصية، وصولا إلى حصوله على فرصة عمل".

أسباب متعددة دفعت ليا نحو الصحافة، منها: شغفها بالكتابة، حبّها للمغامرة ومتابعة الأحداث. إلا أنها، في الوقت نفسه، قلقة على مستقبل المهنة. لذلك نراها تقول: "يغزو الفضاء الإلكتروني كل أنشطة البشر. لذا، أخشى زوال الصحافة المكتوبة، ولا سيما أننا نرى أبناء هذا الجيل يتصفّحون في ما ندر صحيفة ورقية، بل يتجهون إلى المواقع الإلكترونية".

أما بالنسبة إلى الطالبة فانيسا قزي في جامعة الروح القدس أيضا، القلقة بدورها على مستقبل الصحافة، فمشكلتها مغايرة، وتوضح: "أجيد الكتابة في الصحف التي تصدر باللغات الأجنبية لأنني أتقن الإنكليزية والفرنسية، ولكنّ المؤسف أنّ المنابر الأجنبية محدودة، وبالتالي الوظائف المتاحة نادرة".

في هذا السياق، تعبّر فانيسا عن انزعاجها من الواقع الذي تشهده حرية التعبير في لبنان، "إنّ رجال السياسة هم أكثر من يتمتعون بهذه الحرية. كذلك، يبرز المتمولون من أصحاب مؤسسات إعلامية". من هنا تعتبر أن "من غير الممكن الدفاع عن دم شهداء الصحافة، ما لم يراعِ الصحافي الشفافية والمصداقية في رسالته".

أما بالنسبة إلى الطالب روي حداد في كلية الإعلام الجامعة اللبنانية، فيبدو أكثر تفاؤلا من غيره، لأنه يقول: "على رغم الإحباط الذي يراود الطلاب، والضغط النفسي الذي يعتريهم حيال ضغط البحوث التطبيقية، أعتقد أن القمة تتسع لنا جميعا، إذا أحسنّا اقتناص الفرص المناسبة". ويضيف: "تبقى الكفاية هي الأساس مهما عظمت الواسطة، لكنّ هذا لا يمكن أن يتحقق ما لم يتم إخراج "الدخلاء" من عالم الصحافة، وترك مجال العمل لأصحاب الاختصاص فقط".

في هذا الإطار، تمنّى روي لَو تَنشط نقابة المحرّرين في عملها، "نأسف لأن النقابة بعيدة من هواجسنا ولا تحاول تحسين ظروف المهنة، ليس على مستوى الرواتب والأجور فقط، إنما أيضا لناحية الدفاع عن حقوق الصحافيين وتحصينهم".

ولا ينكر روي إيمانه بوجود حرية تعبير في لبنان، ولكن "لا بد من أن تكون مقرونة بالدبلوماسية، كضمانة لسلامة حياة أي صحافي، الذي لا يعرف متى "بيوصَل الموس لَدقنو"، على حد تعبيره. ويضيف: "يعني بَدنا نِحفظ خَط الرجعَة".

رأي نقابة المحررين

عتب الطلاب على نقابة المحررين، نقلته "الجمهورية" إلى نائب رئيس النقابة سعيد ناصر الدين، الذي أكّد أنّ "النقابة تشهد مرحلة انتقالية، وقد أعدّت نظاما داخليا يحمل الكثير من التعديلات، في انتظار أن توقعه الحكومة الجديدة". أمّا عن أبرز هذه التغييرات، فيقول: "لا يحقّ لنقيب المحرّرين إلا بدورة واحدة مدتها 3 سنوات، ولا يمكن التجديد له إلا بعد انتهاء ولاية كاملة، إضافة إلى تعديل قيمة الرسم المالي الرمزي الذي يدفعه المنتسب".

في هذا السياق، أكّد ناصر الدين أن لا توقيت محددا لفتح مجال الانتساب، "ما من مهلة زمنية معلنة، يُفتح مجال الانتساب بالاتفاق بين النقابتين (الصحافة والمحررين)، والمرة الأخيرة كانت منذ ثلاثة أعوام، حينها تمّ قبول نحو 450 منتسبا إلى النقابتين".

في الختام، شدّد عدد كبير من طلاب كليات الإعلام على ضرورة اتخاذ سلسلة من الإصلاحات تليق بدماء من استشهدوا، وبطلاب اختاروا سلاح الكلمة نِبراسا لهم.
أقلّه في توفير فرص التدرّب؟"

اعتبارات مذهبية… وأكثر

تضمّ الطالبة نادين كحالة صوتها إلى رأي زميلتها، وتقول: "من قال إن لدينا نقابة؟ من غير شَرّ ما منحِسّ بوجودها!" وتؤكد ممازحة: "إنها لم تختر الصحافة طمعا بما تقدّمه النقابة". وتضيف: "في مرحلة من حياتي، تأثرت بالإعلامي مارسيل غانم الذي أظهر، من خلال عمله، كيف يكون الصحافي مسؤولا تجاه أفراد مجتمعه، ويرفع صوت المتألمين الذين لا منبر لهم".

ترى نادين أن لبنان يفتقر إلى المؤسسات الإعلامية التي تعتمد على الكفاية في اختيار موظفيها، "في الواقع، تتحكم الاعتبارات المذهبية الطائفية في فرص دخولنا سوق العمل، بصرف النظر عن سيرتنا الذاتية وخلفيتنا الثقافية التي نتعب من أجل تحصيلها"، معربة عن أسفها لأن معظم الطلاب الجامعيين مجرّد أبواق لأحزاب سياسية ينتمون إليها، ولزعماء يؤيدونهم.

مستقبل… مربك

من جهتها، تؤكّد الطالبة ليا قزي، سنة ثانية صحافة في جامعة الروح القدس – الكسليك، أن هاجس الطلاب لا يختلف من كلية إلى أخرى، "إذا كنّا طلاب جامعة خاصة، هذا لا يعني أنّ مستقبلنا مؤمَّن". وتضيف "تقع على الطالب مسؤولية كبيرة بدءا من التعمّق في الحلقات الدراسية، مرورا بتكوين شبكة من العلاقات الشخصية، وصولا إلى حصوله على فرصة عمل".

أسباب متعددة دفعت ليا نحو الصحافة، منها: شغفها بالكتابة، حبّها للمغامرة ومتابعة الأحداث. إلا أنها، في الوقت نفسه، قلقة على مستقبل المهنة. لذلك نراها تقول: "يغزو الفضاء الإلكتروني كل أنشطة البشر. لذا، أخشى زوال الصحافة المكتوبة، ولا سيما أننا نرى أبناء هذا الجيل يتصفّحون في ما ندر صحيفة ورقية، بل يتجهون إلى المواقع الإلكترونية".

أما بالنسبة إلى الطالبة فانيسا قزي في جامعة الروح القدس أيضا، القلقة بدورها على مستقبل الصحافة، فمشكلتها مغايرة، وتوضح: "أجيد الكتابة في الصحف التي تصدر باللغات الأجنبية لأنني أتقن الإنكليزية والفرنسية، ولكنّ المؤسف أنّ المنابر الأجنبية محدودة، وبالتالي الوظائف المتاحة نادرة".

في هذا السياق، تعبّر فانيسا عن انزعاجها من الواقع الذي تشهده حرية التعبير في لبنان، "إنّ رجال السياسة هم أكثر من يتمتعون بهذه الحرية. كذلك، يبرز المتمولون من أصحاب مؤسسات إعلامية". من هنا تعتبر أن "من غير الممكن الدفاع عن دم شهداء الصحافة، ما لم يراعِ الصحافي الشفافية والمصداقية في رسالته".

أما بالنسبة إلى الطالب روي حداد في كلية الإعلام الجامعة اللبنانية، فيبدو أكثر تفاؤلا من غيره، لأنه يقول: "على رغم الإحباط الذي يراود الطلاب، والضغط النفسي الذي يعتريهم حيال ضغط البحوث التطبيقية، أعتقد أن القمة تتسع لنا جميعا، إذا أحسنّا اقتناص الفرص المناسبة". ويضيف: "تبقى الكفاية هي الأساس مهما عظمت الواسطة، لكنّ هذا لا يمكن أن يتحقق ما لم يتم إخراج "الدخلاء" من عالم الصحافة، وترك مجال العمل لأصحاب الاختصاص فقط".

في هذا الإطار، تمنّى روي لَو تَنشط نقابة المحرّرين في عملها، "نأسف لأن النقابة بعيدة من هواجسنا ولا تحاول تحسين ظروف المهنة، ليس على مستوى الرواتب والأجور فقط، إنما أيضا لناحية الدفاع عن حقوق الصحافيين وتحصينهم".

ولا ينكر روي إيمانه بوجود حرية تعبير في لبنان، ولكن "لا بد من أن تكون مقرونة بالدبلوماسية، كضمانة لسلامة حياة أي صحافي، الذي لا يعرف متى "بيوصَل الموس لَدقنو"، على حد تعبيره. ويضيف: "يعني بَدنا نِحفظ خَط الرجعَة".

رأي نقابة المحررين

عتب الطلاب على نقابة المحررين، نقلته "الجمهورية" إلى نائب رئيس النقابة سعيد ناصر الدين، الذي أكّد أنّ "النقابة تشهد مرحلة انتقالية، وقد أعدّت نظاما داخليا يحمل الكثير من التعديلات، في انتظار أن توقعه الحكومة الجديدة". أمّا عن أبرز هذه التغييرات، فيقول: "لا يحقّ لنقيب المحرّرين إلا بدورة واحدة مدتها 3 سنوات، ولا يمكن التجديد له إلا بعد انتهاء ولاية كاملة، إضافة إلى تعديل قيمة الرسم المالي الرمزي الذي يدفعه المنتسب".

في هذا السياق، أكّد ناصر الدين أن لا توقيت محددا لفتح مجال الانتساب، "ما من مهلة زمنية معلنة، يُفتح مجال الانتساب بالاتفاق بين النقابتين (الصحافة والمحررين)، والمرة الأخيرة كانت منذ ثلاثة أعوام، حينها تمّ قبول نحو 450 منتسبا إلى النقابتين".

في الختام، شدّد عدد كبير من طلاب كليات الإعلام على ضرورة اتخاذ سلسلة من الإصلاحات تليق بدماء من استشهدوا، وبطلاب اختاروا سلاح الكلمة نِبراسا لهم.

السابق
الجمهورية: عون يتمسّك بـ”الداخلية” لأهداف بلدية وانتخابية وأمنية
التالي
لقاء صحي في بلدية جديدة مرجعيون