المستقبل: جماعة برّي تستعيد لغة الشتم والتجريح.. وجعجع يدعو الى حكومة تكنوقراط

في ظل عجز الأكثرية الجديدة عن اجتراح حلول لأزمة تشكيل الحكومة نتيجة صراع المصالح والتناتش على الحصص، تتجه الأنظار إلى بكركي التي تستضيف بعد غد قمة روحية إسلامية مسيحية يؤمل أن تكون لها انعكاسات إيجابية على المشهد اللبناني عموماً.

غير أن اللافت أمس هو اعتماد جماعة رئيس المجلس النيابي نبيه بري لغة سوقية قوامها الشتم والسب والتطاول، في معرض الرد على مواقف سياسية أطلقها عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت الذي كان اعتبر أن "كلام بري الاخير يناقض نفسه"، مؤكداً أن
"الامتيازات الأساسية في هذا البلد هي المناصب التي تربّع عليها البعض منذ عشرات السنوات". ولفت إلى انه "بعقلية السلاح يتم فرض الأمور والتعدّي على الأملاك العامة، والرئيس بري يعرف تماماً أن ما يعوق إقامة الدولة هي العقلية الميليشيويّة التي تعتمد على السلاح الذي لا يمنع فقط اقامة الدولة بل يهدف ايضاً إلى إسقاطها(..)".

وفي وصلة شتم، ردّ عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي على فتفت، فاعتبر أن "الامتيازات ليست هي التي أبقت بري عشرين عاما على رأس السلطة التشريعية، بل الإنتخابات الشعبية والنيابية"، وسأل "لكن من الذي أحضر آل الحريري الى السلطة سوى المال الذي أورث سعد الحريري الذي اتحفنا بك، والناس تعلمت الطعن والغدر من هذا الخط"، معتبراً أن "السابع من ايار هو نتيجة غدركم وطعنكم في 5 أيار(..)".

جنبلاط: الأكثرية فشلت

وفي جديد الملف الحكومي، حركة مميزة لرئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط بدأها في اتجاه رئاسة الجمهورية حيث التقى الرئيس ميشال سليمان ثم دار الفتوى حيث التقى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني. أعقبها بسلسلة مواقف لجريدة "الأنباء" الصادرة عن "الحزب التقدمي الاشتراكي"، حيث لفت إلى أنه "بات من الضروري القول إنَّ الاستمرار في تأييد بعض الشعارات العبثيّة التي سبق أن أعلنتها الأكثرية السابقة لم يكن ممكناً، ولكن في الوقت ذاته، لم يعد منطقيّاً استمرار الحزب "التقدمي" و"جبهة النضال"، في تغطية هذه الحالة من المراوحة والفراغ والتعطيل ضمن ما يُسمّى الأكثريّة الجديدة التي أثبتت أنها فشلت فشلاً ذريعأً في تأليف الحكومة الجديدة".
وإذ أشار إلى أنَّه "سبق أن أجمعت الأكثرية الجديدة على تسمية الرئيس المكلف نجيب ميقاتي لتأليف الحكومة الجديدة، ولبّى الرئيس المكلف معظم المطالب السياسية لمختلف الأطراف قدر المتاح"، سأل جنبلاط "لماذا هذا الترف في التعطيل ووضع العقبات تلو العقبات، على الرغم من كل المشاكل الإقتصادية والإجتماعية والمعيشية التي تلاحق المواطنين وتحاصرهم في كل مكان؟(..)".
وبدوره دعا رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى تشكيل حكومة تكنوقراط تسمي نفسها حكومة "تخليص المواضيع المعيشية في ظل الانقسام السياسي الحاد والأوضاع المعيشية المقلقة". ورأى في حديث تلفزيوني مساءً ان حكومة وفاق وطني غير واردة "لأنه لا يمكن أن نتفق على الأمور الأساسية في السياسة (…) لنفصل الشأن المعيشي عن السياسة".

لا جديد
على أي حال، فإن مصادر مواكبة لتشكيل الحكومة قالت لـ "المستقبل" إن "الأفق لولادة الحكومة لا يزال مسدوداً بالرغم من المحاولات الحثيثة لإخراج التشكيلة الحكومية من عنق الزجاجة والتي يتولاها النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي لأمين عام "حزب الله" حسين الخليل والنائب جنبلاط، والرئيس بري"، وأضافت إن "الكلام عن خلاف بين فرقاء الأكثرية الجديدة على أكثر من حقيبة وزارية هو أمر صحيح، وان كان الجميع يتلطى حول الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب ميشال عون حول حقيبة الداخلية".
وتابعت المصادر "لا يزال رئيس الجمهورية على موقفه لجهة ضرورة أن تكون الحقائب الأمنية حيادية، وبأنه لن يقبل بالقفز فوق روحية اتفاقي الطائف والدوحة في ظل الأزمة الداخلية التي تشل البلاد".
وحول زيارة النائب جنبلاط الى بعبدا قالت المصادر "ان جنبلاط لم يركز خلال لقائه سليمان على الوضع الحكومي، بل كان التركيز على ضرورة العمل على إنجاح القمة الروحية في بكركي، مع ما يعني ذلك من انعكاس ايجابي على الشأن السياسي في البلاد، كما حصل في القمة الروحية التي عقدت في العام 2008 وكان من نتائجها انطلاق طاولة الحوار الوطني، كما تناول جنبلاط مع سليمان الوضع في كل من مصر وسوريا وانعكاس هذا الأمر على لبنان عموماً وعلى الأقليات فيه خصوصاً، ولذلك فإن جنبلاط يقوم باتصالات مع رؤساء الطوائف، لتأمين النجاح للقمة الروحية من جهة ولتجنيب لبنان شرور ما يحصل في المنطقة من جهة أخرى".
وبدورها أوضحت مصادر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي لـ"المستقبل"، أن هناك انتظاراً من جانب الرئيس المكلّف لأجوبة الأطراف المعنية بتشكيل الحكومة، على مقترحات جديدة جرى التداول بها، ومن الممكن الموافقة عليها أو لا، وفي ضوء ذلك سيتخذ الرئيس ميقاتي الموقف المناسب.
وعلمت "المستقبل" أن الاتصالات الجديدة لا تزال في دائرة المراوحة في انتظار اتضاح نتائج الاتصالات الأخيرة.
وعلى الرغم من التكتم الشديد حول المقترحات، فإن هناك سلّة أسماء جديدة مطروحة، وكذلك فكرة تبادل وزارات بين الأطراف بشكل محدود. لكن الأمور مرهونة بالأجوبة.

قمة بكركي
ولئن كانت مفاعيل القمة لن تترجم عملياً على المستوى السياسي، إلا أن ثمة أهمية رمزية ومعنوية للبيان الختامي الذي سيصدر عن القيادات الروحية في "التأكيد على دولة القانون والمؤسسات ووجوب احترامها من قبل جميع اللبنانيين واعتماد الحوار سبيلاً للتواصل بين مختلف الأطياف السياسية وصولاً الى الحلول المرجوة"، كما نقلت "وكالة الأنباء المركزية" عن أوساط مشاركة في مسار التحضيرات للقمة.
وعلى مسافة يومين، أعدّت بكركي العدّة ضمن بروتوكول عملها لاستقبال الهيئات الروحية يوم الخميس المقبل في موعد كان حدده البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي لانعقاد اول قمة روحية في عهده، فيما انهمك المعنيون في هذا الاطار في وضع اللمسات الاخيرة على البيان الذي سيعرض على المجتمعين للوقوف على آرائهم في مضمونه.
وفيما تواصل لجنة الحوار الاسلامي المسيحي اجتماعاتها المتتالية في مرحلة ما قبل انعقاد القمة، باشرت اللجنة وضع الصيغة النهائية للبيان الذي سيصدر عن القمة الروحية التي تعقد في العاشرة صباحا، بغية عرضه على الرؤساء الروحيين وابداء الملاحظات اذا وجدت لاجراء التعديلات اللازمة.
ونقلت "المركزية" عن أوساط مطلعة أن "القمة سيغلب عليها الطابع الروحي بامتياز، وهدفها تأكيد الثوابت الاساسية في الوطن من عيش مشترك ووفاق وطني، اضافة الى تسليط الضوء على الهموم المعيشية للمواطن اللبناني والقضايا الحياتية على الصعد كافة، فيما اعتبرت ان الامور لن تسمح بشكل او بآخر الى التطرق الى القضايا الخلافية على الساحة السياسية".

السابق
الوطن: تراجع منسوب التفاؤل بولادة الحكومة
التالي
اللواء: العودة إلى صيغة الـ 14 وزيراً كمخرج … قبل قرار ميقاتي الأخير