عودة الرئيس نجيب ميقاتي من لندن ولقاءاته أمس مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، ترافقت مع تسريبات متفائلة بقرب تشكيل الحكومة فحدّدت احداها يوم غد الخميس موعدا لذلك. إلاّ أن هذه التسريبات نفاها المكتب الاعلامي للرئيس المكلف الذي قال ان الاتصالات مستمرة ولكن لا موعد لاعلان التشكيلة. كما رفض العماد ميشال عون هذه الهبّة الساخنة الجديدة وقال انه لا يرى نيّة بتشكيل الحكومة. وعلى رغم الموجة التي تعتبر الأسبوع الجاري حاسما في تحديد التوجهات الحكومية، فان أي معطيات لم تتوفر لجهة الحسم، وتحول الرهان من قدرة الأكثرية على تذليل العقبات الى امتحان شبه محسوم النتائج في القدرة على التشكيل في حد ذاته. ولكن وكالة أخبار اليوم نقلت عن مصادر مقرّبة من ميقاتي توقعها ان تعلن التشكيلة الحكومية يوم غد الخميس، وستكون من 30 وزيرا نصفهم تكنوقراط. ولكن موقع النشرة الألكتروني نقل عن مصادر ميقاتي أيضا نفيها عن التشكيل غدا وقولها ان الرئيس المكلف يواصل اتصالاته مع كل الفرقاء المعنيين، لكن لا موعد لاعلان التشكيلة الحكومية.
وقالت مصادر عين التينة في هذا الصدد: لن نقول فول قبل ان يصبح في المكيول. وأكدت ان بري مستمر في المساعي ولكن لا شيء ملموسا مئة بالمئة، مشدّدة على ان رئيس المجلس يدفع بالأمور الى الأمام. وفي الاطار ذاته أوردت قناة المنار التابعة ل حزب الله معلومات تفيد ان الجهد الذي يقوم به بعض الأطراف، توصلا الى تأليف الحكومة العتيدة، وصل في الساعات القليلة الماضية الى مراحل متقدمة. في هذا الوقت، قال العماد عون امس: في موضوع الحكومة لا شيء جديدا، نستطلع الأخبار من الصحف لنفهم أين هي العقدة حتى نعالجها، ولا شيء أكثر من ذلك. نسمع التصريحات المتعلقة بالدستور، ولكن لا أحد من أصحاب التصريحات يذكر المادة التي يستند اليها. كلهم يدعون أنهم يحترمون الدستور وأن صلاحياتهم دستورية ومؤسساتهم دستورية، ولكن حتى الآن لم نسمع أي نص يدعمون كلامهم به، لأن مواد الدستور كثيرة، فبالاستناد الى أي مادة يتكلمون؟ لا نعلم. من هنا، لا أرى أن هناك نية بتشكيل الحكومة، لأن الأسباب التي أسمعها، ليست أسبابا غير موجبة. واضاف: أنا لدي تكتل نيابي، لدي عدد نواب، وأريد من الوزارات وزارة الداخلية لأننا نشكل أكبر تكتل ضمن الأكثرية الجديدة. لم لا؟ ألا يحق لي أن يكون لدي وزارة سيادية؟ هل أنا متسول؟ من سيأخذ الوزارات السيادية وكيف توزع؟ أليس على الكتل وعلى الطوائف؟ وأكبر تكتل في الطائفة يحصل على الوزارة.
من ناحية اخرى قال الرئيس نبيه بري امس ان على جميع اللبنانيين ان يكونوا اكثر حرصا على امن سوريا واستقرارها من السوريين أنفسهم، ونوجه عناية الجميع الى أن استقرار النظام في سوريا يشكل ضرورة شرق أوسطية وهذا كلام سياسي وواقعي أرى فيه مصلحة لبنان كما مصلحة سوريا، واستقرار النظام في سوريا مصلحة لبنانية، ومحاولة ضخ الفتنة الى سوريا سيؤدي الى حريق شرق أوسطي لا يمكن إطفاؤه وأي خطأ عابر لحدود الأمن القومي لسوريا هو لعب بالنار وبمصير لبنان. وتابع: نؤكد على ضرورة أن تجري التحقيقات بشأن إمكانية التورط بأحداث سوريا في إطار قانوني وأن يتم التعاون مع القضاء اللبناني في إطار المعاهدات المعقودة، ونحن متأكدون أن القيادة السورية حريصة على لبنان، ومن يعتقد أن التأخير في تأليف الحكومة هو لأسباب سورية فليعلم أن أكثر المتضررين من عدم وجود حكومة الآن هو سوريا الشقيقة، التأخير بحد ذاته جزء من المؤامرة على لبنان وسوريا ولو كان غير مقصود.
