فرعون: لن تشكل الحكومة إلا من خلال المحور السوري-الإيراني

أكد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الاعمال ميشال فرعون ان الوضع السياسي الداخلي بانتظار تأليف الحكومة، ويكتنفه حالة من الشلل في المؤسسات، بالإضافة الى استهداف رئاسة الجمهورية، وشبه إقفال لمجلس النواب منذ العام 2006 و2008.
ورأى في تصريح اليوم، أنه بعد شلل الحكومة وصولا الى استقالة الوزراء، لا يتذكر أحد ملف شهود الزور، الذي كان سببا لإسقاط الحكومة التي أتت بقرار إقليمي سوري- إيراني، وداخلي من قبل فريق 8 آذار، إضافة الى نسف النائب وليد جنبلاط تسوية الدوحة، معتبرا أن تسوية الدوحة التي أنتجت حكومة وحدة وطنية لم يضر بها إلا محور إقليمي، وقال: أما اليوم فينتظر فريق 8 آذار وصول ساعة الحسم من الخارج لأن الضؤ الأخضر لم يأت بعد حتى الآن.
ولفت فرعون الى أن الدولة معلقة، ولا يوجد أي قرار او محاولة حقيقية لتقريب وجهات النظر في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تطورات إقليمية، وكان بالأحرى على اللبنانيين ان يلتقطوا اللحظة للتقارب كي لا يكون هناك أي محاولة لتحويل لبنان الى ساحة للصراع.
ولاحظ ان الخلاف الحاصل ليس على الحقائب وإنما هو بقرار خارجي، مشددا على وجوب تحييد وزارة الداخلية وإبقائها تحت سلطة رئاسة الجمهورية، وان القرار يجب أن يبقى بين رئيس الجمهورية (لأنها وزارة الانتخابات) والرئيس المكلف بالتفاهم مع الكتل النيابية.
ولفت الى عدم وجود أي احترام للقانون ضاربا مثالا على ذلك ان الناس في الاشرفية يدفعون الضبط في حين أن هناك فريقا آخر يشعر انه فوق القانون ولا يحاسب على المخالفات، وهذا منحى خطير على أكثر من صعيد.
ورأى ان العماد عون وغيره يلعبون في مساحة الوقت الضائع لكن عندما يأتي القرار الخارجي تذلل كل العقبات، مؤكدا ان لا أحد يستطيع ضرب اتفاق الدوحة لولا المحور السوري- الإيراني ولن تشكل الحكومة الا من خلال هذا المحور ويوجد الكثيرون من الذين نفذوا الانقلاب على الحكومة للمشاركة فيها، في وقت أننا لن نشارك الا باتفاقات وشروط وضمانات واضحة.
وإذ اعتبر فرعون ان هناك خطرا كبيرا من ان يتحول لبنان الى ساحة للصراع، قال:نحن لسنا مع التدخل في الشأن السوري أكثر من باقي الدول العربية، كما أننا لسنا مع القمع عبر التهديد بالقمصان السوداء كما حصل في لبنان. وأيد التوجه الديمقراطي في كل البلدان وعدم تجاوز حقوق الإنسان، مؤكدا عدم الربط بين الوضعين السوري واللبناني وأن لا يكون هناك أي انعكاس سلبي جراء ذلك، لافتا في الوقت عينه الى أن دمشق لا تزال تحمل مفاتيح تأليف الحكومة.
وقال: إن مجلس النواب يعيش حالة من الشلل ولم تعقد جلسة تشريعية لهذا المجلس دون حكومة، إلا لإنتخاب اللجان والرئيس، في وقت ان بلجيكا بقيت 270 يوما من دون حكومة ولم يقف فيها عمل مجلس النواب، وهذا الأمر يخضع للجدل، فتقليديا لا جلسات لمجلس النواب في غياب حكومة لم تأخذ ثقة المجلس. واعتبر ان التشنج ومحاولة الطعن بالمحكمة الدولية كان حاصلا قبل استقالة الحكومة، وهذا الشلل حصل نتيجة الانقلاب على المحكمة والتهديد بشل المؤسسات وصولا الى استهداف رئيس الجمهورية، هو نمط لم يتوقف منذ اغتيال الرئيس الحريري وثورة الارز.
أضاف: هناك وعي لدى جميع الافرقاء في المحافظة على الاستقرار الأمني بالرغم من اننا نسمع من وقت لآخر ببعض التهديدات الأمنية. فأمام الوضع الإقليمي يجب تجاوز الاملاءات الخارجية والتطلع الى الأمام والتنازل في بعض المحطات وصولا الى حوار في البلد، تداركا لعدم الانزلاق في حسابات ومصالح خارجية. وتطرق الى معاناة المواطنين مؤكدا عدم أخذ مصالح الناس رهينة، فالحكومة السابقة حاولت التركيز على مصالح الناس الا ان الفريق الآخر لم يدعها تعمل، فالقرار الخارجي هو الذي يضغط وبالنهاية هذا الأمر يأتي على حساب الناس.

السابق
الحجار: منطق الإلغاء متأصل في تفكير عون ونهجه السياسي
التالي
ربيع الثورات العربية ما يزال في بداياته